يتوجه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الأسبوع القادم الى العاصمة اللبنانية بيروت في إطار زيارة ثالثة لاحتواء الأزمة اللبنانية ضمن مساعي الوساطة التي بدأها منذ شهور وفشل في التوصل الى نتيجة ملموسة بشأنها· وقال الأمين العام للجامعة العربية في تصريح صحفي، أمس، أنه سيقوم خلال جولته الى بيروت الأحد القادم بتنظيم لقاء جديد بين قادة قوى الأغلبية الحاكمة سعد الحريري وأمين جميل وزعيم من قوى المعارضة الجينرال ميشال عون يومين قبل عقد جلسة التصويت لانتخاب رئيس الجمهورية المقررة في 26 فيفري الجاري· ويسعى عمرو موسى من خلال هذا اللقاء الى تقريب وجهات نظر فرقاء الأزمة اللبنانية وحملها الى التوصل الى أرضية توافقية تنهي عقدة الرئاسة القائمة منذ أزيد من شهرين ونصف وتضع حداً لحالة الاحتقان السياسي الذي يشهده لبنان منذ أكثر من عام· وفشل الأمين العام للجامعة العربية في زياراته السابقة الى بيروت من ايجاد مخرج للأزمة اللبنانية وانهاء أزمة الرئاسة، حيث لم يتمكن من تمرير المبادرة العربية التي أقرتها الجامعة العربية وتضمنت دعوة طرفي الأزمة الى الاسراع في انتخابات قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية وصياغة قانون جديد للانتخابات· ولكن المبادرة العربية التي رحبت بها قوى الأكثرية تحفظت بشأنها المعارضة التي اعتبرتها غير واضحة وبقيت مصرة على مواقفها وهو ما جعل فريق الأغلبية يحمل المعارضة مسؤولية فشل وساطة عمرو موسى·وفي ظل استمرار حالة الاحتقان بين فرقاء الأزمة اللبنانية يبقى التساؤل مطروحا ما إذا كان الأمين العام للجامعة العربية سيتمكن هذه المرة من احراز تقدم ايجابي في وساطته أم أنه سيعود خائبا كما حدث في المرات السابقة· وأكثر من ذلك؛ فإن هذا التساؤل يجد مصداقيته بعد خطابات التصعيد السياسية التي تبناها القادة السياسيون اللبنانيون على خلفية احياء الذكرى الثالثة لاغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق والذي ترجم على أرض الميدان بمواجهات مسلحة بين أنصار الطرفين·وهو ما يؤكد أن مهمة موسى لن تكون سهلة في ظل بقاء نفس العقابات في مؤشر على أن جلسة البرلمان لانتخاب رئيس جديد للبلاد سيكون مصيرها التأجيل مثل سابقاتها ولكن للمرة الخامسة عشر· وكانت هذه الجلسة أرجِئت للمرة الرابعة عشر على التوالي في ظرف شهرين ونصف بسبب اتساع هوة الخلاف بين أطراف المعادلة السياسية اللبنانية ليبقى لبنان يعيش بدون رئيس منذ ابتعاد عهدة الرئيس السابق إيميل لحود في 24 نوفمبر الماضي·