أعرب الحكم الدولي في الملاكمة نور الدين شرقي عن استيائه لحالة الإهمال التي يوجد عليها التحكيم الجزائري، مشيرا في هذا الصدد إلى غياب التأطير والتربصات التكوينية. وقال في هذا الحوار الذي خص به "المساء" أن هذه الوضعية تتحمل مسؤوليتها الإتحادية بالدرجة الأولى. - أوّلا كيف كانت بدايتك مع الفن النبيل؟ * مسيرتي مع الملاكمة انطلقت خلال الفترة الإستعمارية، وبالضبط عام 1950 وعمري لم يتجاوز18عاما مع الفريق الأول (BMC) بقيادة المدرب الإسباني لوسيافو غونزاليس الذي اكتشفني خلال إحدى الحصص التدريبية مع مولودية الجزائر، خضت حوالي220 منازلة أغلبها ذات مستوى رفيع، وضد خصوم أقوياء في تلك الحقبة، وفي عام 1970 قررت دخول عالم التحكيم. - لماذا انصبّ اختياركم على مجال التحكيم بالذات، وليس التدريب مثلا؟ * كان ذلك بمحض الصدفة، حيث عرضت علي رابطة الجزائر الوسطى الفكرة فقبلت دون تردد والبداية كانت بإجراء بعض التربصات التكوينية، وكان أول امتحان لي بتونس عام 1973، واستمرت مسيرتي بتأطير حكام في هذا التخصص حتى سنة 1995، وبعدها انتقلت إلى الملاكمة الإحترافية التي لازلت أنشط فيها كحكم دولي، حيث تحصّلت على شهادة حكم دولي احترافي من طرف اللجنة العالمية للملاكمة الإحترافية( WBC) ، والتي سمحت لي بإدارة منازلات من المستوى العالي في مختلف البلدان عبر العالم. - الملاكمة الاحترافية في الوقت الحالي، كيف ترونها؟ * مستوى الفن النبيل تراجع كثيرا إذ لم يحافظ على نفس وتيرة التطور الذي كان عليه سابقا، وذلك رغم توفر الإمكانيات ولكن حسب ظني أنّ سبب التراجع يكمن في نقطتين مهمتين، الأولى تعود لنقص المنافسات حيث كنا نبرمج في الماضي ثلاث منازلات في الأسبوع، وفي مختلف ولايات الوطن والثاني يكمن في ضعف الكفاءات المسيرة للإتحادية في الوقت الراهن، لأنها تعمل على تشجيع ملاكمة الهواة، وتستبعد فكرة تطوير الملاكمة الإحترافية. - كيف توصّلتم إلى هذه الخلاصة؟ *صراحة، أقول أن الإتحادية الجزائرية للملاكمة أغلقت كل أبوابها في وجه الملاكمين المحترفين، الذين يعانون اليوم من التهميش، وذلك بالرغم من الألقاب التي تحصلوا عليها على المستوى الإفريقي والعالمي، إلاّ أنهم أصبحوا تراثا من الماضي، أو مجرد أسماء على ورق صنعوا الحدث في وقت مضى، جعلت منهم الإتحادية مجرد تحفا جميلة يلجأون اليها عندما يضطرون إلى ذلك، وأخصّ بالذكر كل من قرطي، شرفاوي، سحنون.. والقائمة طويلة. - ما تعليقكم على تدنّي مستوى الملاكمة الإحترافية عربيا وإفريقيا؟ * من المؤسف أن نصبح في آخر الترتيب على المستوى العربي والإفريقي، بعدما كنا في الصدارة والسبب واضح وهو يكمن في قلة المنافسات كما قلت سابقا وعدم استغلال الكفاءات الجزائرية التي تحتاج إلى الدعم للنهوض بهذه الرياضة. - وكيف ترون مستقبل التحكيم في الملاكمة الاحترافية؟ * المستقبل مجهول وهذا بسبب نقص التكوين وقلة الإهتمام بالحكام. هل من كلمة أخيرة؟ - أطلب من السلطات المعنية إعادة الإعتبار للتحكيم الجزائري من جهة، والإهتمام أكثر بالملاكمة الإحترافية التي تعدّ بالكثير بشرط توفير الظروف الملائمة من جهة أخرى.