تحتضن الجاحظية حاليا، معرضا فنيا لنادية أبي، يلخص تجربتها في مجال الابداع التي تصر على الاستمرار فيه رغم كل العوائق التي تعترض سبيلها. بمناسبة افتتاح معرضها أول أمس، تحدثت الفنانة ل ''المساء'' عن أملها في استمرار هذه الفرص التي تسمح للفنان الشاب بإبراز مواهبه والاحتكاك مع الجمهور أكثر. يضم المعرض لوحات فنية تكاد تشترك في موضوع ''الورود''، وغالبيتها معتمد على الألوان المائية، وعنها تقول الفنانة ''أنا أحب رسم الورد، وذلك لأني امرأة تبتهج لرؤية الورود والاستمتاع بعبقها الذي لايضاهيه أي عطر كان حتى ولو كان مستوردا، زد على ذلك فإن الورد مترسخ في ثقافتنا الجزائرية، فهو من صميم ثقافتنا وبيئتنا''، تضمنت اللوحات أيضا مناظر لحي القصبة العيتق وما يمثله من هوية وتقاليد راسخة لذلك حرصت على ابراز المرأة فيه، خاصة تلك التي ترتدي ''الحايك''. في لوحات أخرى، اعتمدت نادية على الأسلوب التجريدي لعرض أفكار قد لا تكون واضحة، لكنها هواجس وأماني في آن واحد تعبر عن نفسية المرأة الجزائرية. تعرض الفنانة أيضا في جناح خاص، انجازاتها في الصناعات اليدوية يتضمن أواني فخارية، أدوات ديكور، مرايا تلقلدية وغيرها، تحمل كلها بصمات فنية خاصة كما أنها تعتمد في الكثير من إنجازاتها الفنية وتصميماتها، على مواد مختلفة منها الرصاص، الرمل، الطين، الزجاج، الخشب وغيرها، إلا أنها اشتكت من ندرة هذه المواد وغلائها مما يحرمها من تجسيد الكثير من الأفكار. تعمد نادية أحيانا إلى الابتكار، لتجسيد بعض أعمالها أو لوحاتها منها مثلا تقنية ''الاسترجاع.. فهي مثلا تقوم باسترجاع بعض المهملات كالمناديل الورقية لتنجز منها أشكالا ولوحات. في الأخير، دعت هذه الفنانة الجمهور وكل من يريد أن يتعلم مبادئ هذه الفنون، إلى الالتحاق بها في ورشتها بمقر الجاحظية، آملة أن يكون جمهور المتربصين من الشباب والسيدات وحتى الاطفال، كي تزرع فيهم مواهب جميلة تساعدهم على مواصلة أداء فنهم في أطر أكاديمية، للتذكير فإن نادية سبق لها وأن أنجزت بعض المعارض بالعاصمة، كما أنها فنانة عصامية، بالمقابل فإن نادية متخرجة من المعهد العالي للموسيقى (العزف على الكمان) ونتيجة لإمكانياتها الموسيقية وتحصيلها العلمي اقترح مهنة العزف أو التدريس، إلا أن ظروفا خاصة منعتها من ذلك.