رحلت عن الحياة يا علي وغادرتنا فجأة فكان فقدانك صعبا تقبله ولكن هل لنا أن نقف أمام مشيئة الله؟ علي يونسي، الرجل الحق، الشاب الصادق، الإنسان الخدوم، المخلوق المعطاء..... كل الصفات الحميدة تنطبق عليك بدون مبالغة، نعم لا تدخل هذه الكلمات في إطار تطبيق الحديث'' اذكروا محاسن موتاكم'' بل هي الحقيقة التي لا يمكن أن ينكرها احد. أجد صعوبة كبيرة في تخيّل الجريدة من دونك، كنت تأتي إلى مقر العمل في اغلب الأحيان عند منتصف النهار، كنت تصافح الجميع وعندما يحين دوري، تصافحني بقوة وتقول بصوت عال وابتسامة عريضة لا تغادر محياك: ''صحة لطيفة'' فأجيبك صحة علي واش راك..... هل حقا لن أراك ثانية يا علي؟ رحيلك يا علي فاجعة على محبيك وكم هم كثر، فهل حقا فقدناك إلى الأبد؟ لقد كنت من بين القلائل الذين أثق فيهم وأفضفض لهم عن حالي، وأنا على علم بمعزّتي عندك، نعم كنت ارتاح لك كثيرا، ابعد من ذلك فقد كنت منبهرة بطيبتك وهدوئك وكنت اسمع لنصائحك وأحاول أن أطبق إرشاداتك، فهل حقا لن نتحدث مجددا يا علي؟ المرة الأخيرة التي تحدثنا مطولا مع بعض كانت حينما عملت ليلا، تحدثنا عن مواضيع مختلفة وتقاسمنا أكلة البيتزا حتى انك أردت أن تشتري لي عشاء لأنني سأعمل في ساعة متأخرة من اليوم، فكم كنت طيبا يا علي وأنت تفكر في مصلحة الجميع... وكم صعب علي أن أتحدث عنك بصيغة الماضي. كنت تحب الفكاهة والضحك، فكنت أحب أن أرسل لك الإيميلات الطريفة بل أنني كنت استغل طيبتك وميلك للتندر، وكنت كلما مررت أمام مكتبك، أحرك كرسيك بقوة وأنت جالس فيه، ورغم ما قد يسببه تصرفي من إزعاج إلا انك كنت تنظر إلي وتبتسم مجددا وتقول لي: ''صحة لطيفة''. كنت قويا لا تستسلم أمام الصعاب، كنت هادئا لا تتأرجح بفعل العواصف، وكنت تملك شخصية متينة لا تغرّها المصالح الضيقة التي تجعل من البعض يتجاوز القيّم ويتحلى بالأنانية ويرتدي ثياب الضيم، كنت أنت بدون زيادة ونقصان فكم أنت عظيم يا علي. شعرت بحزن شديد عندما سمعت خبر وفاتك، تمنيت أنني في كابوس مرعب سأستيقظ منه، رجوت الله أن يكون ما سمعته إشاعة أو انك أصبت فقط جراء الحادث، ولكنني في الأخير، أذعنت لأمر الله وبكيتك صديقي، بكيت رحيلك أيّها الرجل الحقيقي. ومازلت أبكيك علي ومازلت اذكر مناقبك وفي هذا أتذكر قوتك وعدم استسلامك لمصاعب الحياة وظلم البشر، فأتسلح بالشجاعة، شجاعة أن نكون أنفسنا وكم هو صعب أن تحتفظ بمبادئك وتتمسك بكرامتك في هذا العالم المادي ولكنني أعود وأفكر فيك يا علي،أنت الذي كنت تحب الحياة وتعشق عملك وتساعد الغير بدون تردد، فأعد نفسي بعد أن أعدك أنني لن استسلم ولن أنساك أبدا وسأدعو لك بالرحمة ما حييت، وسآمل أن نلتقي يوما ما عند خالقنا في جنة النعيم حيث تسكن الأرواح الصافية وتنعم بالخلود والراحة الأبدية.