تجمع صباح أمس، المئات من أعوان الحرس البلدي قدموا من مختلف ولايات الوطن، بساحة الشهداء بالعاصمة قبل التوجه نحو مقر المجلس الشعبي الوطني، حيث استجاب رئيس المجلس السيد عبد العزيز زياري لهتافات المحتجين وطلب ملاقاتهم والاستماع إلى انشغالاتهم، حيث تسلم بيانا يتضمن مطالبهم من بعض ممثليهم وقد جرت المسيرة في جو ساده الهدوء والتنظيم مما سمح للمشاركين ببلوغ مقر البرلمان. وقد رفع المشاركون شعارات يطالبون من خلالها السلطات العليا في البلاد بالإسراع إلى الاستجابة لمطالبهم وإنصافهم بعد سنوات قضوها في مكافحة الإرهاب والدفاع عن أمن البلاد وسلامتها. وترددت هتافات تنادي بحياة الجزائر منها ''وان تو ثري فيفا لالجيري'' و''الجزائر أولا، الجزائر ثانيا والجزائر أبدا''، فضلا عن هتافات أخرى تنادي بتدخل رئيس الجمهورية لحل مشاكلهم والتي يقولون فيها ''بوتفليقة هو الحل، بوتفليقة هو الحل''. وأمام المجلس الشعبي الوطني خرج بعض النواب للتحدث للجموع التي احتشدت بالمكان ليطلب منهم بعد أقل من ساعة من التجمع هناك تعيين 11 ممثلا عنهم ليستقبلهم رئيس البرلمان السيد عبد العزيز زياري الذي سلموه بيانا متضمنا مطالبهم، داعين إياه إلى إيصالها لرئيس الجمهورية. كما طالب هؤلاء بلقاء الوزير الأول أحمد أويحيى، مؤكدين أن مطلبهم هذا يأتي بعد أن باءت جميع المفاوضات مع وزارة الداخلية بالفشل. وتضمن نص البيان الموجه لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة جملة من المطالب التي أكد أصحابها أنها شرعية وعلى رأسها رفض قرار إعادة الانتشار الذي أرجعه البيان إلى عدة سلبيات لخصها في غياب النصوص التنظيمية التي تضمن الحقوق والواجبات، فضلا عن أن القرار لم يتضمن خيار التحويل إلى أسلاك الأمن والإدماج بالوظائف العامة وفق شروطها ورتبها. كما شكل ترسيم جهاز الحرس البلدي وسن قوانينه الأساسية أحد مطالب أعوان الحرس البلدي، فضلا عن منح التقاعد المسبق كحل أساسي في حالة حل سلك الحرس البلدي مع التعويضات المادية والمعنوية، تسوية المستحقات في كل الحالات، زيادة في الأجور بأثر رجعي بداية من سنة 2008 على غرار أسلاك الأمن الأخرى، منح منحة مكافحة الإرهاب المقدرة ب500 مليون سنتيم وبعض الامتيازات كحق السكن والعلاج كغيرهم من الأسلاك الأمنية ومنحة التقاعد المسبق المقدرة ب28 ألف دينار في حال حل الجهاز. للإشارة فإن تجمع سلك الحرس البلدي الذي يعتبر الأول منذ دخول قرار رفع حالة الطوارئ في البلاد حيز التنفيذ، جرى في ظروف عادية، حيث لم يسجل أي حادث يذكر ما عدا بعض حالات الإغماء الناجمة عن الاكتظاظ والتدافع في بعض الفترات.