لم يكن لاستقالة الرئيس المصري حسني مبارك تحت ضغط الشارع المصري أن تمر هكذا دون أن تثير ردود أفعال دولية متلاحقة بسبب قيمة هذا الحدث وتأثيره على السياق الإقليمي وحتى الدولي. وكانت إسرائيل اول من اصدر اول رد فعل على هذه الاستقالة، فأكدت من خلاله على أن تتم المرحلة الانتقالية دون هزات وقال مصدر حكومي إسرائيلي لم يشأ الكشف عن هويته ان ''إسرائيل تأمل في انتقال هادئ بمصر باتجاه الديمقراطية دون حدوث هزات في نفس الوقت الذي أكد فيه على ضرورة المحافظة على معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية الموقعة في كامب ديفيد سنة 1979 بدعوى انها تحافظ على مصالح البلدين وتضمن الاستقرار في كل المنطقة ''. واعتبرت دولة قطر ان نقل السلطة في مصر إلى المجلس العسكري الأعلى يشكل خطوة إيجابية هامة على طريق تحقيق تطلعات الشعب المصري في الديمقراطية والإصلاح والحياة الكريمة. وقال بيان للسلطات القطرية انها '' تتابع باهتمام بالغ تطورات الأحداث الجارية في جمهورية مصر العربية الشقيقة وإذ تعبر عن احترامها لإرادة الشعب المصري وخياراته وأن نقل السلطة إلى المجلس العسكري الأعلى يشكل خطوة إيجابية هامة على طريق تحقيق تطلعات الشعب المصري في الديمقراطية والإصلاح والحياة الكريمة''. ورحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس من جهتها بقرار استقالة الرئيس مبارك واعتبرت ذلك بمثابة بداية لنجاح ثورة شباب مصر وهو الموقف الذي تزامن مع خروج مئات الغزاويين إلى شوارع مدن القطاع ابتهاجا بهذا الانتصار. وقال سامي ابو زهري ان استقالة الرئيس مبارك تعد بمثابة بداية لانتصار الثورة المصرية التي ساندناها واضاف أن هذه النهاية تعتبر نصرا لإرادة وتضحيات الشعب المصري ودعا الجيش المصري لان يكون الضامن لتحقيق مطالب شباب هذه الثورة وبرفع الحصار المفروض على قطاع غزة وإعادة فتح معبر رفح. واعتبرت إيران أن ''الشعب المصري حقق نصرا كبيرا رغم مقاومة المسؤولين المصريين الموالين للقوى الكبرى'' وأكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية أن طهران تأمل في تواصل هذه المطالب إلى غاية تحقيق كل المطالب الأخرى. وحيا حزب الله اللبناني من جهته استقالة الرئيس المصري ووصف ذلك بالانتصار التاريخي وذكر بيان للحزب أن ''هذا الانتصار المشرف يعد نتيجة عملية لوحدة رجال ونساء الشعب المصري وأكد انتصار الدم على السيف''. ووجه وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو تهانيه للشعب المصري وعبر عن أمله في أن تؤدي استقالة الرئيس مبارك إلى ''إقامة نظام سياسي جديد في مصر يلبي مطالب الشعب المصري''. وشهدت شوارع العاصمة التونسية فرحة عارمة على متن سيارات فتحت منبهاتها في دوي غير مسبوق استعادوا من خلالها فرحتهم التي تلت رحيل الرئيس زين العابدين بن علي منتصف الشهر الماضي. ووصف نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن ما جرى في مصر باليوم التاريخي وقال ان هذه الاستقالة ستفتح الباب واسعا أمام إقامة الديمقراطية ولكن بايدن الذي كان يتحدث أمام طلبة جامعة لويس فيل بولاية كونتيكي في وسط البلاد، حذر مما اسماه من ''أيام عسيرة ووخيمة العواقب منتظرة في مصر'' واكتفى بذلك دون أن يعطي أية توضيحات أخرى حول هذه المخاوف. وقال الوزير الأول البريطاني دايفيد كامرون انه يتعين على القيادة العسكرية المصرية أن تتجه نحو تشكيل حكومة مدنية ديمقراطية في اول رد فعل بعد استقالة الرئيس المصري. وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في اول رد فعل على ما حدث في مصر، على القاهرة ان تحترم معاهدة كامب دايفيد وتضمن امن إسرائيل في وقت قال فيه وزير خارجيتها غيو ويسترويل ان استقالة الرئيس مبارك فرصة كبيرة لإقامة الديمقراطية في مصر ويتعين على استغلالها فورا بعد أن حيا قرار الرئيس المستقيل وقال ان ذلك يعد بداية لانطلاقة جديدة وأكد استعداد برلين لمساعدة مصر إقامة نظام قضائي أكثر عدلا''. وقال الأمين العام الاممي بان كي مون ان صوت الشعب المصري سمع أخيرا وطالب بانتقال شفاف للسلطة وبطريقة منتظمة وسلمية'' وأضاف ''أن صوت الشباب المصري سمع ويتعين إشراكهم في تحديد مستقبل بلدهم''. وحيا عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية أمس ما وصفه ب ''التحول التاريخي'' الذي تعيشه مصر ودعا إلى إجماع وطني في مصر.