توالت ردود الفعل الدولية إزاء استمرار المظاهرات المناهضة للسلطة في مصر وطالبت في معظمها بضرورة ضبط النفس والكف عن قمع المحتجين في نفس الوقت الذي قررت فيه معظم الدول إجلاء رعاياها العاملين في مصر تفاديا لوقوع الأسوأ. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أمس إلى ضبط النفس ووقف العنف واحترام الحريات وحقوق الإنسان في مصر. وقال في كلمة له خلال افتتاح قمة الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا ''علينا الإصغاء بانتباه لصوت الشعب وتطلعاته وصعوباته وآماله من اجل مستقبل أفضل''. من جانبه أكد رمطان لعمامرة مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي على ضرورة إحداث إصلاحات في مصر وقال ''إننا نتابع الوضع عن كثب ونعتقد أن إحداث تغييرات جذرية اصبح ضرورة ملحة من اجل الاستجابة لتطلعات الشعب المصري ''. وانحازت ألمانيا بطريقة غير مباشرة إلى جانب الشعب المصري، حيث أكد رئيس دبلوماسيتها جيدو ويستروال أمس أن برلين تقف إلى جانب ''كل من يطالب بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنين'' وطالب الحكومة المصرية بأن تأخذ على محمل الجد مطالب الشعب المصري التي سبق للمستشارة الألمانية انجيلا مركيل أن وصفتها بالشرعية. من جانبها دعت إيطاليا الرئيس المصري إلى تفادي قمع المتظاهرين وقال وزير خارجيتها فرنكو فراتيني أن ''الأولوية الآن تبقى وضع حد للعنف وتفادي سقوط المزيد من الضحايا المدنيين''. وأكد على ضرورة احترام حرية التعبير والاتصال والحق في التظاهر السلمي. وأعلنت الولاياتالمتحدة التي طالبت الحكومة المصرية بإحداث إصلاحات سريعة أنها ستشرع ابتداء من اليوم في إجلاء رعاياها من مصر. وجاء في بيان للسفارة الأمريكية في القاهرة أن هذه الأخيرة ''تعلم المواطنين الأمريكيين في مصر والذين يرغبون في الرحيل أن كتابة الدولة ستضمن نقلهم إلى مناطق في أوروبا''. والإجراء نفسه اتخذته بلجيكا وتركيا، حيث أعلنت هذه الأخيرة انه استجابة لطلب خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة سيتم إرسال ثلاث طائرات لضمان عودة رعاياها سالمين من مصر. وكانت كل من فرنساوألمانيا وبريطانيا دعت المتظاهرين والسلطات المصرية إلى ضبط النفس من أجل تفادي العنف خلال الاحتجاجات العارمة التي تعصف بالبلاد للمطالبة بتنحي الرئيس حسنى مبارك وتطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية. وجاء ذلك في بيان مشترك أصدره مساء أول أمس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون. وقال الزعماء الثلاثة أنهم ''قلقون للغاية'' إزاء الوضع في مصر، معبرين عن أملهم في أن يبذل الرئيس حسني مبارك ما في وسعه لتفادي استخدام القوة ودعوا المتظاهرين إلى تأمين حقوقهم بطريقة سلمية. وعلى نقيض الدول الغربية التي سارعت لإبداء موقفها من أحداث مصر فإن غالبية الدول العربية التزمت الصمت إلى غاية الآن وذلك ربما تفاديا للوقوع في الحرج بين دعم الانتفاضة الشعبية او النظام القائم. وهو ما جعل أمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح يكتفي بالقول أن بلاده تدعم الحكومة والشعب المصريين وتندد بشدة بأعمال العنف التي تصاحب هذه الانتفاضة الشعبية في هذا البلد.