تشهد بعض مكاتب البريد بالعاصمة جوا من القلق وعدم الفهم في أوساط المواطنين الذين فوجئوا بخبر عدم توفر استمارات الحوالة البطاقية البريدية والتي تعرف لدى عامة الناس بالحوالة البريدية. وقد تداولت في الآونة الأخيرة أخبار حول نية بريد الجزائر إلغاء الخدمة بهذه الحوالات ليحل محلها الصك البريدي الأمر الذي أثار استياء المتقاعدين بالدرجة الأولى وهي الفئة التي تعتمد غالبيتها على هذه الوسيلة لتلقي منحة التقاعد. فيما نفت مؤسسة بريد الجزائر خبر الإلغاء مؤكدة انه لا أساس له من الصحة. سجلت ''المساء'' خلال زيارتها لبعض مكاتب البريد بالعاصمة أن مشكل الحوالات واختفاءها لم يمس جميع هذه المرافق بل القليل منها فيما يرجع البعض ذلك إلى مجرد نقص عاد في استمارات الحوالات وهو ما يحدث بالنسبة لمختلف الاستمارات من حين لآخر وبالتالي فإن المشكل عابر. بينما يعتقد آخرون ممن التقتهم ''المساء'' أن النقص متعمد من طرف إدارة مؤسسة بريد الجزائر والغرض من ذلك هو استبدال هذه الحوالات بالصك البريدي. ومن بين هؤلاء محمد .ش الذي التقيناه بمكتب بريد بالحراش والذي قال انه ليس ضد تعميم استعمال الصك البريدي وإنما يطالب بحل أولا مشكل دفتر الصكوك البريدية الذي قال انه لا يصل إلى أصحابه إلا بشق الأنفس وهو لا يفهم كيف يفكر المشرفون على مؤسسة البريد في تشجيع المواطنين على استعمال الصكوك البريدية في الوقت الذي ينتظر الزبون قبل الحصول على هذا الدفتر بعد طلبه أشهرا كاملة تصل إلى خمسة أشهر أوأكثر. كما أشارت إحدى السيدات إلى أنها لم تتمكن من الحصول على حوالة بمركز البريد الكائن بحيها مما اجبرها على التنقل إلى البريد المركزي. وأكدت محدثتنا أن فكرة إلغاء نظام الحوالة الذي قالت إنها علمت بها مؤخرا عن طريق صحيفة وطنية نشرت الخبر، لا معنى لها كون أن الصك والحوالة وسيلتان لابد منهما في عمليات دفع وسحب الأموال ومختلف التعاملات كتمويل الحسابات الجارية وغيرها. وكانت فعلا إحدى الصحف قد نشرت مؤخرا أن بريد مؤسسة الجزائر بصدد العمل على إلغاء نظام الحوالة تدريجيا لتعميم نظام استعمال الصك البريدي مما خلق قلقا واستياء لدى الكثير من المواطنين وعلى رأسهم المتقاعدون الذين قيل أنهم سيجبرون على فتح حسابات جارية بريدية بدلها. وبالبريد المركزي تجري الأمور عادية وحوالات البريد كانت متوفرة على طاولة الاستمارات خلال زيارتنا والمواطنون يسحبونها بدون أي إشكال أوعرقلة. وبعين المكان أكد لنا احد الأعوان بعد أن سألناه عن الموضوع انه لم يسمع أساسا بخبر إلغاء الحوالة مؤكدا أنها في متناول المواطنين مثلها مثل الاستمارات الأخرى التي تتوفر عليها شبابيك البريد. مؤسسة بريد الجزائر تنفي الخبر وتؤكد على أهمية الحوالة والصك معا لم تتأخر مؤسسة بريد الجزائر في الرد على ما ورد من أخبار، حيث نفت أنها تنوي إلغاء نظام الحوالة البريدية وأوضح مصدر مؤكد من بريد الجزائر ل ''المساء'' أن الحوالة البريدية ستبقى وسيلة عمل دائمة للمؤسسة ولا يمكن إلغاؤها وأن الخبر الذي تردد مؤخرا لا أساس له من الصحة، إلا أن مصالح بريد الجزائر -كما يضيف ذات المصدر - تعمل حاليا وفي إطار التحديث والعمل على تسهيل مهمة السحب لزبائنها، تقوم بتشجيع المواطنين ومن بينهم المتقاعدين على فتح حسابات جارية الأمر الذي سيسهل لهم أكثر أي عملية سحب، دفع أوتمويل حساب بريدي جار يقومون بها. وأكد نفس المصدر أن على غرار الحوالة التي تعتبر من بين أهم وسائل التداول تعمل المؤسسة على التخلص نهائيا من مشكل تأخر الصكوك البريدية ويكون ذلك من خلال اقتناء 06 آلات ذات تكنولوجية متطورة تمكن من تسليم الصك لصاحبه في ظرف لا يتعدى أسبوعا. كما تم اقتناء في نفس الإطار 06 أجهزة كبيرة الحجم مزودة بأحدث تكنولوجيات الإعلام والاتصال. وستشرع هذه الأجهزة التي تم وضعها على مستوى مركز درارية في نسخ الملايين من الصكوك البريدية في ظرف قياسي، وهو الأمر الذي يمّكن المواطن من استخراج صكه في ظرف يقل عن أسبوع من تاريخ إيداع طلبه مما سينهي مشكل تعطل الحصول على الصكوك التي لطالما تسببت في تأخر تجميد عدد من الزبائن لحساباتهم. وهي المجهودات التي ستدفع بالعديد ممن ليس لهم حسابات للإسراع إلى فتحها، من بينهم المتقاعدون الذين ستجنبهم هذه العملية مستقبلا الكثير من الصعوبات ومنها إلزامية سحب المنحة كلية والحضور شخصيا للسحب وغيرها. وذكر المصدر أهمية البطاقة المغناطيسية التي سلم منها بريد الجزائر خلال سنة 2010 ما يقدر ب6,4 ملايين بطاقة، فيما سيتم العمل على توزيع أزيد من مليون و200 ألف بطاقة قريبا وهي الوسيلة التي استحبها مشتركو بريد الجزائر إلا أنهم يعيبون على عدم اشتغال آلات السحب الآلي في معظم الأوقات بسبب الأعطال التي تصيبها بصفة متكررة.