بعد بداية متذبذبة، استعاد فريق مديوني وهران توازنه أداء ونتائج، وعاد ذلك الفريق الذي يأمله كل محبيه، الذين لا يزالون ينتظرون عودة ذوي الزي الأخضر والأسود ضمن كبار الكرة في بلادنا، وهم الذين زاحموهم يوما من أيام سنة 1963 لما شاركوا في الدورة النهائية لأول بطولة وطنية بعد الاستقلال. ذلك زمان ذهبي لفريق مديوني، لا يزال يفتخر به حي ''الغوالم ''، ويتمنى أن يتجدد هذا الموسم مع تشكيلة شابة وبمدرب شاب اسمه برايك عبد القادر، الذي كسب خبرة من تمرسه في فريق جمعية وهران لسنوات، ويبدو أنه جلب معه الوصفة الملائمة للفريق، ويؤكد هو بنفسه ذلك عندما رد على سؤال ل''المساء'' عن رأيه في مديوني بعد جولات من توليه زمام أموره : '' ما كان يهمنا في البداية هو بلوغ فريقنا مستوى معينا من التطور بغض النظر عن النتائج الفنية، التي كنا متأكدين من أنها ستأتي بعد ذلك، وما ساعدني كثيرا وشجعني على تصريحي هذا وفي عملي، هي الظروف المواتية التي متنت العلاقة بين مكونات الفريق من مسيرين ولاعبين وطاقم فني''. هزيمة معسكر صححت الطريق وبالعودة قليلا إلى الوراء، سنقف عند تلك الهزيمة القاسية التي تلقاه مديوني بمعسكر امام الغالي الرائد - الذي لا يزال كذلك - وبنتيجة ( 4/1) ، وهي الهزيمة التي كانت درسا للوهرانيين الذين وعوه وحفظوه جيدا حيث صححوا أخطاءهم، خاصة الدفاعية التي كانت ناتجة عن قلة في البديل الجيد على مستوى الخط الخلفي، وهو النقص الذي عالجه المدرب برايك بوضع الثقة في لاعبين شباب من صنف الأواسط، وعددهم ستة كانوا مفاجأة سارة للجميع، حيث وفقوا ليس في تنفيذ ما طلب منهم لسد هذا النقص، بل وزاحموا الأكابر على نيل مناصب أساسية، مما بث تنافسا شريفا بينهم، ما عاد بالنفع على التشكيلة بالفائدة الكبيرة في توالي النتائج الإيجابية آخرها الفوز الهام في الحناية أمام الشباب المحلي، وهذا ما أفرح المدرب برايك وجعله يقول : '' نحن راضون عن تشكيلتنا وترتيبها، الذي هو قابل للتحسن إذا ما توفر لاعبونا على مزيد من الوقت الذي قد يضمن لنا ترتيبا متقدما في نهاية المطاف''. هاجس المستحقات قد ينسف ما تحقق مزيد من الوقت ليس الوحيد الذي يحتاجه اللاعبون، بل وكذلك تلقيهم منحة الشطر الثاني واستعجالهم لذلك جعل أربعة منهم يقدمون على مقاطعة فريقهم وإحجامهم عن مشاركته مباراته في الحناية، ويتعلق الأمر بالأخوين مسلوك الجيلالي ونصر الدين، توة ومزيان، ولم تجد الإدارة من وسيلة سوى مطالبة اللاعبين بمزيد من الصبر حتى يضخ العون المالي من السلطات لكي تسدد لهم مستحقاتهم. العودة صعبة والكل فيها مرشح هذا الترتيب المتقدم الذي يتمنى المدرب برايك بلوغه، يحدده في مرتبة ضمن الخمسة الأوائل، وهي رؤية منطقية لخشيته من انعكاسات سلبية إذا ما مس الاحتجاج على المستحقات كامل التشكيلة، ولصعوبة مرحلة العودة التي يكون فيها الجميع مرشحا حسبه، لكن بأفضلية لأربعة أندية، يراها تتوفر على نفس طويل في التنافس على اللقب إلى غاية الدقائق الأخيرة من البطولة، وهي غالي معسكر، مشعل سيدي الشحمي، وشباب الأمير عبد القادر وشباب سيق ومديوني طبعا.