أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، أنه حان الوقت لإيجاد حل نهائي للنزاع القائم في الصحراء الغربية وفق صيغة التوصل إلى حل "مقبول من كلا الطرفين". وقالت رايس خلال الندوة الصحافية التي عقدتها بالعاصمة المغربية في ختام جولتها المغاربية إن ما تسعى إليه الولاياتالمتحدة في إطار مسار تسوية نزاع الصحراء الغربية "هو التوصل إلى حل مقبول من كلا الطرفين". وأضافت أنه "من المنتظر الشروع في سلسلة جديدة من المفاوضات ونحن سنؤيدها، حيث ستطرح أفكار جيدة على طاولة المفاوضات وهناك إمكانيات للمضي قدما" مشددة على أنه "آن الأوان لحل هذا النزاع". وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية تشير إلى المقترحين الصحراوي والمغربي المطروحين على الطاولة ولوائح مجلس الأمن الدولي الخاصة بتسوية النزاع في الصحراء الغربية. وأكدت رايس أن العالم ليس في حاجة "للعودة الى نقطة البداية" تلميحا الى رغبة الإدارة الأمريكية في مواصلة المفاوضات المباشرة بين الطرفين الصحراوي والمغربي. وختمت بالقول "آمل أن نستطيع المضي قدما لحل هذا النزاع". وكانت رايس تشير الى الجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو، التي لم يتم الى حد الآن تحديد لا تاريخ ولا مكان انعقادها رغم مرور أكثر من سبعة أشهر منذ انتهاء الجولة الرابعة من هذه المفاوضات والتي انطلقت أولى جولاتها في جوان من العام الماضي بمنتجع مانهاست بالقرب من مدينة نيويوركالأمريكية. وكان مجلس الأمن الدولي أكد في عدة لوائح أصدرها منذ أفريل 2007 دعوته المغرب وجبهة البوليزاريو لعقد "مفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية قصد التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كلا الطرفين بغية ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". وحمّلت جبهة البوليزاريو مسؤولية انسداد الوضع على المغرب الذي يرفض التفاوض حول بدائل أخرى لحل النزاع من غير فكرة "الحكم الذاتي" التي اقترحها ويرفض التفاوض خارج إطارها ضمن سياسة أمر واقع تريد الرباط فرضها على مفاوضي جبهة البوليزاريو على أنها النقطة الوحيدة المطروحة على طاولة المفاوضات. وكانت جبهة البوليزاريو أبدت ليونة ملحوظة في موقفها بعد أن اقترحت مخطط تسوية يقضي بإجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية، وهو الطرح الذي ترفضه الرباط بدعوى "مغربية" الصحراء الغربية. وقد أضاف الموفد الخاص الأممي السابق الهولندي بيتر فان فالسوم قنبلة في مسار التسوية الملغم أصلا بسبب المواقف المغربية بعد أن خالف كل الأعراف الدولية التي تحكم دور الوسطاء الدوليين وانحاز الى جانب الطروحات المغربية الداعية الى ضم الصحراء الغربية تحت غطاء الحكم الذاتي. وقال فالسوم إن استقلال الصحراء الغربية في الظروف الراهنة أمر غير واقعي وهو ما جعل جبهة البوليزاريو ترفض كل تعامل معه وضغطت من أجل إقالته وهو ما حصل قبل أسبوع. وتقاطعت عدة أخبار في اليومين الأخيرين حول احتمالات أن يقوم الأمين العام الأممي بان كي مون بتعيين وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وران كريستوفر لخلافة فالسوم كموفد خاص له إلى الصحراء الغربية. وربط متتبعون بين ترشيح كريستوفر ذي التوجهات الديمقراطية وبين التوقعات التي ترشح باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي للفوز بمنصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة بالإضافة إلى وزن شخص كريستوفر في السياسة الخارجية نظرا للمناصب العديدة التي شغلها سابقا. ويبلغ وارن كريستوفر من العمر 83 سنة وشغل منصب وزير الخارجية ما بين 1993 و1997 كما عرف عنه الدور المحوري الذي قام به مع السلطات الإيرانية بوساطة جزائرية لتحرير 52 رهينة أمريكية في مقر السفارة الأمريكية في طهران في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر سنة 1981.