وصف عضو اللجنة المركزية في حزب جبهة التحرير الوطني، ورئيس كتلة حزب جبهة التحرير الوطني بمجلس الأمة السيد أحمد حنوفة، المسيرة التي شهدتها ساحة الوئام (أول ماي سابقا) بالعاصمة باللاحدث، يشوبها الغموض ومنعدمة الأهداف. مبرزا أنه إذا كانت مطالب هؤلاء تتمحور حول رفع حالة الطوارئ وفتح المجال الإعلامي أمام الأحزاب فقد سبقهم إليها رئيس الجمهورية. ودعا السيد حنوفة عبر اتصال هاتفي مع ''المساء'' الشباب إلى عدم الانسياق وراء الأطراف التي تريد الخروج في المسيرة المرتقبة يوم السبت المقبل بالعاصمة، والالتفاف حول بلادهم والعمل على صيانتها، وقال إن الحوار كان ولا يزال أهم أداة لمعالجة مختلف القضايا الوطنية، مؤكدا بأن الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية مؤخرا ستوسع من مجال الحوار السياسي والاجتماعي بما يمكن المجتمع الجزائري من تحقيق أهدافه في التنمية والاستقرار والحريات. وانتقد السيد حنوفة بعض الأطراف التي تطمح إلى تحقيق أهداف شخصية وحزبية على حساب المواطنين البسطاء، وتابع قوله ''هناك من يحاول استغلال المسيرة وتحريفها عن مسارها والعمل على ضرب الاستقرار والأمن بالجزائر''. وخاطب من يصفون المبادرة بكرة الثلج، قائلا إنها ''كرة نار ستحرق من يلعب بها''، داعيا لقطع الطريق أمام الأطراف الخارجية التي تستعمل جهات مندسة وسط الشعب الجزائري لتنفيذ خططها الدنيئة ضد الجزائر، موضحا أن تلك الأطراف تريد أن تعرقل مسار الديناميكية الحاصلة في مجالات التنمية المختلفة، وأكد بأنه يجب استخلاص الدروس من المعاناة التي لحقت بالجزائر خلال عشرية سوداء، وتذكر الآثار الوخيمة التي أسفرت عنها بالداخل والخارج. وحذر رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني من بعض القنوات التلفزيونية الفضائية، التي تسعى إلى تشويه سمعة الجزائر، بنشر معلومات خاطئة حول المسيرة وعدد الأشخاص المشاركين فيها ووصفها بالتحريضية والكاذبة ولا أساس لها من الصحة تحاول من خلالها العصف بالأمن والأمان الذي يعيشه الجزائريون. وجدد عضو اللجنة المركزية للأفلان تأكيده على الموقف الثابت للحزب أمام القضايا الوطنية العربية والإسلامية بصفة عامة، وهو ما أقرته توصيات المؤتمر التاسع للحزب، على أن الآفلان يرحب بسيادة الأغلبية التي تكون نابعة عن قناعة الشعب وإرادته وليس ثلة لا وقع لها. وأشار المتحدث إلى أن أمن واستقرار الجزائر فوق كل اعتبار خاصة في الفترة الحالية، حيث الحاجة ماسة للهدوء لتجسيد المشاريع الضخمة الموزعة بإنصاف وبدون إقصاء على كل مناطق وولايات البلاد، في إطار البرنامج الخماسي الجاري، الذي خصصت له السلطات العمومية مبالغ مالية ضخمة. وأشار إلى أن الحزب يحرص على ضرورة الحفاظ على مكسب الأمن والاستقرار الذي لم تنعم به الجزائر منذ عشرين سنة، قائلا ''الشعب الجزائري يسعى منذ عقدين كاملين من الزمن إلى تأمين استقراره في ظل أدوات قانونية ومؤسسات شرعية''، ولذلك ناشد الجميع احترام قوانين الجمهورية بشأن تنظيم مثل هذه المسيرات، واسترسل في حديثه ''نحن ضدها احتراما لهذه القوانين وحرصا على استقرار البلاد''.