قبل أيام قليلة من انعقاد الجولة الرابعة من مفاوضات مانهاست بين جبهة البوليزاريو والمغرب، ورغم أن لاشيء في الأفق يشير إلى احتمال توصل الطرفين إلى حل بشأن النزاع في الصحراء الغربية، فإن الأماني هي أن يتجاوز الطرفان العقبة التي تحول دون الخروج من النفق· وكل الأمل أن ينضم الطرفان الصحراوي والمغربي إلى مسعى مجلس الأمن قصد التوصل إلى حل نهائي يضع حداً لنزاع طال أمده رغم وجود الحل السلمي الذي نصت عليه جميع لوائح وقرارات مجلس الأمن الدولي· إن استمرار النزاع والعمل على إدامته بالطرق غير المشروعة معناه حرمان شعب من ممارسة حقه الشرعي واللامشروط من تقرير مصيره طبقا لميثاق الأممالمتحدة ولوائح مجلس الأمن، ومنها على الخصوص اللائحتان 1754 و1783 اللتان تم اعتمادهما في 30 أفريل و30 أكتوبر من العام الماضي· فاستمرار النزاع في الصحراء الغربية يبقى مصدر اضطراب وعدم استقرار منطقة المغرب العربي ويرهن استكمال بناء الاتحاد المغاربي الذي ترى فيه الجزائر خياراً استراتيجيا لامفر منه ولاتراجع عنه، مادام يستجيب لتطلعات شعوب المنطقة· إن مستقبل المنطقة ليس في العمل على تكريس الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وانتهاك الشرعية الدولية، بقدر ما هو في تطبيق هذه الشرعية والقبول بمبدأ تقرير المصير، ليعم الأمن والاستقرار المنطقة ويسود التعاون والتكامل بدل الصراع والاضطرابات، وتكسب شعوب المنطقة بذلك الرهان وتحقق الحلم الذي راوذها منذ أكثر من نصف قرن·