جدّدت دار "المعرفة" للنشر بباب الوادي موعدها مع المثقفين والمجاهدين والصحافيين في إطار المنتدى الثاني الذي خصّصته للدكتور عثمان يعوش لعرض كتابه "صديقنا··· ساركوزي"هذا العنوان الذي أثار عدة تساؤلات لتناقضه مع محتوى الكتاب قال عنه المؤلف بأنه مقتبس من تصريح للرئيس الفرنسي عند زيارته للجزائر حينما قال: "جئت للجزائر صديقا"· وكان قانون 23 فيفري الممجّد للاستعمار منطلقا رئيسا في مؤلف الدكتور يعوش الذي أشار الى أن هذا القانون كان بمثابة ضربة موجعة للشعب الجزائري برمته ومساس بالذاكرة الشعبية وشتم لشهدائنا الأبرار الذين ضحوا من أجل استرجاع سيادة هذا البلد الطيب "الجزائر"· ويرى المؤلف أن الهدف المتوخى من هذا القانون هو محاولة استئصال جذور هذا الشعب الأبيّ رغم أن الشعب الفرنسي يحترم كثيرا نضال الشعب الجزائري، ناهيك عن المجازر المقترفة في حقه ومراكز التعذيب التي كانت منتشرة في ربوع الوطن· وفي سياق متصل أضاف الكاتب أن القوة الاستعمارية استأثرت لنفسها الحق في أن تعتبر بصفة فردية عن طريق نص تشريعي أن حضورها في مستعمراتها السابقة له آثار ايجابية باستثناء جميع الآثار الأخرى، وهذه الآثار الإيجابية يجب أن تدرج في البرامج المدرسية وهذا الأمر لا يمكن إلا أن يسيء الى الحقيقة ويحرّف التاريخ، كما يرى الكاتب أن ما أقدمت عليه فرنسا ماهو إلا عناد وإصرار بصفة ثابتة على الغباوة، وأن النهاية سوف تكون حتما با للجوء الى المحكمة الجنائية الدولية· ويستطرد في القول أن هذا القانون الدنيئ يمكنه أن يحدث في المستقبل القريب الانطواء، تكتّل للجاليات المنبثقة عن الهجرة وهذا ماأدى الى اسراع ساركوزي في إدماج وزراء في حكومته منحدرين من المهاجرين· كما انتقد الدكتور لعوش في كتابه المادة 4 من القانون المشؤوم إذ قال أن فرنسا الرسمية التي تريد أن تكون صاحبة شهامة وانسانية وعالمية تجاوزت وحطمت منذ وصول ساركوزي الى سدة الحكم آخر معلم من معالم الغولية (دي غول)، لأنها مسّت بمبدأ الحياد المدرسي وحرية الرأي ذلك الإسمنت الذي يشّد أساس كل بحث علمي أو غيره حسب ماورد في الكتاب· ويرى أن النزاع اليوم انتقل الى التراب الفرنسي من خلال جيل وارث لآبائهم الذين منحوا فرنسا فرصة تطوير أمبراطوريتها الاقتصادية والعسكرية بأجر بخس، مبديا تشاؤمه من مستقبل فرنسا، كما أوضح التهديد الذي بات ينخر الديموقراطية لما خضع اليمين الفرنسي وانحنى لقوات ماوراء المحيط الأطلسي· وضمّ المؤلف نهاية الكتاب دعوة صريحة للسلطات الفرنسية للاعتراف بجرائم الحرب وطلب الاعتذار من الشعب الجزائري وتساءل في نفس السياق عن طبيعة العقدة التي تملكت فرنسا تجاه هذا المطلب العادل وتماطلها في تسليط قراءة موضوعية في هذا الشأن وأردف يقول : "لماذا لا تحذو فرنسا اليوم حذو ألمانيا غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية"؟· للعلم الكتاب المذكور متوفر في المكتبات باللغة الفرنسية وستصدر عما قريب طبعة باللغة العربية حسب ما أفاد به صاحب الكتاب·