يشهد المركز الثقافي الجزائري في باريس منذ فترة حركية كبيرة ونشاطا متواصلا، من خلال تنظيمه للعديد من التظاهرات الثقافية والفنية الهامة والمتميّزة، وإشراك كوكبة من المثقفين والفنانين الجزائريين من الضفتين. وفي هذا السياق، بادر المركز بتسطير برنامج ثقافي وفني للثلاثي الأوّل من السنة الجديدة سيمسّ مختلف المجالات الفنية والثقافية دون استثناء، بداية من الموسيقى التي خصّص لها المركز فضاء واسعا حرص من خلاله على تمثيل مختلف الطبوع الموسيقية الجزائرية، بداية من فرقة "يانس" المعروفة بأدائها للنصوص الشعبية ومزجها بين اللغتين العربية والأمازيغية التي ستكون حاضرة في 15 جانفي الجاري، ثم الفنان القبائلي الوناس خلوي المعروف بأدائه للأغنية الشعبية الأمازيغية، والذي سيحيي حفلا في 16 جانفي الجاري. الأغنية الشعبية ستكون حاضرة أيضا من خلال الفنان الشعبي المعروف، عبد الرحمان القبي، وذلك سهرة الجمعة 22 جانفي الجاري، وكذا نجل الفنان الراحل دحمان الحراشي، كمال، الذي سيحيي هو الآخر حفلا سهرة الجمعة 29 جانفي الجاري. أمّا شهر فيفري فسيفتتحه الفنان مراد منصر المعروف بجرأة الكلمة، إلى جانب الفنان جيلالي قديد الذي سيقدّم قراءات شعرية مصحوبة بموسيقى بمشاركة دوغا استاليدو، وذلك في إطار "ربيع الشعراء 2010 "، وسيختتم البرنامج الموسيقي بسهرة فنية أندلسية من إحياء الفنانة المتألّقة بهجة رحال. من أهم المواعيد التي ضمّها برنامج المركز أيضا، تنظيم تكريم للأديب المعروف، ألبير كامو، وذلك في 23 جانفي الجاري تحت إشراف "نادي كامو المتوسطي"، وسيشهد هذا التكريم بيعا بالتوقيع لكتاب استيفان بابيي "كامو، شغف جزائري"، بالإضافة إلى عرض فيلم وثائقي بعنوان "مأساة السعادة" لجون دانيال وجوال كالمات، وكذا قراءات لنصوص مختارة لألبير كامو من طرف فريدريك بروياسوس والفنان سيد أحمد أقومي. من زاوية اللقاءات دائما، سطّر المركز أربعة مواعيد هامة تنظّم شهري فيفري ومارس، تتمثّل في لقاء حول زعيم حزب الشعب المناضل مصالي الحاج في محاضرة عنوانها "الجسد، الصوت والحركة"، يتناول من خلالها الأستاذ عمر كرلير الجانب الخارجي والفيزيولوجي للشخصية السياسية في نموذج مصالي الحاج. الروائي أنور بن مالك سيكون حاضرا أيضا بفضاء المركز الثقافي الجزائري بباريس، وهذه المرة للحديث عن روايته الأخيرة "الاختطاف" وذلك في 18 فيفري المقبل، إلى جانب المؤرّخ الفرنسي المعروف بنيامين استورا الذي سينشط في 25 مارس المقبل محاضرة تاريخية يناقش فيها كتابيه "التاريخ السياسي لهجرة العمال الجزائريين إلى فرنسا" الصادر عن دار "هشات للأدب" في 2009 و كتاب" غموض ديغول واختياراته للجزائر" الصادر عن دار "روبار لفونت" في 2009 كذلك. أمّا بالنسبة للسينما والمسرح، فقد أدرج المركز عرضا للفيلم الوثائقي "الصين لا تزال بعيدة" للمخرج مالك بن إسماعيل سهرة 23 مارس المقبل، وكذا عرض مسرحية "ليلة قبل الغابات" لبرنار ماري كولات وأداء توفيق عمروش، ومسرحية "المشروع" لتعاونية "درجة" والتي تروي قصة أب لديه مشروع طموح لابنه لكن ظروف غير متوقّعة تقف في طريقه. الفن التشكيلي حاضر أيضا في برنامج المركز الثقافي الفرنسي عبر ثلاثة عروض فنية، برمج الأوّل من 13 جانفي الجاري إلى 6 فيفري، للفنانة فريدة حماك تحت عنوان "وراء نهر الأردن"، أمّا الثاني فسيضمّ أعمال الفنان ياسين مخناش الذي سيعرض أعماله التي أنجزها خلال وجوده بإقامة الفنانين ب"دار عبد اللطيف" بالجزائر في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي، المعرض سيكون في الفترة ما بين 10 و25 فيفري المقبل، وآخر معرض سيكون للفنانة حنان برارحي تحت عنوان "جذور وألوان". كما يخصّص المركز برنامجا واسعا خاصا بالمرأة، وذلك في إطار الاحتفالات بعيدها العالمي الموافق لشهر مارس، من خلال تقديم العديد من الأعمال، تفتتح بمعرض للفن التشكيلي للفنانة فلنتينا غانم وللدمى من تقديم كلوديا قارة محمد، تلحق بمحاضرة تحمل عنوان "المرأة بين النزوح والتأصّل" يشارك في تنشيطها كلّ من مايا ساحلي وعائشة كسول، تكون مسبوقة بعرض فيلم وثائقي حول "غربة، أسطورة" لكاتب مالك وذلك في الثالث مارس المقبل، على أن يشهد اليوم الموالي عرضا لفيلم "الأمير عبد القادر، المنفى والقداسة" لفلوردا صادقي، يكون متبوعا بنقاش مع المخرجة. البرنامح النسوي يضمّ أيضا حفلا فنيا لنعيمة الجزائرية في سهرة السادس والسابع مارس المقبل، وكذا قراءات شعرية لفاطمة حاجي وبن غدادي، كما سيتم فتح النقاش بالمناسبة حول الأدب النسوي بمشاركة كلّ من فاطمة بخاي، مليكة بن زيد وفايزة قوان في ال10 من مارس المقبل، ليفتح النقاش في اليوم الموالي حول " المرأة وحركات التحرّر " مع مريم بن ميهوب، وآخر النشاطات في إطار عيد المرأة سيكون عرضا مسرحيا من تقديم تعاونية "درجة" بعنوان "ريم لغزالة".