نظمت أمس مديرية التكوين بوزارة التضامن الوطني والأسرة، يوما دراسيا حول ''التقويم البصري والعلاج من أجل التأهيل الوظيفي للمصابين بالقصر البصري المتأخر''، تم فيه التأكيد على أهمية إنجاز مركز خاص بالتأهيل الوظيفي للمصابين بالقصر البصري المتأخر في أقرب وقت، لاسيما وأن الجزائر تفتقد لأخصائيين في تقويم البصر، مما يزيد من معاناة المصابين بقصر النظر في سن متأخرة من حياتهم. وأكد مدير التكوين بالوزارة السيد بوطارن الذي ناب عن وزير القطاع في افتتاح اليوم الدراسي، أن اختصاص تقويم البصر منعدم في الجزائر، وهو مادفع الوزارة بالتعاون مع جمعية ''اتحاد الجزائريين- الفرنسيين للورين'' التي يرأسها السيد عبد الغني عبدوش-وهو مصاب بالقصر البصري- إلى الشروع في برنامج تكويني بالتعاون مع اختصاصيين فرنسيين لتكوين المكونين في هذا المجال. وقال محدثنا ''نعمل منذ عام ونصف تقريبا على فتح هذا التكوين بالجزائر، مع العلم أن هذا الاختصاص لايحتاج إلى تكوين في مجال الطب، ولكن يكفي القيام بالتكوين لمدة ثلاث سنوات بعد البكالوريا''. وإذا كان التكوين أول هدف من تنظيم اليوم الدراسي، فإن الهدف الثاني يكمن في التأكيد على أهمية إنجاز مركز نموذجي للتأهيل الوظيفي للمصابين بالقصر البصري، والذي يوجد حاليا قيد الدراسة، حيث استكملت بطاقته التقنية كما حدد موقعه أمام مدرسة المكفوفين بالعاشور، يبقى فقط استكمال تكوين المكونين حتى يتم إنجاز المشروع. ولو أنه لم يحدد كلفة المشروع، إلا أنه أشار إلى أنها لن تكون عالية، لاسيما وأنه تقرر الاستعانة ببناءات جاهزة لانجازه. من جانبه قدر السيد عبدوش الكلفة بحوالي 50 ألف أورو. ومن المفترض أن يسع المركز 70 شخصا في البداية. ويقدر عدد فاقدي البصر بالجزائر حسب السيد عبدوش بحوالي 68 ألف شخص، فيما قدر عدد المصابين بقصر النظر المتأخر ب167 ألف شخص ، كلهم يعانون الأمرين لأنهم بكل بساطة يفتقدون لتقنيات استخدام العصا على سبيل المثال وكذا محرومون من التعلم...وهو ماتسعى الوزارة لتداركه عبر إنجاز المركز السابق الذكر. وقد عرف اليوم الدراسي تقديم شهادات حية لأشخاص يعانون من هذا المرض، ومنهم ''أمير مرنيز'' وهو تلميذ في الطور الثانوي، تعد معاناته صعبة جدا لكونه يشكو من إعاقة حركية، إضافة إلى قصر البصر، بل إنه مهدد بفقد البصر تماما. وقد اثرت شهادته في كل الحضور بالنظر إلى الشجاعة والإرادة التي أبداها في رفع التحدي ومواصلة دراسته ولو بصعوبة. يذكر أن العلاج من أجل التأهيل الوظيفي الخاص بحالات القصر البصري، تخصص طبي يدخل ضمن تخصصات الطب البدني والتأهيلي، حيث يقدم هذا النوع من العلاج لصالح كل الأشخاص البالغين المصابين بهذا المرض. وهو تدريب تدوم مدته أسابيع أو شهور-حسب الحالة- على مستوى المؤسسات المتخصصة من طرف أشخاص مؤهلين في هذا المجال.