شاعرة لها أسلوبها الخاص في التعبير عن الأشياء، حيث تلتقط عدسة كاميرتها التي ترافقها في خرجاتها السياحية، جمال العديد من مناطق الوطن ليترجم بعدها القلم حسها الراقي وإحساسها بالجمال... إنها فايزة مليكشي الحساسة، صاحبة العاطفة المتأججة والحماس العارم الذي يعصف بك وأنت تسمع إلى قصائدها على غرار "وحيدا" التي لاقت تصفيقات متتالية في عدة لقاءات شعرية، ابنة الثنية التي تعمل موظفة بالسلك الصحي وتبرمج زيارات سياحية ضمن نشاطات الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، تحمل في أعماقها حزنا تركته السنون، تؤمن بقدرة الكتابة على التعبير والعطاء.. فايزة كانت ضيفة "المساء"، تحدثت إلينا، فتابعوا الحوار... - المساء: متى سطع نور الشعر في وجدانك؟ * فازية مليكشي: اكتشفت موهبتي في الكتابة منذ الصغر، فكلما تعرضت لأمر ما، أجد أشياء كثيرة في داخلي تحاول ترجمة الوضع في هدوء.. وهنا اكتشفت ولعي بالشعر بحيث كنت أكتب في إطار المناسبات، وقد شجعتني والدتي الرائعة على الكتابة، كما أن المناطق الجميلة من وطني الحبيب كانت ولا تزال دوما دافعا قويا إلى الكتابة، خصوصا أنني ابنة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، حيث تسنت لي فرصة زيارة العديد من المناطق، بعد زواجي شاءت الأقدار أن يفتك الموت بطرفي الثاني، حيث غرقت في بحر المعاناة بعد وفاة زوجي ولم أجد سوى الشعر أنيسا للتخفيف من حزني. - ماهي المواضيع التي تتطرقين إليها في كتاباتك؟ * أكتب في كل ما له صلة بالإنسان، كل ما يخدم الإنسان ويساعده على العيش بسلام، أتطرق إلى المواضيع الاجتماعية، العاطفية وأكتب للوطن العزيز قصائد الحب والسلام، وبحكم تشعب كتاباتي، كوني أكتب القصيدة والشعر الفصيح، الى جانب بعض القصائد باللغة الفرنسية، ومعظم كتاباتي وليدة التجربة. - ما هي مشاريعك المستقبلية؟ * بعدما استدعتني دار الثقافة ببومرداس لتمثيل فناني المنطقة في الأسابيع الثقافية القادمة، سأحاول أن أكون في مستوى الثقة، كما لدي مجموعة من القصائد التي سلمتهالأيادي المطربين الجزائريين منهم محمد راوي، دحمان دريش ستصدر ضمن ألبوماتهم القادمة. - إذن أنت من عشاق الشعبي؟ * نعم، أنا متأثرة جدا بمطربي الشعبي، إلا أن هذا لا يمنع حبي لمطربين آخرين في طبوع آخرى، كوني أحب كل ما هو جميل ومتقن. - من هو المؤلف أو الشاعر الذي تحبين كتاباته؟ * أنا من أشد المعجبين بياسين أوعابد وأحب طقطوقات محبوباتي. - بين الشعر والتصوير الفوتوغرافي والمجال السياحي والعمل بالمستشفى، كيف توفق فايزة في إعطاء الكلمة حقها؟ * الحمد لله، أنا إنسانة منظمة جدا، ولدي برنامج شخصي يساعدني على إعطاء كل مجال حقه، لكن كما تعرفون للكتابة سحرها الخاص وللإبداع سلطته، فعندما يطرق الباب يجد القلم في انتظاره. - هل لقيت المساعدة من العائلة؟ * نعم، فقد كان أهلي وعلى رأسهم الوالدة وإخوتي الذكور الاربعة ووالدي وشقيقتي، كلهم يشجعون كتاباتي، والآن ألقى التشجيع حتى من أبنائهم. - ماذا تعني الكتابة لك؟ * إنها ترجمة لكل الحالات.. فبواسطة الكتابة فقط تتحرر الأكفار وتأخذ الأشياء أسماءها. - ... والشعر؟ * إنه الموهبة الإلهية التي لا تحمل عنوانا ولا مكانا، وأجدني خاضعة له مرهبة به في كل زمان ومكان. - أمل؟ * أتمنى أن ينال الشعراء حقهم من الاهتمام وأن تفتح أمامنا الأبواب، فنحن بحاجة إلى المساعدة. - ماذا تكرهين؟ * ثلاثة أشياء: "الحقرة"، "الحسد" والأنانية. - كلمة أخيرة؟ * شكرا لجريدة "المساء" على هذه الاستضافة، مع أمنياتي بالنجاح لكل الطاقم.