اكتست مكتبة ديدوش مراد مؤخرا حلة جميلة احتفالا بعيد المعاقين حيث خصّهم الطاقم النشيط للمكتبة ببرنامج ثري ومتنوع كانت فيه الأغاني والأناشيد والهدايا حاضرة بقوة لإبهاج الأطفال المعاقين وللتأكيد على أنهم لا يختلفون عن غيرهم. كما استمتع الأولياء بسويعات من الفرح كانت كافية للتخفيف من المعاناة التي يعيشونها يوما في سبيل تامين متطلبات أبنائهم. في جو مفعم بالحيوية والنشاط قاسمت شمس ونزهة وفاطمة ونوال ودلال مربيات مكتبة ديدوش مراد الأطفال المعاقين فرحتهم بعيدهم الوطني، حيث رقصوا وغنوا محاولين إسعاد الأطفال بتسخير كل ما تتوفر عليه المكتبة من امكانيات لجعل هؤلاء الأطفال يضحكون ويمرحون. ولأن المهرج لا غنى عنه في مثل هذه النشاطات أبى القائمون على المكتبة إلا أن تجعلوا منه عنصر المفاجأة. وعلى هامش الحفل دردشت ''المساء'' مع الآنسة نادية المكلفة بتسيير شؤون المكتبة التي قالت ''تحاول مؤسسة فنون وثقافة ورئيسة تنسيقية الميدياتيك في كل مرةخلق برامج ترفيهية تثقيفية وتربوية لجميع الأطفال بما في ذلك الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن أجل التوسيع من نشاط المكتبة نحاول كمشرفين عليها توسيع نشاطنا من خلال العمل مع بعض الجمعيات خاصة تلك التي تعنى بانشغالات الأطفال، وهدفنا من وراء ذلك تمكين أكبر عدد من الأطفال للاستفادة مما تتوفر عليه المكتبة من أنشطة وبرامج، كما أننا من خلال نشاطنا نشارك الأولياء في حمل عبء أبنائهم المعاقين بسب الصعوبات التي يعانيها الأولياء للتكفل بهم. وتضيف'' بحكم أننا على علم بأن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم العديد من النشاطات يقومون بها كالدراسة والسباحة والموسيقى والمراكز الطبية خصصنا لهم الفترة الصباحية ليقصدوا المكتبة بغية الالتحاق بالمربيات اللواتي يجتهدن لتمكين هذه الفئة من تعلم بعض الأنشطة كالتعرف على الأشكال والقيام ببعض الأشغال اليدوية وانجاز بعض الأعمال وحتى لا يمل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يتم التنويع في الأنشطة فندرج ورشة الحكاية التي نحاول من خلالها جلب انتباه الطفل واهتمامه''، وبمبادرة من مربيات المكتبة خصّ أطفال مكتبة ديدوش مراد الأطفال المعاقين بهدايا من إعدادهم بمناسبة عيدهم الوطني من أجل خلق جو من الانسجام بينهم وبعث الشعور لدى الأطفال المعاقين بأنهم كغيرهم من أقرانهم. ولأن الأولياء كانوا حاضرين رفقة أبنائهم للاستمتاع بما أعدته المكتبة من أنشطة اغتنمت ''المساء'' الفرصة للاقتراب من بعضهم ومعرفة آرائهم حول أهمية مثل هذه المبادرات بالنسبة لفئة تحتاج الى معاملة وعناية خاصة فكانت البداية مع السيدة حباش والدة الطفلة ياسمين البالغة من العمر 13 سنة التي قالت ان مثل هذه المبادرات ضرورة للأطفال المعاقين ولأوليائهم لأنها من جهة تبعث الاحساس بداخل الأطفال أنهم كغيرهم وبإمكانهم أن يقوموا بجميع الأعمال التي يقوم بها الأطفال الأسوياء، ومن جهة ثانية تسهم في التخفيف من المعاناة اليومية التي نعيشها كأولياء كما أنها تجعلنا نشعر بأن هنالك من يشعر ويحس بنا. وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند السيدة فاطمة الزهراء شقروني أنهكها التعب ونال منها شقاء التنقل اليومي من برج الكيفان الى العاصمة لتمكين ابنها من الدراسة وممارسة بعض الأنشطة التي لا تتوفر إلا بالعاصمة وتقول ''نسعد كثيرا بمثل هذه المبادرات لأنها تجعلنا ننسى همومنا فلا يخفى عليكم أن التكفل بطفل مصاب بمرض التريزوميا منذ الولادة ليس بالامر اليسير لذا عندما نسمع بوجود مثل هذه الأنشطة نستغل الفرصة للحضور لأنها بالنسبة لنا فضاءات نهرب من خلالها من واقع روتيني صعب ونحاول أن نفرح ونستمتع بكل ما يقدم لأبنائنا''. ومن جهت تقول أخت نسيم عن هذه المبادرة ''آتي يوميا من ولاية تيبازة رفقة أخي الذي يعد عضوا بمكتبة ديدوش أين تعلم العديد من الأنشطة التي تبذل المنشطات على غرار دلال وشمس، جهدا كبيرا لتلقين الأطفال بعض الأنشطة اليدوية لذا أتمنى لو يتم التكثيف من هذه النشاطات على مدار السنة.