الشيخ محمد الغزالي انطلقت أمس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، فعاليات الملتقى الدولي الخامس ضمن ملتقيات الشيخ محمد الغزالي للتجديد والإصلاح، والتي ستمتد إلى غاية نهار غد الثلاثاء، للتباحث حول فكر الوسطية الذي كان الشيخ محمد الغزالي أحد رواده منذ منتصف القرن العشرين وإلى غاية نهايته. * ويهدف هذا الملتقى الدولي الذي اتخذ شعار "الشباب نصف الحاضر.. وكل المستقبل" إلى تحسيس مختلف شرائح المجتمع، والشباب خاصة، بأهمية الفكر الوسطي الذي يساهم في بناء المجتمعات، بعيدا عن الإفراط الذي يؤدي إلى الغلو والتكفير، وبعيدا عن التفريط الذي * يؤدي إلى التسيب والتساهل والتميّع، وهما آفتان خطيرتان يعاني منهما ومن آثارهما العالم الإسلامي اليوم. * وشهد افتتاح هذا الملتقى الدولي مدير جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية الدكتور عبد الله بوخلخال، ورئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية قسنطينة رابح بوالصوف، قبل أن يُلقي الدكتور وجدي غنيم المحاضرة الافتتاحية في الملتقى، حيث تحدث عن مرحلة الشباب وأهميتها، وضرورة أن يستغلها الإنسان في الخير والطاعة، وفيما ينفع الأمة لا فيما يضرها، محذرا من مخططات أعداء الإسلام التي تهدف إلى إضعاف الشباب وإبعادهم عن دينهم بغرض إضعاف المجتمعات الإسلامية وجعلها لقمة سائغة. ثم توالى الأساتذة متحدثين في محاور الملتقى. * وبمناسبة هذا الملتقى الدولي الذي يُعتبر فرصة لتدارس قضايا الأمة، ومن بينها فكر الشيخ محمد الغزالي، ستحظى جريدة "الشروق اليومي" بنشر بعض تراث ونصوص الشيخ التي يُزاح عنه الستار لأول مرة، ومن ذلك آخر محاضرة ألقاها الشيخ محمد الغزالي قبل أن يُغادر الجزائر. * وقد وجه القائمون على الملتقى الدعوة إلى عدد كبير من الباحثين والأساتذة الجامعيين من داخل الجزائر وخارجها، وعلى رأسهم الشيخ فتحي يكن والشيخ وجدي غنيم والشيخ أحمد الخليلي، وكذا الأساتذة أحمد الرّقيط من الإمارات وبلال أسامة الرفاعي من سوريا، إضافة إلى الأستاذ موسى حسان الجزائري المقيم بالسويد، ويوسف بلمهدي وعبد الكريم دباغي ومحمد بن بريكة وإبراهيم بودوخة والأستاذ اسوري رمضان فحلة المقيم بولاية باتنة، وغيرهم من أساتذة جامعتي الأمير عبد القادر ومنتوري بقسنطينة، في انتظار تأكيد بعض الباحثين والدعاة من العالم العربي حضورهم اليوم أو غدا، وهو تاريخ اختتام فعاليات المؤتمر. * وحسب تصريحات مدير الملتقى دحمان عزوز التي أدلى بها ل"الشروق اليومي"، أكد المتحدث، وهو رئيس فرع الاتحاد العام الطلابي الحر بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة التي أشرفت على الملتقى، أن هذا الملتقى يهدف إلى معالجة مشكلات الشباب من منظور شرعي، وفق منهج وسطي بعيد عن التطرف وعن التسيّب، موضحا أن الجامعة الإسلامية بقسنطينة أخذت على عاتقها هذه المهمة التنويرية، لأنها تمثل فضاء شبابيا كبيرا، وكذا رغبة المنظمين لهذا الملتقى بإحياء تراث وفكر الشيخ محمد الغزالي الذي يُعتبر أحد أبرز دعاة منهج الوسطية الذين تفتقر إليهم الجزائر والعالم الإسلامي بصفة عامة. * ويُعتبر هذا الملتقى مناسبة لتدارس سيرة فقيد الدعوة، وعرض شهادات حية من طرف الأساتذة والطلبة الذين تربوا على يديه في الجزائر.