رغم أنها لم تحمل من تقاليد المنطقة سوى القليل لتعرضه بجناح خاص بالولاية في معرض الصناعة التقليدية الرابع عشر المقام مؤخرا بقصر المعارض بالعاصمة، إلا أن ممثلة الجمعية الوطنية لترقية المرأة بالجنوب تياح عائشة من تندوف أصرّت على الحضور للتعريف بجمعيتها وما حققته من نتائج· جلست عائشة على زربية حمراء مزركشة بألوان تمازجت بين الأخضر والأبيض والأصفر، بالجناح المذكور واضعة أمامها صينية ملأى بكؤوس الشاي وأمامها "نافخ" تقليدي وضعت عليه ابريقا وحضّرت شاي المنطقة ذا النكهة الخاصة، وبالجناح عرضت بعض أزياء المرأة التندوفية على غرار الملحفة التي تخاط من قماش النيلة وتلتهم 5 أمتار كاملة ترتديها التندوفية المتزوجة في الأعراس والمناسبات كقطعة أساسية أما العازبات فيلبسن يترنّحن أزياء تقليدية أخرى تخص المنطقة ، وذلك حتى يفرق الراغبون في الزواج بين الفئتين، أما النيلة فلا تغسل أبدا، وهذا من ضمن أعراف الزّي التقليدي لمنطقة تندوف· وبلغت نسبة الأمية وسط نساء ولاية تندوف الثمانين بالمئة ومن مختلف الأعمار بسبب تضاريس المنطقة التي تعسّر على الفتيات الإلتحاق بالمدارس النائية، ناهيك عن قصر ذات اليد بالنسبة لأرباب الأسر الذين يضطرون الى إيقاف البنات خاصة عن مواصلة مشوارهن الدراسي أو عدم ارسالهن أصلا للدراسة· وهذه كانت من بين الأسباب التي أوجدت من أجلها الجمعية الوطنية لترقية المرأة في الجنوب، تشير عائشة تياح رئيسة مكتب الجمعية بتندوف موضحة أن بالجمعية 23 عضوا كلّهن نساء، وهناك 22 امرأة في أقسام محو الأمية وقد أبرمت الجمعية مع مديرية التعليم والتكوين المهنيين مؤخرا اتفاقية تقضي بتكوين فتيات تلك الأقسام في عدة مجالات مثل الخياطة والطرز اليدوي، العصري والتقليدي الى جانب الحلاقة والرسم على الحرير وبعدها سيتم إدراج تكوين للراغبات حول الماكياج والزينة بعد توفّر أستاذة مختصة في المجال· وشاركت هذه الجمعية بالصالون لأول مرة تذكر عائشة آملة في أن تفكر الجهات المعنية قريبا في إقامة تظاهرة وطنية خاصة بالجمعيات حتى تحتك مجمل الحركات الجمعوية الناشطة في مختلف المجالات، خاصة تلك المختصة في الحرف والصناعة التقليدية، وذلك للتعريف وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب· ولا تبقى كل جمعية تنشط إقليميا أو جواريا بل تشمل كل الوطن لفائدة كل منخرطيها·