سيكون الأسبوع القادم حاسما في مسار القضية الصحراوية مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بمدينة مانهاست الأمريكية· وتعد هذه ثالث جولة من المحادثات بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية تنفيذا لنص اللائحة الأممية 1954 الصادرة نهاية افريل الماضي التي تضمنت دعوة طرفي النزاع للدخول في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة تفضي الى تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية· وأكدت جبهة البوليزاريو مشاركتها في هذه الجولة بنفس الوفد المفاوض في الجولتين السابقتين والذي يقوده السيد المحفوظ علي بيبا رئيس المجلس الوطني الصحراوي· وجاء في بيان للأمانة الوطنية للجبهة نقلته أمس وكالة الأنباء الصحراوية أن الجبهة قررت المشاركة في الجولة المقبلة من المفاوضات تنفيذا للائحة 1754 بهدف التوصل الى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· ولم يتمكن الطرفان خلال جولتي المفاوضات السابقتين، شهري جوان وأوت الماضيين من التوصل الى أية نتيجة عملية تسمح بتسجيل تقدم يعتمد عليه في الجولة المقبلة بسب تمك الطرف المغربي بمخطط الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض· وهو ما يرهن حظوظ نجاح هذه الجولة في ظل استمرار التعنت المغربي ورفض الرباط تطبيق اللوائح الأممية لتسوية النزاع بما يضمن للصحراويين حقهم في اختيار مصيرهم· الأمر الذي د فع بالمسؤولين الصحراويين خلال انعقاد المؤتمر الوطني ال 12 لجبهة البوليزاريو في ديسمبر الماضي الى التأكيد على أن السنة الجديدة ستكون إما سنة السلام والحرية والإستقلال أو سنة استئناف الكفاح المسلح في إشارة واضحة الى أن الجولة الثالثة من المفاوضات ستكون بمثابة فرصة أخيرة لتسوية النزاع الصحراوي الذي دخل عقده الرابع بالطرق السلمية· وقد جددت جبهة البوليزاريو خلال اجتماع أمانتها الوطنية في الفاتح جانفي الجاري استنكارها لممارسات السلطات المغربية التي تهدف من خلالها استنكارها لممارسات السلطات المغربية التي تهدف من خلالها الى تعطيل مسار السلام في المنطقة وتمرير منطقها في محاولة لضم الصحراء الغربية لأراضيها ضمن ما تسميه "بالقضية الوطنية"وهو ما جعل البوليزاريو تحذر من عواقب الممارسات المغربية المنافية للشرعية الدولية ولمبادئ حقوق الإنسان، لا سيما تلك المتعلقة بممارسة القمع الوحشي ضد المدنيين الصحراويين في المدن المحتلة والطلبة في جنوب المغرب والجامعات المغربية· في سياق متصل تعرضت مواقع أثرية بالأراضي الصحراوية المحررة إلى تخريب عمدي من قبل عناصر قوات بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية " المينورسو"· ونقل موقع اتحاد الصحافيين الصحراويين تقارير لعلماء آثار ومختصين إسبان وبريطانين أكدت تورط عناصر المينورسو في تخريب مواقع أثرية صحراوية بالمناطق المحررة· وقد أكد الدكتور نايك بروكس الاستاذ بجامعة أنغليا بقسم العلوم البيئية البريطانية أنه وقف شخصيا على آثار تخريب اجرامية مست مواقع لرسومات أثرية نادرة بجبال لجواد، حيث كتب أعضاء من بعثة المينورسو أسماء هم وأحيانا رتبهم على هذه الروسومات· وقام على إثرها الدكتور بروكس بمراسلة الممثل الخاص للأمين العام الأممي جوليان هارتسون وطالبه بالتدخل العاجل لحماية الأثار الصحراوية من التخريب لأنها لا تقدر بثمن·