أكد تقرير سري بعث به دبلوماسيون أمريكيون عاملون في فلسطينالمحتلة أن الحكومة الإسرائيلية دفعت بالوضع الاقتصادي في قطاع غزة إلى الهاوية عقابا لحركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' التي شكلت حكومة في القطاع وترفض الاعتراف بوجود إسرائيل ككيان في ارض فلسطين التاريخية. وأكد مضمون برقية مؤرخة بيوم 3 نوفمبر 2008 ونشرتها صحيفة نرويجية نقلا عن موقع ويكليكس المتخصص في نشر الأخبار السرية الأمريكية أن الدبلوماسيين الأمريكيين أكدوا عن إرادة إسرائيلية مبيتة ونية مقصودة من اجل خنق قطاع غزة اقتصاديا دون الوصول إلى درجة قتله نهائيا. وأكدت البرقية أن مسؤولين إسرائيليين ما انفكوا يؤكدون في العديد من المناسبات ضرورة الدفع باقتصاد قطاع غزة إلى حافة الهاوية دون إلقائه فيها. يذكر أن إسرائيل فرضت حصارا مطبقا على حوالي 1,5 مليون فلسطيني من سكان القطاع منذ جوان سنة 2007 حارمة عليهم أدنى أساسيات الحياة إلا من بعض المواد الغذائية لإبقائهم على قيد الحياة. وهو ما يفسر بقاء المنشآت الاقتصادية ومئات آلاف المساكن التي دمرها عدوان 27 ديسمبر 2008 على حالها بعد أن فرضت حكومة الاحتلال حصارا مطبقا على إيصال هذه المادة الأساسية في البناء إلى داخل القطاع بدعوى أن المقاومة تحولها لبناء ممرات أرضية على طول الحدود البرية مع مصر. وأكدت البرقية الدبلوماسية الأمريكية أن المسؤولين الإسرائيليين يريدون إبقاء الاقتصاد في قطاع غزة يشتغل في أدنى مستوياته دون الوصول إلى التسبب في أزمة إنسانية''.ويفهم من مضمون هذه البرقية أن إسرائيل وبعد خمس سنوات من حصار إجرامي لم تقتنع أن الوضع في قطاع غزة وصل فعلا إلى وضع كارثي في وقت لم تعد فيه المستشفيات تجد ادوية أساسية لإسعاف المرضى او حتى تيارا كهربائيا لتشغل أجهزة طبية أكثر من ضرورية لإنقاذ حياة من يعانون من أمراض مزمنة، والأكثر من ذلك أن إسرائيل أغلقت كل المعابر حارمة السكان الفلسطينيين حتى من قوت يومهم ومن مساعدات تصلهم من منظمات وجمعيات إنسانية دولية.وأدى هذا الوضع إلى غلق المعامل الصغيرة التي كان يقتات منها الفلسطينيون بعد أن افتقدت للمواد الاولية الضرورية لتشغيلها وأدى إلى إحالة الآلاف من أرباب الأسر على بطالة قسرية بلغت نسبتها إلى حد الآن أكثر من 40 بالمئة من إجمالي اليد العاملة في قطاع غزة وهي أعلى نسبة بطالة في كل العالم. وتزامن الكشف عن مضمون هذه البرقية والنية النازية للحكومة الإسرائيلية مع وصول وزير العدل الأمريكي الأسبق رامسي كلارك إلى قطاع غزة الذي دخله عبر معبر رفح، حيث ينتظر أن يلتقي خلالها بمسؤولي حكومة حركة حماس المقالة. وكان أحمد يوسف وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة قال إن ''كلارك سيطلع خلال الزيارة التي تستمر يومين على الأوضاع في قطاع غزة باعتباره ناشطا حقوقيا ومدافعا معروفا عن القضية الفلسطينية ورافضا للحصار الإسرائيلي''.وأضاف أن كلارك نسق زيارته مع وزارة الخارجية في الحكومة المقالة وسيلتقي رئيس الوزراء إسماعيل هنية اليوم إلى جانب مسؤولين في حكومته، بالإضافة إلى ممثلي منظمات حقوقية فلسطينية وعائلات ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل عامين.ويواصل الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات جوية على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية، حيث تعرضت منطقتين مساء أول أمس إلى قصف جوي من دون أن يخلف ضحايا.واستهدف القصف نفقا يربط جنوب قطاع غزة بمصر بالقرب من رفح وقاعدة تدريب تابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ''حماس''.وتقصف إسرائيل دوريا المناطق الحدودية بين قطاع غزة ومصر لتدمير ما تصفها بأنفاق سرية تزعم أن حركة حماس تستخدمها لتهريب الأسلحة إلى داخل القطاع.