حدد البرلمان اللبناني يوم 13 ماي القادم موعدا لعقد جلسة جديدة لانتخاب رئيس جديد للبنان الذي يعيش على وقع حالة فراغ رئاسي غير مسبوق وسط حظوظ ضئيلة بإمكانية نجاحها·وكان البرلمان اللبناني اضطر الأسبوع الماضي وللمرة ال18 على التوالي إرجاء جلسة التصويت لانتخاب خليفة للرئيس السابق إيميل لحود الذي انتهت عهدته أواخر نوفمبر الماضي بسبب بقاء هوة الخلاف بين فرقاء الأزمة اللبنانية· وأوضح رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أمس، أنه تم تحديد هذا الموعد الجديد بعدما لمس تحسنا في المواقف لاسيما ما تعلق بدعوته للحوار·وكان نبيه بري الذي يعد أحد أهم أقطاب المعارضة اللبنانية ربط تحديد هذا الموعد ببدء الحوار الوطني بين أطراف المعادلة السياسية اللبنانية في مسعى إلى إنقاذ المبادرة العربية لتسوية الأزمة التي تزداد تعقيدا مع كل تأجيل· وجاءت دعوة بري ببدء الحوار الوطني بقناعة أن هذا الأخير يبقى الحل الوحيد بعد فشل كل المحاولات الإقليمية والعربية والغربية في حمل الفرقاء اللبنانيين على التوصل إلى أرضية توافقية تنهي حالة الاحتقان السياسي وتسمح بانتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للبلاد بعدما حُظي بالتوافق بين جميع الأطراف· ولكن بري الذي جدد تمسكه بالحوار الوطني حذر من أن إحاطة هذا الحوار بتساؤلات وإشارات إلى شروط معينة لا تصب في خدمة تسهيل إجرائه في إشارة إلى تمسك قوى الأكثرية النيابية بعدد معين من الحقائب الوزارية في حكومة الجديدة· والواضح أن دعوة بري لن تجد أذانا صاغية من قبل الأكثرية النيابية المناهضة لسوريا بعدما وصف أمس وزير السياحة جو سركيس مبادرة بري لاستئناف الحوار ب"الجوفاء"· وأكثر من ذلك فقد شكك الوزير اللبناني في توقيتها واعتبر أنه لا يوجد مضمون جدي يدعمها مما يبقي الخلافات قائمة بين الطرفين في مؤشر واضح إلى أن جلسة التصويت المقبلة ستلقى نفس مصير الجلسات السابقة· ويؤكد هذا الطرح اعتقاد وزير السياحة اللبناني إلى أن بري وبطرحه لهذه المبادرة في هذا التوقيت يسعى إلى تأجيل الاستحقاق الرئاسي في تلميح إلى أن حالة الفراغ الرئاسي التي تشهدها البلاد تخدم أكثر مصالح المعارضة الموالية للنظام السوري الذي تتهمه الأغلبية الحاكمة بالعمل على تعطيل العملية الانتخابية في لبنان· وذهب الوزير اللبناني إلى أبعد من ذلك عندما اعتبر أن اللعبة أكبر من لعبة الحوار وتهدف الى جعل لبنان ساحة لتنفيذ الأهداف والمخططات الإقليمية التي قال أنها لا تصب في مصلحته· ولكن المعارضة اللبنانية بزعامة حزب الله، أكدت تمسكها بخيار الحوار وقال حسن حب الله عضو كتلة الوفاق للمقاومة النيابية، أن حزب الله مقتنع بأن قوة لبنان من قوة أبنائه ووحدته ومقاومته وجيشه الوطني وليس بقوة طائفة أو حزب أو تنظيم· ويعيش لبنان حالة فراغ رئاسي منذ انتهاء عهدة الرئيس السابق ايميل لحود في 24 نوفمبر الماضي ومنذ ذلك التاريخ لم يتمكن "الفرقاء اللبنانيون" من التوصل الى أرضية توافقية لانتخاب رئيس جديد للبلاد بسبب اختلاف وجهات نظر كل طرف لاسيما ما تعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية·