عاد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس إلى أرض الوطن بعد مشاركته في القمة ال 11 لمنظمة المؤتمر الإسلامي بداكار بالسنيغال· وقد كانت له على هامش القمة التي انعقدت يومي الخميس والجمعة نشاطا مكثفا حيث تحادث مع العديد من نظرائه من العالم الإسلامي إلى جانب استقباله لعدة شخصيات أخرى· وصادق رؤساء الدول والحكومات الذين شاركوا في قمة داكار من بينهم الرئيس بوتفليقة أول أمس، لدى اختتام القمة على الميثاق الجديد لمنظمة المؤتمر الإسلامي· وكان وزير الشؤون الخارجية قد أكد قبيل اختتام القمة أن تعديل ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي "سيعطي المنظمة قوة أكبر ومزيدا من الوسائل والنجاعة" · وأبرز السيد مدلسي، أن وثيقة البيان الختامي تبقى دوما مناسبة لإجراء تركيبات وفي الوقت ذاته لتمرير رسائل"· وبعد أن ذكر بالخطابات الرئيسية التي تم إلقاؤها خلال مراسيم افتتاح القمة، أكد السيد مدلسي أن مختلف المداخلات سمحت بتقييم عمل منظمة المؤتمر الإسلامي منذ آخر قمة لها التي احتضنتها جدة (المملكة العربية السعودية)· واستطرد وزير الشؤون الخارجية قائلا "هنا اتفق الجميع على أهمية المنظمة، وذلك من حيث دورها في الدفاع عن قيم الإسلام وفي الوقت ذاته دورها المتنامي في ترقية التعاون مع الغير والتعاون فيما بين أعضائها"· وذكر في السياق أن منظمة المؤتمر الإسلامي تضم 57 بلدا يمثلون 20 بالمئة من سكان المعمورة، ملحا على أنه "اليوم هناك تعاون أكبر بين أعضاء المنظمة"، كما أكد أن الأمر يتعلق ب "تطوير هذا التعاون أكثر في الميدانين الاقتصادي والثقافي"· كما تطرق السيد مدلسي إلى الجانب المتعلق بالتضامن بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والمساعدات التي تمنح للدول التي هي بحاجة إليها، مشيرا إلى إنشاء صندوق تضامن إسلامي والذي حدد كهدف له تسخير 10 ملايير دولار في إطار المساعدة من خلال مشاريع لمحاربة الفقر أو عن طريق مساعدات مباشرة لفائدة البلدان الفقيرة، وساهمت الجزائر بمبلغ 50 مليون دولار في هذا الصندوق الذي بلغ إلى حد الساعة ما قيمته 6ر2 مليار دولار· وعن موقف الدول الأعضاء في المنظمة بخصوص آفة الإرهاب، أشار رئيس الديبلوماسية الجزائري إلى أن قمة دكار شكلت فرصة للدول الأعضاء للتأكيد "بقوة أن الإسلام دين سلام واحترام دين يرفض العنف"· وأكد السيد مدلسي أنه "لا وجود لأي منظمة لم تدن بالإجماع وبوضوح الإرهاب"، مذكرا بأن إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي جاء كرد فعل للحريق الذي أضرم في مسجد الأقصى سنة 1969 · وخلص إلى القول بأن "هذا الاعتداء على الأقصى كان بمثابة مؤشر للعنف والترهيب اللذين أدانهما وندد بهما المسلمون آنذاك"· وكانت أشغال القمة الحادية عشر للمنظمة قد اختتمت بالمصادقة على البيان الختامي والميثاق الجديد للمنظمة وعديد القرارات الأخرى كالمصادقة على الميثاق المعدل للمنظمة، حسب ما صرّح به الرئيس السينغالي السيد عبد اللاي واد في كلمة خلال مراسيم الاختتام· كما أشار الرئيس السنغالي إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي "تدين الإرهاب بجميع أشكاله" داعيا إلى التمييز بين الإرهاب ونضال الشعوب الخاضعة للاحتلال الأجنبي· أما عن الأوضاع في الشرق الأوسط، فذكر الرئيس السنغالي بدعم المنظمة لفلسطينية مطالبا بتطبيق جميع اللوائح الأممية المتعلقة بهذه القضية· وفي السياق أوضح السيد واد، أن القضية الفلسطينية وكذا الجانب الاقتصادي "يشكلان إحدى أولوياته" خلال عهدته على رأس المنظمة، أما فيما يتعلق بالتضامن، فقد أكد على "ضرورة" رفع ميزانية صندوق التضامن الإسلامي إلى 10 ملايير دولار ومحاربة الفقر وتقليص الفوارق بين الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية· كما صادقت القمة على البيان الختامي وعدة لوائح أخرى تتعلق خاصة بمكافحة الإرهاب والقضية الفلسطينية ومحورية مسألة القدس الشريف والتضامن مع العراق وكذا مكافحة ظاهرة معاداة الإسلام· وفي هذا الصدد فإن القمة تدين الإرهاب "الذي يتنافى وقيم الإسلام"، الديانة التي تدعو إلى التسامح والسلام ونبد العنف، إلى جانب إدانة "كل محاولات ربط الإرهاب بأي عرق أو ديانة أو ثقافة"، داعين المجتمع الدولي إلى "تجنب الخلط الذي يرمي إلى ربط الإسلام بظاهرة الإرهاب"· وفي هذا الخصوص أكدت القمة على محورية مسألة القدس الشريف مؤكدة على الطابع العربي والإسلامي للقدس وعلى ضرورة الحفاظ على قدسية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية· وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أدانت المنظمة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة معربة عن انشغالها لتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة· وعلاوة على ذلك أعربت قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في بيانها الختامي عن استعدادها للعمل على احترام سيادة العراق وسلامة ترابه ووحدته الوطنية· كما ألحت القمة على تعاون مؤسساتي معزز بهدف محاربة معاداة الإسلام بنجاعة، مطالبة بإعداد مشروع استراتيجية شاملة سيطرح على المؤتمر الإسلامي لوزراء الشؤون الخارجية من أجل الدراسة والمصادقة·