حاول مدرب مولودية الجزائر ألان ميشال، التقليل من وقع إخفاق فريقه ضد شبيبة بجاية أول أمس بملعب 20 أوت، وقد وضع بعض العوامل في مقدمة الأسباب التي جعلت تشكيلته تظهر بوجه شاحب في هذه المواجهة، وتأسف بشكل خاص لكون لاعبيه لم يستغلوا الظرف المعنوي الجيد الذي كانوا متواجدين فيه بعد عودتهم بنتيجة التعادل من التنقل الأخير الذي قادهم إلى سطيف. وقال ألان ميشال أنه لم يكن بوسع الفريق مواجهة خصمه بالحرارة اللازمة كون المباراة جرت بدون جمهور، حيث افتقر زملاء كودري كثيرا إلى مساندة أنصارهم، ما جعلهم يجدون صعوبات كبيرة في تحقيق الانتصار أمام التشكيلة البجاوية التي لعبت بتضامن كبير فوق أرضية الميدان وكادت أن ترجع بالنقاط الثلاث لو تمكن لاعبها بوكماشة من استغلال خروجه وجها لوجه مع الحارس زماموش في الوقت الضائع من اللقاء. غير أن ألان ميشال لم يسلم من انتقادات الأنصار الذين تابعوا المباراة من المرتفعات المقابلة لملعب 20 أوت، حيث حملوه مسؤولية هذا التعثر وأعابوا عليه بشكل خاص ضعف الخطة التكتيكية التي انتهجها، وكان عليه - مثلما أشاروا- أن يعطي حرية المبادرة في الهجوم لعناصر وسط الميدان بدل أن يكلفها بمهمات دفاعية، إذ لم يتقدم الثنائي كودري وداود كثيرا نحو الأمام لمساندة زملائهما في الهجوم. ضعف الفريق ظهر أيضا على مستوى الدفاع الذي لعبت عناصره بارتباك كبير، حيث كان بوسع المهاجمين البجاويين إسكان الكرة في شباك زماموش لو لعبوا بتأن داخل منطقة العمليات، خاصة في الدقائق الخمس الأخيرة من المباراة التي ضيع فيها كل من بوكماشة وانجانغ فرصتين ذهبيتين. وقد تتعقد وضعية العميد أكثر في البطولة إلى درجة أن أنصاره أصبحوا غير متأكدين من استعادة فريقهم للثقة المفقودة، وذلك على عكس التفاؤل الذي يطبع تصريحات المدرب الآن ميشال، إذ لا زال هذا الأخير يؤمن بإمكانية عودة تشكيلته إلى الواجهة، حيث قال أنه يراهن على كسب أكبر عدد من النقاط ضد التشكيلات التي وصفها بالضعيفة، ويريد التقني الفرنسي حصد اثنتي عشرة نقطة في الجولات الأربع القادمة، وستكون البداية بالتنقل الذي سيقود فريقه هذا السبت إلى البليدة، حيث ستحاول مولودية الجزائر استغلال الفترة الصعبة التي تمر بها تشكيلة مدينة الورود للعودة بنتيجة الفوز، لكن مأموريتها أمام فريق مهدد بالسقوط لن تكون سهلة، مثلما سيكون الحال أيضا في الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب التي يستقبل فيها العميد شبيبة القبائل في لقاء سيعرف إثارة كبيرة من الجانبين. ولا شك أن نتيجتي هاتين المبارتين هما اللتان ستحددان مدى قدرة تشكيلة ألان ميشال على فرض نفسها بعد ذلك، عندما تستقبل في الجولتين السادسة والسابعة عشر مولودية العلمة وجمعية الخروب على التوالي. فريق العميد، بعدما فقد نهائيا أمل المشاركة في السباق على لقب البطولة، سيكون مضطرا إلى عمل كل ما في وسعه لتفادي الانزلاق نحو منطقة الخطر والاستعداد جيدا لمنافسة رابطة الأبطال التي يراها أنصاره الفرصة الأخيرة لإنقاذ الموسم.