نوه الأستاذ كمال لضرع رئيس قسم الفقه وأصوله بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، خلال مداخلته الأربعاء الماضي في الملتقى الدولي الثاني حول الفكر العقائدي عند علماء الجزائر بين القرن الرابع عشر والقر العشرين، بمجهودات الشيخ البشير الإبراهيمي، الذي اعتبره من أهم العلماء الجزائريين الذين برزوا في إصلاح العقيدة الإسلامية وساهموا بشكل كبير في ترقية سلوكات المجتمع الجزائري. وقال الأستاذ كمال لضرع، أن الشيخ البشير الإبراهميي كانت له نظرات إصلاحية مهمة جدا على الصعيد الداخلي وحتى خارج الوطن، حيث امتد تأثيره الإصلاحي والعقائدي الى العديد من الدول العربية المجاورة، وهذا من خلال مقالاته في الصحف ودروسه التي استطاع ان يربي بها جيلا من الشباب على السلوك الحسن والعقيدة السليمة والتي إذا ما صحت ان تثمر اخلاقا طيبة ومعاملات حسنة، خاصة بوجود العوائق التي كانت موجودة في المجتمع الجزائري، على غرار التواكل وانتشار البدع والخرافات التي نشرها المستعمر في خطوة لكسر المقاومة. وقد جاء هذا الملتقى الذي يدوم يومين، حسب رئيس لجنة التحضير ومدير مخبر الدراسات العقائدية، الاستاذ صالح نعمان الذي يشرف على التنظيم، جاء بهدف محاربة الانحراف على مستوى العقيدة، حيث عرف مشاركة جملة من الاساتذة والدكاترة من داخل الوطن ومن البلدان العربية على غرار المغرب، تونس، ليبيا والمملكة العربية السعودية، ليضيف الأستاذ صالح نعمان، ان الملتقى يتناول بالدراسة كل علماء الجزائر دون استثناء، خاصة مع غياب التخصص في دراسة العقيدة، ما عدا ما قام به مبارك الميلي، الذي ألف كتاب رسالة ''الشرك ومظاهره''، حيث أسهب في تفسير الفقه الإسلامي.. معرجا على الناحية الاجتماعية وقضايا الانحراف والتخلف ومظاهر الشرك، وغيرها في اطار إصلاح المجتمع الذي اخذته على عاتقها جمعية العلماء المسلمين، التي كانت تهتم باجتهادات كل علماء الدين دون إقصاء او التطرف الى عالم بذاته.وسيخص الملتقى بالحديث أعلام الجزائر الذين اجتهدوا في مجال العقيدة الإسلامية بين القرنين الرابع عشر والعشرين، وقد جاء مكملا للمتلقى الأول، حسب تأكيد رئيس الملتقى، حيث خصص الملتقى الأول لدراسة اعلام الجزائر بدءا من الفتح الإسلامي إلى غاية القرن التاسع عشر.