ماذا لو تحالفت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو مع نواز شريف رئيس حزب الرابطة الاسلامية للاطاحة بنظام الرئيس برويز مشرف؟، وماتأثير ذلك على المستقبل السياسي لهذا الأخير؟ تساؤلات جوهرية يطرحها الكثير من المتتبعين للشأن الداخلي الباكستاني هذه الأيام، على خلفية الأزمة السياسية الراهنة، التي فجرتها حالة الطوارئ في البلاد، وقوبلت بانتقادات داخلية وخارجية على حد السواء· ويبدو أن دعوة زعيمة حزب الشعب الباكستاني "بنظير بوتو" للتحالف مع زعماء المعارضة، قد وجدت آذانا صاغية، وتقبلا، لاسيما من غريمها السابق نواز شريف· ورحب هذا الأخير بعرض بوتو لتشكيل تحالف ضد الرئيس برويز مشرف، وقال من منفاه في السعودية أنه "تطور إيجابي أرحّب به"، وأوصى أحزاب المعارضة أن تجلس معا، وتحدد استراتيجية مشتركة لمقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة قبل التاسع جانفي القادم، إذا ما جرت في ظل حالة الطوارئ· وكانت بوتو اقترحت على قادة المعارضة، وتحديدا على نواز شريف لتشكيل تحالف يكون هدفه الأساسي رفع حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس مشرف قبل عشرة أيام· والمؤكد أن بنظير بوتو ونواز شريف، وفي ظل مايحدث في باكستان، بدأ يتعاملان بالبراغماتية التي تستدعيها تداعيات الأزمة، ورغبتهما المتشركة في تنحية الجنيرال مشرف· وتناسى أكبر وجهين سياسيين في باكستان خلافاتهما السابقة وعراكهما السياسي، لمهمة أساسية، وهي الإطاحة بنظام الرئيس مشرف، وهما اللذان كانا يتبادلان التهم اللاذعة، وانتقادات حادة في وقت ليس ببعيد· وكان شريف ندد في الآونة الأخيرة بما وصفه بإزدواجية بوتو، التي كانت تتفاوض منذ أشهر مع الجينرال مشرف على اتفاق لتقاسم السلطة، تمهيدا للانتخابات التشريعية المقررة قبل التاسع جانفي المقبل، وذلك قبل أن تغير مواقفها في هذا الشأن· تحرك بوتو من الداخل، وشريف من منفاه، ضد الرئيس الباكستاني يتقاطع مع ضغوط أمريكية وبريطانية من أجل إعادة الحياة الديمقراطية الى باكستان· وفي هذا السياق تعتزم الولاياتالمتحدة إيفاد نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، جون نغرو بونتي، نهاية الأسبوع الى باكستان للقاء الرئيس مشرف، والتباحث حول سبل رفع حالة الطوارئ، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة· وكانت ضغوط واشنطن على الجنرال مشرف دفعته الى الإعلان عن تنظيم هذه الانتخابات في موعدها المحدد قبل التاسع جانفي المقبل، بعد أن قرر تأجيلها إلى غاية ال 15 فيفري القادم· وضمن هذا التعهد الذي و صفته وزيرة الخارجية الأمريكية بالعنصر الايجابي، سيتم اليوم حلّ البرلمان الباكستاني كما ينص عليه الدستور· وقال المتحدث باسم الحكومة الباكستانية، طارق عزام، أمس أن البرلمان سيحل في نهاية عهدته، وستقام حكومة مؤقتة، ابتداء من غد الجمعة، إلى غاية موعد الانتخابات التشريعية· وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها حلّ الجمعية الوطنية الباكستانية في وقتها المحدد، وذلك منذ 22 عاماً· غير أن حلّ الجمعية الوطنية في وقتها المحدد يتصادم مع حالة الطوارئ وتعليق العمل بالدستور الذي فرضه الرئيس برويز مشرف، والذي لم يعد يحظى بالإجماع لا داخل باكستان ولا خارجه، وسيما في ظل استمرار الضغوط الأجنبية عليه لاستكمال العملية السياسية· *