توقعت الوكالة الدولية للطاقة في تقرير اصدرته، أمس، تراجع الطلب على البترول خلال سنة 2008 وذلك لثاني شهر على التوالي، بسبب التباطؤ الإقتصادي الذي تشهده الدول المصنعة وبالخصوص الولاياتالمتحدة، في وقت تواصل فيه اسعار النفط ارتفاعها مسجلة رقما قياسيا جديدا امس بملامستها لسقف 109 دولارات· وأشارت الوكالة إلى ان معدل الاستهلاك العالمي خلال السنة الجارية سينخفض الى5،87 مليون برميل في اليوم بتراجع يعادل 000 80 برميل مقارنة بالتوقعات المنصرمة التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة· وصرح السيد لورانس إيغلس مسؤول عن قسم الصناعة وأسواق الوكالة الدولية للطاقة أن "تراجع طلب البلدان المصنعة على البترول يعد جد قوي" مضيفا أن "جزءا من هذا الضعف له علاقة بالظروف المناخية المعتدلة و بسبب الضعف الاقتصادي والأسعار المرتفعة"· بالمقابل تم تسجيل ارتفاع في الكميات المعروضة من النفط ب185 الف برميل يوميا لتصل الى 87.5 مليون برميل يوميا في شهر فيفري الماضي يرجع أساسا إلى ارتفاع التزويد بهذه المادة من طرف بلدان منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبيك"· من جهة أخرى أفادت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها السنوي أن مخزون البترول للدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية التي تضم ما يقارب ثلاثون بلدا قد سجل خلال شهر جانفي ارتفاعا ب6،32 مليون برميل مقارنة بشهر ديسمبر· وبخصوص الأسعار قالت الوكالة "إننا نتواجد في مرحلة تتميز بأسعار بترولية جد مرتفعة" مستبعدة ان تستعيد هذه الأسعار مستواها الذي كانت عليه في بداية العشرية· ورفضت الوكالة الدولية للطاقة التي تدافع عن المصالح الطاقوية للبلدان المصنعة فرضيات التحاليل التي تنسب الارتفاع في الأسعار الحالية إلى المضاربة· وهو الطرح الذي يؤكد عليه في كل مرة أعضاء اوبيك وعلى رأسهم وزير الطاقة والمناجم الرئيس الحالي للمنظمة شكيب خليل الذي يشدد في كل تصريحاته وتحاليله على عامل المضاربة كسبب رئيسي في ارتفاع أسعار المحروقات· مع العلم ان المضاربة تتم في الأسواق المالية الكبرى لاسيما سوقي نيويورك ولندن، وهو ما يدفع بالدول المصدرة للنفط إلى تحميل الدول المستهلكة مسؤولية التهاب الأسعار، فيما تتهرب هذه الأخيرة من هذه المسؤولية· وكان خليل قد قال إن قرار أوبيك الأخير بالإبقاء على مستوى إنتاجها الحالي من النفط في آخر اجتماع لها بفيينا بداية الشهر الجاري يعود على وجه الخصوص الى احتمال تراجع الطلب العالمي من الخام خلال الثلاثي الثاني من السنة الجارية بالاضافة الى وفرة المخزون الحالي للعديد من الدول المستهلكة· وتوقع يوم الاحد في تصريح للصحافة بالجزائر أن يسجل الطلب العالمي على النفط تراجعا بمعدل 4،1 مليون برميل يوميا ابتداء من الثلاثي الثاني من السنة الجارية في حين يبلغ انتاج المنظمة الحالي 32 مليون برميل يوميا· في ذات السياق؛ اشار الوزير الى أن "كلا من الانتاج الحالي وكذا مخزون النفط لدى العديد من الدول المستهلكة كافيان لتغطية اكثر من خمس (5) سنوات من الاحتياجات"· وقالت منظمة أوبيك امس ان متوسط أسعار خاماتها القياسية ارتفع الى 99.48 دولارا للبرميل اول امس مع العلم ان سلة أوبيك تضم 13 نوعا من النفط الخام هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانجولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي·سي·أف 17 من فنزويلا واورينت من الاكوادور·