أجمع الشارع العاصمي على رفضه الشديد أعمال الحرق والتخريب التي طالت الممتلكات والمؤسسات العمومية والخاصة في مختلف مدن الوطن والتي قام بها مجموعة من المراهقين كاحتجاج منهم على ارتفاع أسعار مادتي الزيت والسكر. وصرّح بعض المواطنين الذين التقتهم ''المساء''، أمس، خلال جولة استطلاعية بشوارع العاصمة وضواحيها بعد الاحتجاجات الأخيرة، أن هذه الأعمال الجنونية لا تمت بصلة إلى وسائل وطرق التعبير المشروعة والحضارية، موضحين أن تخريب مؤسسة عمومية أو خاصة أو حرق ممتلكات الغير للتعبير عن رفض سياسة معينة لايخدم مصلحة أحد. وأكد المواطن ''ع/محمد'' رفضه اللجوء إلى العنف للمطالبة بحق من الحقوق المشروعة كحماية القدرة الشرائية أو العمل أو السكن، معتبرا الحوار والأساليب السلمية كفيلة بوضع النقاط على الحروف وعرض انشغالات الشباب على السلطات العمومية. كما قال ''إنه يتوجب على الأولياء تحسيس أبنائهم وتوعيتهم بعدم ممارسة مظاهر التخريب والعنف للمطالبة بتوفير حق من الحقوق، وأكثر من ذلك، الحرص على عدم تركهم فريسة سهلة لبعض الأطراف المجهولة التي تسعى لزرع الفتنة في أوساط المجتمع''. ومن جهته، اعتبر السيد ''رابح'' موظف ''ببريد الجزائر'' أنه لايحق لهؤلاء المراهقين المساس بالممتلكات والمؤسسات العمومية والخاصة، كونها مصدر رزق العديد من الأسر والعائلات، وأكد أنه يتعين عليهم الاقتداء بالمجتمعات العربية الأخرى في التعبير عن مشاكلها بالطرق السلمية. ومن جهة أخرى، استهجن أصحاب المحلات التجارية والتجار بشارع العربي بن مهيدي بالعاصمة هذه الممارسات التي لا تعبر عن حقيقة الشارع الجزائري، متسائلين عن سبب حرق مقرات مؤسسات عمومية وتخريب ممتلكات خاصة ليس لها أية علاقة بظاهرة ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية. وأكد بعضهم أن أعمال التخريب طالت بعض المحلات التجارية غير البعيدة عن شارع العربي بن مهيدي، حيث استغل بعض اللصوص الفرصة لمباشرة أعمال السرقة وتحطيم واجهات المحلات وهو سلوك غير مقبول حسب هؤلاء لطرح انشغالاتهم. وللإشارة، فقد تميزت شوارع العاصمة، أمس الجمعة، بقلة الحركة لاسيما على مستوى شارع العربي بن مهيدي، حيث لجأ أغلبية السكان إلى أخذ سياراتهم إلى حظائر خاصة بدل تركها مركونة على جانب الشارع. كما فضل بعض أصحاب المحلات التجارية غلق محلاتهم في ساعات مبكرة خوفا من تكرار سيناريو أعمال الشغب التي ميزت الأيام الأخيرة. ومن جهتهم اضطر أصحاب حافلات نقل المسافرين إلى تعليق خدماتهم، حيث قام بعض السائقين المشتغلين على خط الأربعاء -الجزائر والكاليتوس-الجزائر إلى المرور عبر باش جراح عوض طريق جسر قسنطينة الذي يشهد تعزيزات أمنية كبيرة تحسبا لأي طارئ.