صالون الصناعة التقليدية يعكس إرادة الحفاظ على الهوية الوطنية باتت المحافظة على الحرف والصناعات التقليدية مطلبا أساسيا تسعى الجزائر لتحقيقه انطلاقا من سعيها للحفاظ على هويتها الوطنية، كون هذه الصناعة تكسب الوطن خصوصية ومصدر اعتزاز وافتخار بها، وتراثا ثقافيا وحضاريا موصولا با لحاضر والمستقبل انطلاقا من الماضي البعيد والمتسم بالكثير من التميّز· وعلى أساس الحفاظ على الهوية الوطنية التي تختزلها الحرف والصناعات التقليدية، جاءت فكرة تنظيم المعارض الخاصة بهذه الحرف سواءا المحلية الوطنية أو الدولية ووصل المعرض الوطني للصناعة التقليدية لطبعته الرابعة عشر، وانتظم في الفترة الممتدة ما بين 3 و9 مارس الجاري بقصر المعارض، غير أن هذا الصالون لم يحمل أي جديد يذكر، واقتصرت المشاركة على ممثلي بعض الحرف الجهوية للصناعة التقليدية التي جعلها المشاركون ممثلة في الألبسة التقليدية وبعض الحلي لا غير، فكل الأجنحة في المعرض عرضت ألبسة لم تبق هي الأخرى تقليدية نظرا للتعديلات الكبيرة التي أدخلت عليها بحكم العصرنة، كما أن بعض الألبسة لم تعد تقتصر على منطقتها الأم بل تم تصديرها الى مناطق مجاورة بحكم التوسع مثل الفرفاني التي لم تعد مقصورة على عنابة أو قسنطينة بل مناطق وطنية عديدة مما يصعب الوصول حقا لتراث منطقة معينة دون ربطها بمناطق أخرى· والى جانب الألبسة التقليدية عرضت الحلي من فضة وجوهر وعقاش وبعض القطع الذهبية، ذلك لأن زينة الملبس لا تكتمل إلا بتلك القطع المزينة للشكل العام للمرأة المرتدية لأي زي تقليدي· وغاب عن هذا الصالون صناعات الفخار التقليدي كأقدم حرفة تقليدية عرفها الإنسان وابتكرها في حياته اليومية، كما غابت الزرابي والمفروشات المنزلية وديكور المنزل بشكل عام بما فيه القلات والسلال الخشبية المصنوعة يدويا، باستثناء الجناح السوري الذي ضم بعض المفروشات الدمشقية التقليدية، كما أن ديكور المعرض بشكل عام كان جافا لا تدب فيه الحياة، ولا يمكنك التعرف على منطقة العارضين إلا إذا قرأت اللافتة فوق كل جناح، فمثلا غابت الخيمة كأهم رمز للصحراء عن عارضي المناطق الصحراوية وغيرها كما أن أغلب العارضين مجرد باعة لا غير، فأغلبهم غير ملم بالمعلومات الكافية عن القطع المعروضة بأجنحتهم وذلك ما لمسناه ونحن ننجز هذا الاستطلاع، فأغلب المعلومات المقدمة إلينا لم تشيع فضولنا الصحفي، وبقيت بعض النقاط عندنا مبهمة، لعلّ الجواب عن ذلك مردّه أن أغلب العارضين يشاركون لأول مرة، لذلك لم يحملوا معهم معلومات عن البضاعة المحمولة لأجنحة المعرض· يذكر أن الصالون الدولي الرابع عشر للصناعة التقليدية قد انتظم هذه السنة تحت شعار "وهج الصناعة التقليدية"، وشهد تنظيم على الهامش، بعض الأيام الدراسية ناقش خلالها خبراء وطنيون وأجانب موضوعات ذات صلة بالصناعة التقليدية على غرار "تطوير الصناعة التقليدية"، ترقية المبادلات الخارجية في ميدان الصناعة ذاتها وموضوع التصميم والصناعة التقليدية· والجدير بالإشارة أن اتساع رقعة العارضين شملت هذه السنة عارضين أجانب من إيران والفيتنام وسوريا، وتمثلت الصناعة التقليدية الخاصة بجناح إيران في الحلي المصنوعة يدويا حسب العارضين شملت أشكالا متناسقة وبألوان زاهية، أما جناح الفيتنام فشمل بعضا من الألبسة المحلية الشبيهة باللباس الصيني الشكل الموجود بالسوق الوطنية حاليا الى جانب بعض القطع للديكور المنزلي المزينة يدويا·