سجلت أمس أسعار البترول تراجعا لتستقر في حدود 06.58 دولار للبرميل وذلك في ظل مخاوف من تواصل الركود الاقتصادي سيما بعد صدور مؤشرات سلبية عن اقتصاد منطقة الأورو، في سياق متصل، أجمعت جل تصريحات أعضاء منظمة "أوبك" بما في ذلك وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل أنه سيتم الإبقاء على الإنتاج الحالي للمنظمة خلال اجتماعها المرتقب نهاية الشهر الجاري في حال بقاء الأسعار على هذا المستوى. بعدما كانت أسعار النفط بلغت 60 دولار نهاية الأسبوع الماضي مسجلة بذلك أعلى مستوى لها منذ ستة أشهر، عاودت التراجع أمس، بحيث بلغ سعر "برنت" تسليم جويلية، وفق العقد المرجعي الجديد الذي شُرع العمل به أمس الجمعة، 06.58 دولار، بينما بلغ سعر "لايت سويت كرود" بسوق نيويورك تسليم جوان 26.58 دولار، أما سعر سلة "أوبك" فقد تراجع يوم الخميس، حسب المنظمة، إلى 99.55 دولار للبرميل من 16.57 ليوم الأربعاء. من جهة أخرى، أفادت مؤشرات حديثة أن الناتج الداخلي الخام للاتحاد الأوروبي تراجع ب 5.2 بالمائة خلال الثلاثي الأول من سنة 2009 مقارنة بالثلاثي الأخير من 2008 ويعد هذا التراجع الذي لم يسبق وأن تم تسجيله مُرتفعا عن الذي سجل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مما أحدث مخاوف من تفاقم الركود الاقتصادي. ومنذ بداية شهر ماي الجاري حققت أسعار الخام مكاسب قدرت ب 7 دولارات أي حوالي 14 المائة، إلى ذلك خفضت الوكالة الدولية للطاقة مجددا من توقعاتها بخصوص الطلب العالمى على البترول خلال سنة 2009 ليصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 1981 نتيجة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة. وتوقعت الوكالة في تقرير لها نشرته أمس الأول أن يصل حجم استهلاك البترول على مدى العام الحالي إلى 2.83 مليون برميل يوميا, بانخفاض قدره 6.2 مليون برميل يوميا, بالمقارنة بمعدل الاستهلاك خلال العام الماضي، وحسب الهيئة ذاتها التي تمثل مصالح الدول الصناعية المستهلكة للنفط الخام، فإن انخفاض الطلب راجع إلى ما توافر من بيانات بشأن انخفاض الاستهلاك في العديد من المناطق في العالم، ولا سيما الولاياتالمتحدة والصين وروسيا. في المقابل أشارت الوكالة إلى أن المعروض من البترول زاد بمعدل 230 ألف برميل يوميا, ليصل في الإجمالي إلى 6.83 مليون برميل يوميا في شهر أفريل الماضي, نتيجة زيادة إنتاج الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك". وقد دفع المستوى الحالي لأسعار النفط عددا من أعضاء منظمة "أوبك" إلى استبعاد تخفيض الإنتاج خلال الاجتماع غير العادي المرتقب نهاية الشهر الجاري، وهو ما ذهب إليه وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، الذي أكد في آخر تصريحاته بأنه لا حاجة لتغيير مستوى الإنتاج إذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع مثلما هي عليه الآن، مضيفا أن منظمة "أوبك" لن تغير من إنتاجها حيث من المتوقع أن يزداد الطلب خلال موسم الصيف بسبب الاستهلاك الكبير للبنزين خلال العطلة ناهيك عن ارتقاب تحسن الاقتصاد العالمي خلال الربع الثاني من العام الجاري، نفس الشيء ذهب إليه كل من وزراء الطاقة لكل من الإمارات وقطر والكويت. كما أورد مصدر مقرب من رئيس "أوبك" الانجولي أنه من غير المرجح أن تزيد المنظمة من تخفيض الأحجام المستهدفة للإنتاج خلال اجتماعها هذا الشهر مرجحا أن تُركز بدلا من ذلك على الالتزام التام بالخفض المعمول به حاليا وهو 4.2 مليون برميل يوميا.