قدّمت الفرقة الأمريكية ''فورست نايشنز دانس كمباني'' عرضها الراقص والغنائي في قاعة ابن زيدون، سهرة أول أمس، حيث استمتع الجمهور برقصات متنوعة بداية برقصة الحرب ومرورا برقصات الديك والنسر والجاموس وغيرها ووصولا إلى رقصة الصداقة. وأدت الفرقة عشر رقصات جاءت كلها في قالب التعريف بالثقافة المحلية للهنود الحمر، وتخللتها مقاطع موسيقية من عزف فرناندو صاحب الروح الجميلة. وعرف بداية العرض تقديم أغنية العلم التي تؤديها الفرقة في العادة، احتراما للبلد المضيف، حيث تعالت صيحات عضوين من الفرقة والتي تمثل بدورها جزءا من ثقافة الهنود، كما رافقتها ضربات على الطبل، ومن ثم انفرد فرناندو بالعزف على الناي، حيث أدى مقطوعات ساحرة تؤدى عادة في الطقوس الاجتماعية والدينية، فأخذت هذه الموسيقى الجمهور إلى عالم حالم، حيث الطبيعة الخلابة والهدوء المريح. لتنطلق الفرقة في تقديم الرقصات الشعبية، فكانت رقصة الحرب التي عادة ما تكون بين القبائل المحاربة، وقدّم راقصان، رقصات محلية امتزجت بصيحاتهما المنذرة بقدوم حرب ضروس، أما الرقصة الموالية فكانت رقصة الديك، حيث قلّد فيها الراقص حركات الديك كالنقنقة والتحرك الدائري وهي التي تقدم عادة في مرحلة التزاوج. الرقصة الموالية هي رقصة رجل الجنوب التي تعرض احتراما للمحارب وأداها راقص بضرب قدميه على منصة القاعة، ليعود فرناندو بنايه، وعودة أخرى مع الموسيقى التي توصلنا بالطبيعة وتدفعنا إلى تخيل أنفسنا فوق السحاب وعلى قمم الجبال وكذا تحت سماء تغمرها الزرقة وفوق نهر، خريره يدغدغ الآذان. هيا من جديد إلى عالم الرقصات، وهذه المرة مع رقصة القوس والسهم وهي التي تؤديها في العادة قبائل مختلفة من أجل كسب الأحصنة والأماكن الصالحة للصيد وحتى من أجل الحصول على النساء، أدى هذه الرقصة عضوان من الفرقة فكانا يدوران حول نفسيهما وبين الحين والآخر يهجمان على بعضهما البعض بالعصي. وننتقل الآن إلى مجموعة من رقصات الفرقة والتي تعنى بالحيوانات: فهاهي رقصة الجاموس الحيوان المحبب للهنود الحمر، قدمها راقص وضع قرونا على رأسه وارتدى وبر الجاموس ولم ينكفئ في الدوران حاملا في يديه آلة إيقاعية، أما رقصة الغراب فهي تؤدى حسب تعريف قائد الفرقة ريتشارد دونايي، في الكثير من مناطق الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا. ويعود فرناندو إلى الجمهور مرة أخرى ولكن هذه المرة بصوته الشجيّ الساحر، لتأتي رقصة الثعبان التي شارك فيها ثلة من الجمهور وهي في العادة رقصة يشارك فيها أكثر من 400راقص، ومن ثم هناك رقصة النسر وهو الحيوان المقدس عند الهنود الحمر، وفي هذا السياق، وضع راقص جناحين من ريش النسر، وبدأ يحوم مثل هذا الطائر القارض. واختتمت الفرقة عرضها الراقص برقصة أخرى تقام بين القبائل ورقصة أخيرة بعنوان:''رقصة الصداقة'' التي شارك فيها من جديد عدد من الجمهور الذي أعجب بالعرض وصفق له كثيرا، بالمقابل، أحيت الفرقة عرضها الأول في سيدي فرج، كما ستنشط اليوم وغدا عرضين في تمنراست، وهذا في ثاني زيارة لها إلى الجزائر بعد مشاركتها في الطبعة الرابعة لمهرجان شعوب الصحراء بتيميون سنة .2009 للإشارة، تتكون فرقة ''فروست نايشنز دانس كومباني'' من 18عضوا، من هنود منطقتيّ نيومكسيكو وأريزونا، شارك أربعة أعضاء منها في العروض التي تقدم في الجزائر، والتي عرّفوا بها عن ثقافتهم وفنهم وحتى عن لباسهم المزركش والمتكون من وبر وجلد وريش الحيوانات.