أبرز المختصون الاقتصاديون أمس أهمية صناديق الزكاة في استحداث مناصب الشغل والحد من ظاهرة البطالةئوفتح آفاق وفرص التكوين بما يجنب الشباب انتهاج سبل الانحراف والعنف في المجتمع. وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور بشير مصيطفى خلال تنشيطه ندوة فكرية بمركز ''الشعب'' للدراسات الاستراتيجية بعنوان: صندوق الزكاة من آليات تجفيف منابع البطالة والعنف''، أن وضع أموال المواطنين في صناديق خاصة لا يعني فقط إعطاءها للفئات المعوزة والفقيرة، وانما يمكن توظيفها في خدمة الاقتصاد والمجتمع كمساعدة الشباب البطال على اقتحام ميادين التشغيل والتكوين اضافة الى تخصيص أموال الزكاة في المشاريع الخيرية الأخرى التي تعود بالمنفعة العامة. وأوضح أن تشجيع كافة المواطنين والمؤسسات على التبرع بالأموال عبر صناديق الزكاة ستغني الفئات الهشة والمحرومة عن التسول واحتمال اللجوء الى حالات الكسب غير المشروعة كالسرقة. وأضاف السيد مصيطفى أن الدولة تفرض الضرائب على مواطنيها قصد الاضطلاع بأداء وظائفها المتمثلة في الاقتصاد والحماية الاجتماعية والتسليح والدواء ومختلف الوظائف الأخرى، وهذا عكس الدولة التي تمول ميزانياتها من الزكاة فهي تبقى في غنى عن الضرائب. وقال في هذا الاطار ''أن الزكاة في الاسلام لا تمس مداخيل الفرد فقط بل تمس حتى مداخيل الدولة وهو ما يوجد في الاقتصاديات الحديثة لأن ملكية الدولة، كما أشار، ليست خاضعة للضرائب بقدر ما هي خاضعة للزكاة في الاسلام. وفي سياق آخر، أوضح الدكتور مصيطفى أن الزكاة كما هو معروف تعمل على نماء المال بأضعاف كبيرة وهو الامر الذي جعل المال في أوج فترة الخلافة الاسلامية يفيض في بيت مال المسلمين، مؤكدا أن الوضع في تلك الفترة عرف تغطية جميع نفقات الدولة في التسليح والاقتصاد دون الحاجة الى الاستلاف أو الاستدانة من الخارج الا أنه بعد تغلغل الاستعمار للدولة الاسلامية تقلصت المالية الاسلامية التي عوضت بالمالية الغربية المعتمدة أساسا على دخل الأفراد أو ما يعرف اليوم بالضرائب. ومن جهته، أكد الأستاذ عيسى ميقاري في تدخل له أهمية التشجيع على العمل بصناديق الزكاة لما لها من أدوار هامة في ترقية المجتمع والحفاظ على العدالة الاجتماعية وتطوير الاقتصاد، داعيا الى ضرورة مواصلة حملات التحسيس المختلفة بهذه الآلية المالية لجعلها في خدمة التنمية الوطنية. وذكر السيد ميقاري بحصيلة هذا الصندوق منذ استحداثه من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف منذ سنوات. كما صرح المستشار الاعلامي لدى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف السيد عدة فلاحي على هامش الندوة أن عدد قروض الزكاة التي منحت في إطار صندوق الزكاة منذ انشائه سنة 2004 بلغ حوالي 8386 قرضا حسنا وجهت لتمويل مشاريع استثمارية ضمن التخصصات الجامعية والحرف البسيطة. وقد وجهت هذه القروض أساسا للشباب خريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني.