تتجه أنظار عشاق كرة القدم اليوم إلى ملعب أول نوفمبر بالمحمدية، الذي سيكون مسرحا لداربي ساخن يجمع اتحاد الحراش ومولودية الجزائر لحساب تسوية رزنامة الرابطة الأولى. وقد كان هذا اللقاء محل جدل كبير في أوساط الناديين بعد إشاعة أخبار ترجح تأجيله، قبل أن تعلن الرابطة تمسكها بإجرائه في الموعد المحدد، حيث قامت أول أمس بتعيين ثلاثي التحكيم المتكون من أمالو، طاهير وعزرين لإدارة المواجهة. المباراة ينشطها فريقان وضعيتهما مختلفتين في البطولة، فاتحاد الحراش متواجد في كوكبة المقدمة ومسيرته في المنافسة أحسن من تلك التي أنجزها خصمه مولودية الجزائر، التي تراجعت نتائجها وفقدت بنسبة كبيرة من طموحاتها في الدفاع عن اللقب الذي أحرزته في الموسم المنصرم. ويرشح المتكهنون تشكيلة ''الصفراء'' لانتزاع النقاط الثلاث، بالرغم من الإثارة والترقب الكبيرين الذين يميزان عادة اللقاءات المحلية، حيث ستلعب بعقر دارها وأمام جمهورها العريض الذي سيكتسح المدرجات ولن يبخل بتقديم تشجيعات قوية من شأنها أن ترجح الكفة للاعبيه. وسيسعى اتحاد الحراش في هذا اللقاء إلى تأكيد تحضيراته الجيدة التي قام بها منذ توقف البطولة، حيث أنجز تربصين في تيبازة سمحا للطاقم الفني الذي يقوده بوعلام شارف برفع درجة الاستعدادات البدنية اللاعبين، فضلا عن اختبار الميكانيزمات التكتيكية في المباريات الودية التي أجراها الفريق. فريق الحراش لا يريد التفريط في تحقيق الانتصار الذي سيسمح له بالقفز الى المركز الرابع، مما يقربه أكثر من صاحب الريادة أولمبي الشلف، وستكون أمام مدربه شارف خيارات واسعة لإقحام التشكيلة المناسبة، إذ أن فريقه لا يسجل غيابات هامة باستثناء الحارس الأساسي دوخة الموجود مع المنتخب الوطني للمحليين بالسودان ومعاناة الحارس الثاني ليمان من إصابة ستدفعه إلى ترك مكانه إلى زميله محفوظ.وينتظر أن ينتهج الطاقم الفني الحراشي خطة هجومية محظة يقودها صانع الألعاب بوعلام رفقة زميليه في الخط الامامي ياشير وبومشرة، وقد كشف المدافع جغبالة عن تحلي زملائه بإرادة كبيرة لتحقيق الانتصار، حيث قال : '' نحن مصممون على إسقاط منافسنا ومحو آثار الهزيمة التي تلقيناها في الجولة الأخيرة ضد الخروب''. أما مولودية الجزائر، فستشارك في هذا اللقاء بتشكيلة منقوصة من خدمات بعض لاعبيها الأساسيين على غرار كودري المعاقب وداود وعمرون المصابين، في حين تحوم الشكوك حول مشاركة المدافع الأيسر بابوش الذي لم يستعد كل إمكانياته البدنية مثلما أظهره مردوده الضعيف في اللقاء الأخير أمام ريال بانغي، شأنه شأن مقداد الذي عاد مؤخرا فقط الى التدريبات بعد تعرضه لإصابة، كل هذه العوامل من شأنها أن تحد من قوة العميد، وستدفع مدربه ألان ميشال إلى الاعتماد على الحيطة والحذر طيلة المباراة مثلما فعل أمام ريال بانغي بالرويبة، لكن رغم كل ذلك، فإن مولودية الجزائر لا تريد التنقل إلى ملعب المحمدية في ثوب الضحية، بل ستسعى للعودة من هناك بنتيجة إيجابية مثلما أكده لاعبها البارز محمد بوشامة، الذي قال حول هذه المباراة : '' إنها مواجهة محلية تجمع فريقين يعرفان بعضهما البعض جيدا، ولهذا ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات، وكل ما أتمناه هوأن تجري في روح رياضية عالية''.