يعتبر عثمان لعزيزي من الأسماء التي احتكرت الواجهة بامتياز في عالم الفن النبيل الجزائري، حيث يملك سجلا ثريا سواء عندما كان يلاكم أو لما دخل عالم التحكيم الذي مازال وفيا له. وعن مشواره ومهمته التحكيمية وطموحاته، كانت ل ''المساء'' هذه الدردشة معه. - بداية حدثونا عن قصتكم مع الفن النبيل؟ * دخولي إلى عالم الحلبة لم يكن بالصدفة وإنما تم باختياري، إذ كنت ولازلت أعشق الملاكمة حتى النخاع، حيث تقمصت ألوان عدة نواد وطنية على غرار نادي الرويبة، الحراش وتيارت. التحقت بصفوف المنتخب الوطني عام 1978 في وزن الذبابة (51 كلغ)، وبعدها توقفت عن الممارسة تقريبا لأربع سنوات بسبب تفرغي للدراسة، حيث تحصلت على شهادة تقني سام في الهندسة المعمارية. - كيف كان اندماجكم في مجال التحكيم؟ * بعد نهاية مشواري كملاكم سنة ,1978 اتجهت إلى ميدان التحكيم بإيعاز من السيد إبراهيم زبير الأمين العام لرابطة الجزائر الوسطى آنذاك، تحصلت على درجة حكم وطني في ,1991 لقب حكم رئيسي قاري سنة ,1994 ثم حكم رئيسي دولي عامي 1998 و1999 . وكانت أول خرجة لي كحكم دولي مع مولودية الجزائر، في إطار البطولة العربية للأندية البطلة التي استضافتها القاهرة عام ,1994 أين تحصل ''العميد'' على التاج العربي بقيادة المدرب الوطني السابق السيد عبد الهادي جلاب، تلتها عدة دورات دولية وإفريقية من بينها بطولة العالم (ايرلندا2001)، التي تحصلت من خلالها على المرتبة الأولى كأحسن حكم إفريقي معين من طرف الاتحادية الدولية للعبة، والمرتبة الثالثة على المستوى العالمي في التربص التأهيلي للتحكيم في الألعاب الأولمبية بأثينا ,2004 الذي جرى في نفس السنة بالإمارات العربية. - اخترتم على رأس لجنة التحكيم للملاكمة، كيف تم ذلك؟ * قبل أن أتشرف بتولي هذا المنصب الهام، كنت أمينا عاما للجنة من 1989 إلى ,2004 بعدها انتخبت من قبل المكتب الفدرالي للإتحادية في عهدة الدكتور سلطاني على رأس لجنة التحكيم وبقيت مسؤولها الأول إلى غاية أكتوبر الفارط، حيث قدمت استقالتي إلى الرئيس السابق مختار مشطة. - لماذا قررتم الإنسحاب؟ * لأنني ترشحت لرئاسة رابطة بومرداس، فالقوانين واضحة في هذا الشأن ولا تسمح بازدواجية المناصب، لقد فضلت تقديم خدماتي للرابطة التي أعد أحد مؤسسيها وبقيت مسؤولها الأول لموسمين فقط. - كيف تقيمون التحكيم الجزائري مقارنة بالمستوى العالمي؟ * يعرف التحكيم الجزائري تطورا مستمرا، وهو الأحسن على الصعيد القاري، إذ يواكب التطورات العالمية التي تحصل في هذا المجال، مما جعله مرجعا بالنسبة للدول الإفريقية والعربية، وهو شرف كبير لنا. وتجدر الإشارة إليه، أن التحكيم الجزائري أبان علو كعبه في البطولة الإفريقية الأخيرة التي جرت بقاعة حرشة حسان شهر ديسمبر الفارط، حيث عرف استحسان لجنة التحكيم التابعة للهيئة العالمية للملاكمة. - هل هناك إقبال كبير من الملاكمين لخوض تجربة التحكيم؟ * ليس مثلما نتمناه، خصوصا في بعض الولايات، حيث أغلبية الملاكمين يتوجهون نحو عالم التدريب، الأمر الذي جعلني أقوم على هامش التظاهرات الوطنية العديدة سواء الرسمية منها أو الودية، بلقاءات تحسيسية موجهة للشباب الممارسين، قصد إطلاعهم على أهمية التحكيم، والحمد لله هذه العملية بدأت تعطي ثمارها. - في كل منافسة ذات مستوى عربي أو قاري، نجد نفس الأسماء التي تحكم المنازلات، أليس هذا مجحفا في حق الحكام الجدد؟ * حقيقة، المنازلات ذات المستوى القاري والمحلي إلى جانب الخرجات الدولية، كانت دائما حكرا على نفس الأسماء، لكن منذ أن توليت رئاسة اللجنة الوطنية للحكام وبالتحديد عام ,2002 وضعت برنامج عمل طموح يسمح للشباب بالظهور وتفجير طاقاتهم التحكيمية، كما نظمت عدة تربصات تكوينية وطنية ودولية كانت تعرف حضور حكام قدامى حرموا من الترقية لسنوات عديدة، على غرار عبد القادر غوال وعامية بن زعيط (مستغانم) وموسى يخلف (قسنطينة)، وهي المناسبة التي مكنت هؤلاء وغيرهم من ولوج باب المنافسات الدولية، حيث بات عدد منهم معنيا بإدارة منازلات قارية وإقليمية، كخطوة أولى نحو المواعيد العالمية. - ما هي انشغالاتكم في الوقت الراهن؟ * نحن بصدد تكملة البرنامج التكويني القاعدي الذي يخص الحكام والمدربين، حيث أتواجد حاليا في ولاية تيزي وزو التي تنتمي إلى المنطقة الوسطى رقم 2 حسب التقسيم الجهوي للفيدرالية، وذلك في إطار دورة إعدادية لفائدة 40 مدربا، حيث نهتم أنا وزميلي عياش مدير التطوير على مستوى الإتحادية، بتقديم دروس نظرية وتطبيقية بحجم ساعي يقدر 40 ساعة على مدار خمسة أيام من 29 جانفي إلى 3 فيفري المقبل. - وإذا عدنا إلى الفريق الوطني، نجد الدورات التأهلية إلى أولمبياد لندن 2012 على الأبواب إلى جانب الألعاب الإفريقية والعربية، كيف يستعد ''الخضر'' لهاته المواعيد؟ * دخل أشبال عز الدين عون في أجواء التدريبات والتربصات التي قسمت إلى مراحل، حيث أجرو معسكرا تدريبيا بالجزائر في النصف الأول من شهر جانفي الجاري، واتبعه مباشرة تربص مشترك مع نظرائهم الفرنسيين، انطلق أطواره في منتصف الشهر الجاري بمركز تحضير الفرق الوطنية بباريس، وذلك استعدادا لدورة فرنسا الدولية المبرمجة اليوم. وقصد ضمان تحضيرات جيدة لهذه المنافسات الدولية سابقة الذكر، هيئة الدكتور عبد الله بسالم تركز اهتمامها وتولي عناية خاصة للمنتخبات الوطنية، حيث تسخر كل الإمكانيات اللازمة للحصول على التجهيز الكافي وذلك على كافة المقاييس، وهو ما سيشجع ويحمس كثيرا الملاكمين لنيل أكبر قدر من التأشيرات المؤهلة إلى الموعد الأولمبي القادم. - هل من إضافة؟ * لطالما كانت الملاكمة الجزائرية هي الرياضة التي تهدي للجزائر تتويجات من العيار الثقيل في مختلف المنافسات الدولية، وهي الآن تعمل جاهدة للحفاظ على رائحة مسكها وذلك بالتأهل إلى أولمبياد لندن 2012 بأكثر من ثلاثة ملاكمين على الأقل، وهذا وارد جدا نظرا لبروز أسماء جديدة تألقت بامتياز في منافسة بحجم البطولة الإفريقية - التي كانت بالجزائر - على غرار فاهم حماشي (18سنة) وفوزي بوعناقة، اللذين نالا الميدالية الفضية والبرونزية على التوالي-.