أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري أول أمس، أن الجزائر وتركيا ترتبطان بتاريخ مشترك يحفز على المضي قدما في علاقات تعاون في شتى المجالات، مشيرا لدى استقباله رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني التركي الكبير السيد حسان مراد مركان والوفد المرافق له إلى أن التجربة الديمقراطية التركية ''لطالما استأثرت باهتمام العالم ولا سيما العالم الإسلامي''. وأبرز السيد زياري أنه بإمكان البلدين ''العمل على إعطاء الصورة الحقيقية عن الإسلام الذي يدعو إلى قيم التسامح والحداثة وإثبات أن المسلمين قادرون على ممارسة الديمقراطية بشكل صحيح حسبما أفاد به بيان للمجلس. وأضاف في هذا الشأن إن ''الإسلام هو الذي مكن الجزائريين من مقاومة الاستعمار وأن هذه القوة الإيمانية هي التي مكنته من الانتصار على أعتى القوى الاستعمارية''. من جانبه أكد السيد حسان مراد مركان أن شعبي البلدين ''تقاسما أربعة قرون من التاريخ المشترك كما تقاسما المعاناة في أصعب الظروف ولديهما من القواسم ما يمكنهما من المضي في علاقاتهما قدما''. وألح على دور البرلمانيين الجزائريين والأتراك في دفع حكومتي البلدين ''للارتقاء بالعلاقات الأخوية وصولا إلى علاقة شراكة استراتيجية على غرار تلك التي أبرمتها تركيا مع كل من روسيا وسوريا''. وفي هذا الصدد أبدى الطرفان استعدادهما للعمل على ''مضاعفة المبادلات التجارية خلال السنوات القادمة وكذا العمل على إنشاء منطقة للتبادل الحر''. وعبر الجانبان لدى تطرقهما إلى التطورات التي تعرفها المنطقة العربية عن ''تطابق وجهات النظر بخصوص حق الشعوب في اختيار النموذج السياسي الذي تريده بعيدا عن أي تدخلات أجنبية''. وأفاد السيد زياري في هذا الخصوص بأن ''الجزائر تبقى متمسكة بمبدأ ثابت هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول'' مؤكدا بأن ''الحراك السياسي والهبات الشعبية التي عرفتها بعض البلدان لا يمكنها إلا أن تساهم في تقدم هذه الأخيرة''. من جهته استقبل وزير السكن والعمران أول أمس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي، حيث شدد السيد نور الدين موسى ''على ضرورة تشجيع عمليات الشراكة بين المتعاملين بالبلدين من كلا الطرفين''. وحسب بيان لوزارة السكن فقد أعرب السيد موسى عن تطلعه لتكثيف مشاركة المؤسسات التركية في إنجاز برامج السكن والتجهيزات العمومية المقررة في الخماسي 2010-2014 مؤكدا إرادته في ''إشراك هذه المؤسسات بصفة أكثر من خلال الاستثمار في إنتاج مواد البناء الناجعة والاستعمال المكثف لليد العاملة المحلية''. كما حيا الوزير اهتمام البرلمانيين الأتراك المرافقين لرئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي بعلاقات التعاون بين البلدين في ميدان السكن والبناء. من جهته ذكر السيد مركان -يضيف البيان- ''بجودة علاقات الصداقة بين الشعبين وأعرب عن ارتياحه بخصوص العلاقات التجارية التي تربط البلدين في مختلف الميادين''.