أبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله دور المؤسسة المسجدية في نبذ العنف وإشاعة قيم المواطنة وحيا الأئمة على القيام بواجبهم في هذا المجال خلال الاحتجاجات الأخيرة التي قامت بها شريحة من الشباب عند ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك. وأكد الوزير أمس بدار الإمام في العاصمة لدى إشرافه على الندوة الشهرية للأئمة حول موضوع نبذ العنف وحق المواطنة والتي كانت مبرمجة قبل الأحداث أن درجة الوعي التي بلغها إمام المسجد سمحت له أن يلعب دورا بارزا في تهدئة غضب الشباب المحتج بنزوله إلى الأحياء والحديث مع عقلائها وشبابها الذي استجاب لتعاليم ديننا الحنيف الذي ينبذ العنف ويحمي الإنسان في نفسه وماله وعرضه وأصبح الإمام -يضيف السيد غلام الله- يحس بنبض المجتمع والمسجد هو مؤسسة من مؤسسات المجتمع والإمام جزء منه، مما أدى إلى تعاونه مع بقية المؤسسات الأخرى. وأعرب الوزير عن شكره للأئمة على الدور الذي لعبوه في تهدئة النفوس وعودة الهدوء في الأحياء التي عرفت احتجاجات فئة من الشباب، مؤكدا أنهم أدوا واجبهم في هذا المجال، مضيفا أن واجب تربية النشء وتعليمه قيم ديننا الحنيف من تكريم الإنسان ونبذ العنف وحب الوطن والقيام بالواجبات والحقوق هو أمر تربوي عظيم، يقتضي مشاركة المؤسسات الأخرى مثل مؤسسات التربية والتكوين، الأسر والآباء وجمعيات المجتمع المدني، وهي المهمة -يؤكد الوزير- التي يجب أن تتواصل باعتبارها مهمة شريفة وضرورية لأي مجتمع يطمح الى الرقي والتقدم. وأوضح الوزير على هامش الندوة في تصريح للصحافة أن الشباب معرض للاستغلال حتى ولو كانت مطالبه مشروعة من دون عنف، ولذلك فإن الأحداث تحتاج دراسة لعلاجها من جذروها، وهي مهمة الباحثين الجامعيين وأن العقاب لا يحل المشاكل وحده وإنما معالجة أسبابها هو الذي يقدم حلولا. وتميزت الندوة بإلقاء محاضرات من طرف دكاترة وأساتذة جامعيين تمحورت حول الأساليب التربوية في نبذ العنف وممارسة فعل المواطنة الذي لن يكون إلا حضاريا وفي مدينة عالية، تزخر بها تعاليمنا الدينية السمحاء، كما تحدثوا عن أساليب الدمج الاجتماعي واعتماد وقفة عقلية من جميع المؤسسات لتحاشي صور العنف بكل أشكاله. وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الشؤون الدينية عن المسابقة الوطنية في السيرة النبوية بمناسبة شهر النصرة (للمستوى المتوسط) وآخر أجل لتقديم الأجوبة هو 03 فيفري القادم.