نظمت مؤسسة فنون وثقافة مساء أمس أمسية شعرية نشطها الشاعر بوخلاط عبد الحفيظ بين ثلاثة شعراء ألقوا قصائدهم باللغة الشعبية الدارجة وبالفرنسية وهم على التوالي موسى متريتر، ياسين ولد عزوز، عبد السلام تومي والمنشط بوخلاط عبد الحفيظ بحضور جمهور متواضع. الشعر هو إطراب السمع وله انتشاء، وحينما نسمع الشعر نستطيع تمييز غثه وسمينه ونقيه وكدره، والأمسية الشعرية لم تخرج عن دائرة الشعر الجيد الذي حاول كل شاعر ابراز قدراته في هذا الجنس الكلامي الفني حيث استهل الأمسية موسى متريتر باللغة الفرنسية تكلم عن الراهن عن الحرب عن أطفال العراق عن الغزو الأمريكي، وقد حملت قصيدته التي فيها من رنة الحزن ومرارة المأساة تأسفات وشظايا الراهن العربي ليليه الشاعر تومي عبد السلام الذي ألقى قصيدة جميله يمدح فيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلن عن التهاب مشاعره واشتعالها شوقا إليه واصفا صفاته كما جاءت في كتب السيرة بالادعج العينين وراكب البراق وصاحب الفرقان حيث استهلها بالقول : نبني الأطلال وندير الكديات لو صبت لجناح نعلي ياسادات لو صبت نراك في منامي ونشوفك لو صبت نراك يا راكب البراق القصيدة جميلة بلغتها الشعبية الغنائية التي تطرب القلوب والأرواح. وبعد هذه القصيدة ألقى قصيدة غزلية أخرى استهلها بالقول: ''خرجت مع الصباح متوكل على باب الفتاح'' ولم يخرج فيها عن النسيج الشعبي الذي نجده عند الحاج محمد وعند شعراء الشعبي القدامى حيث يدخلنا في معركة شرسة مع الحب والقلب والمحبوب. أما الشاعر الشعبي ولد عزوز ياسين فقد ألقى قصيدة بالفرنسية ثم قصيدة أخرى في الشعر الشعبي ذكر فيها الجزائر ومحاسنها وما تتميز به من بساتين وألبسة وأماكن خلابة سواء بقصبتها العتيقة أو ببحرها الذي تتهادى عليه السفن بنشاط وخفة بين الرياس والقراصنة وأماكن الزيارات كالمساجد والمقامات وجمال النساء ولباسهن بالحايك المرما وسروال زنقا وغيرها من الألبسة، حيث استهلها ب: يا البية كوفي موالمة ... روغي يا البية.. راه أنت الروح كلها،، في قصور وقبب ماذا زهينا'' إلى أن يقول: ''بركاك من الجفاء وأرفدي لعام'' القصيدة جميلة وتحكي راهن الجزائر وما مرت به من مآس بعد أن كانت سيدة البحر وملكة جمال المتوسط بأبنيتها وبساتينها. أما الشاعر بوخلاط عبد الحفيظ فكان بين شاعر وآخر ينثر نتفات شعرية، حيث قال في بعضها ''ينقلني الناي والعود والوتر إلى جنة لا يراها البصر'' وهكذا تداول شعراء الشعبي أشعارهم بالعربية والفرنسية واستجاب لهم الجمهور الحاضر بالتصفيق.