ولأنّ المساحة ضيّقة ولا تمكّننا من تشريح أزمة بعض الأندية الكبيرة عندنا فقد نكتفي في هذه العجالة بالاشارة الى واقع أكبرهذه الأندية وأعني به مولودية الجزائر الذي يتأهب هذه الأيام لإحياء ذكرى تأسيسه ال87 التي تتزامن سنويا مع ذكرى المولد النبوي الشريف، فهذا الفريق الكبير بنتائجه وتاريخه وجماهيره يضيق به الحال مثلما ضاق بنا هذا الحيز، كيف لا وهو الذي اصبح رقما مكملا لتركيبة البطولة الوطنية في قسمها الأول فماذا يحدث وماهو العلاج ولماذا السقوط في هذه الدوامة التي دوخت كل من يهتم بالشأن الكروي عندنا· وبصدق أقول أن العميد الكبير بسجله وتاريخه وجماهيره لا يستحق هذه البهدلة او الورطة بعد أن اصبح قاب قوسين أو أدنى من السقوط يلعب بدون روح ويدار بعقلية تجار الشنطة في الأسواق الفوضوية وبصدق أقول أيضا أن الذين اوصلوه الى هذا الوضع المؤسف هم من يتصارعون على ادارته وهم ايضا كل الذين لعبوا له وفشلوا في الحفاظ على صورته الجميلة في العشريتين الأخيرتين· لقد زج كل هؤلاء وهذه كلمة نقولها للتاريخ، بعميد الأندية الجزائرية في دوامة من المشاكل فتتقاذفه عواصف الفوضى والعشوائية التي أطاحت به في أكثر من واقعة والدليل ان ترتيبه الحالي يعكس كل المخاض الذي يعيشه ويعايشه يوميا، ادارة تعددت رؤوسها، وتشكيلة ابتدائية المستوى ونجوم بلا نجومية ومدربون بالشكارة الواحد تلو الآخر وكأن العميد تحوّل إلى روضة يتعلّم فيها الجميع أبجديات التسيّير واللعب والتدريب· إن قراءة بسيطة لواقع نتائج هذا الفريق في هذا الظرف بالذات قد تجعلنا نجزم كبقية المواكبين لمسيرة المولودية بأن السقوط قد أضحى حتمية الا اذا حدثت معجزة قد تقود لإحتمالات أخرى ستجنب هذا الفريق كارثة الهبطة وحتى اذا حدثت هذه المعجزة فهل يجب القول ان الكابوس قد انتهى؟ ان مثل هذا الواقع كان لابد أن يحدث ثورة شاملة في العقليات التي كانت تتهافت على الفريق الذي وعلى الرغم من تاريخه الحافل بالألقاب والنتائج الكبيرة في الكأس والبطولة والمشاركات الافريقية مازال الوحيد من الأندية العاصمية الذي لا يملك ملعبا وربما ايضا لايملك وصل اعتماد فمن يدري· ولا شك ان أي فريق في وضعية كهذه لا يمكنه بأي حال من الأحوال ان يصمد أكثر مما صمد العميد، ومن حسن الحظ ان المولودية لم تسقط بعد للعب في قسم المظاليم فهل يمكن فعلا القول ان الأزمة تلد الهمة او أن ما يحدث مجرّد سحابة صيف عابرة؟