الأنوار كانت تملأ الطرقات المظلمة، والألعاب النارية كانت تملأ السماء هنا في مونتريال، والجميع يحتفل بوداع عام بحلوه ومره، مضى العام وانتهى، لتبدأ حلة جديدة من عام جديد، لا يعرف أحد ماذا يخبئ بين ثناياه. عُدت إلى منزلي وكعادتي فتحت الكمبيوتر، وبدأت بقراءة الأخبار في عالمنا العربي. وفجأة، وقع نظري على خبر في جريدة ''القدس العربي'' مُوقع باسم مراسلها بالجزائر ''رحيل رئيس تحرير الخبر''.. لم أصدق عيني ما قرأت، فحاولت أن أجمع لمام نفسي وأبحث أكثر عن صدقية هذا الخبر، فربما تكون ''كذبة أبريل'' أو ''سمكة أفريل'' كما يقولون، ولكن لسنا في أفريل! في هذا العالم كل شيء ممكن، خاصة هنا في مونتريال، حيث البرد القارس، والوحدة القاتلة في بيوت خشبية بُنيت من أجل حماية أهل هذه الأرض من البرد، وطقس مونتريال مليء بالمفاجآت غير السارة، فنبدأ صباحنا بسقوط الثلج، لننهيه بسقوط المطر.. كل شيء يأتي من السماء هو خارج المألوف وعن إرادتنا، ولكن، ماذا عسانا نفعل سوى تقبل ما يأتي به القدر إلينا. فتحت موقع ''الخبر'' على الأنترنت، ففاجأتني صورة رئيس التحرير عثمان سناجقي، ونعي من أسرة ''الخبر''.. كان صدمة لا تُصدق، فأنا أعرفه بصحة جيدة، وعلى خير ما يرام، وهو عادة لا يتحدث كثيرا، يفضل الصمت والعمل، على الصراخ والركود، ودائما البناء يتم في صمت، والتخريب هو الوحيد الذي نسمع دويه بشدة. بدأت بالبحث في الأجندة عن أرقام هواتف لأتصل بأصدقائي، ونجحت بالاتصال بالزميل محمد بغالي، الذي كان غائبا عن منزله. وأخيرا، بعد محاولات لا تُحصى، وجدت الزميل مسعود الذي أخبرني أن صديقنا الراحل كان يعاني من مرض مزمن، وقد قضى عدة أيام في المستشفى، حيث لم يكن هناك في الإمكان فعل شيء، وقام الزميل مشكورا بإرسال أرقام هواتف بعض الزملاء عبر إيميل مليء بالكلمات الطيبة. لم أكد أتلقى الأرقام الهاتفية حتى اتصلت بالرئيس المدير العام السابق لجريدة ''الخبر'' علي جري، ولكنه لم يكن موجودا في تلك اللحظة، ولم يمض وقت طويل إلا وتلقيت منه اتصالا، لقد صرخ: ''عثمان عمره 51 عاما، تصور؟''. ربما لم يجد الشيء الكثير ليقوله، سوى أنه مصدوم لرحيله، كان متأثرا جدا، وكانت المكالمة عن ضرورة تجاوز المحنة والصبر وتقبل ما تأتي به السماء.. اتصالي الثاني كان مع السيد مدير التحرير كمال جوزي، وهو الصديق اللصيق بالراحل. كانت تبدو عليه الصدمة أكثر من أي شخص آخر، قال لي: ''لقد عانى عثمان من مرض نادر في الرئتين، وتعايش معه.. لكنه انهزم في معركته الأخيرة''. كمال جوزي وعثمان سناجقي اللذان وقفا إلى جانبي عندما وصلت إلى جريدة ''الخبر'' في عام .2004 لقد سانداني بقوة، ومنحتهم وقتها كل ما أملك، فلا يُقابل الإحسان إلا بالإحسان.. كان يجلس عثمان في قاعة التحرير أثناء اجتماعاتنا اليومية، وكانت لديه ''عادة'' أن يلعب بشاربه طول الوقت، لكي يُؤكد لمحدثه أنه يستمع جيدا له، كانت قاعة التحرير صامتة بوجوده، فهو يرتادها منذ أن تأسس هذا الصرح، وعمل فيه وساهم في بنائه بكل قوة وبصمت، صحفيا ومسؤولا ورئيس تحرير.. يأتي باكرا.. وعندما يرحل في المساء، لا يشعر به أحد، لأنه يبقى متواجدا بين الصحفيين وقاعة التركيب، روحه هي التي تبقى بين الجميع. في رمضان، يكون دائما كالجميع، تعبا ومرهقا. وعندما يقترب وقت الآذان، تبدأ أساريره بالانفراج، فبعد قليل، سنفطر، وينتهي يوم من رمضان. كنا نذهب بسيارته الجديدة لشراء بعض قلب اللوز، كان يدفع دائما ويرفض أن يأخذ ما دفع، إنه الكريم الذي لا يُشق له غبار. في أحد الأيام.. كان أحد الصحفيين يعاني من أزمة مالية شديدة، وهذا الزميل الصحفي لا يعمل في ''الخبر''. أخبرت عثمان بالموضوع، في اليوم التالي، أعطاني ظرفا فيه مبلغ من المال، وقال لي: ''أعط هذا المبلغ لفلان''. سألته كم يوجد في الظرف؟ قال لي: ''ليس مهما، أعطه فقط لصاحبه''. وفعلا، كان عليّ أن أقوم بإيصال هذه الأمانة. كانت أيامنا في ''الخبر'' مليئة بالمفاجآت. ففي يوم، جاءني الزميل كمال بوطارن وأخبرني أن والد عثمان قد توفي، وعلينا ان نذهب للتعزية.. لم أكن أعرف أين تسكن عائلة عثمان، وذهبنا إلى خميس الخشنة.. كان صلبا كعادته، يلعب بشاربه في صمت. في يوم آخر.. اجتمعنا من أجل تهنئة زميل لنا بقدوم مولود جديد، وكالعادة، نذهب جميعا، نفرح معا ونحزن معا، إلا هذه المرة، فقد رحل عثمان وحيدا، وتركنا وحيدين مع حزننا وألمنا لفراقه.
عثمان رحل الرجل الذي لم يقل لي لا استيقظت متأخرا صباح ذلك الخميس المشؤوم. أعاني منذ فترة من نوبات أرق شبه يومية لا أعرف لها سببا. أستيقظ بين الثالثة والرابعة فجرا ولا أعود للنوم إلا في حوالي السادسة. كان ذلك حالي يوم الخميس 30 ديسمبر. ما أن فتحت هاتفي الخلوي ذلك الصباح حتى باغتتني رسالة نصية كانت قد بُعثت قبل نحو ساعة وظلت تنتظرني. المرسل: كمال زايت. النص: عثمان سناجقي في ذمة الله. لا تنتظر مني مراسلة اليوم. قرأت ثم أعدت القراءة ثانية وثالثة. كنت أصارع للتغلب على ذهول أصابني. حاولت التأكد من اسم المرسل ومن اسم سناجقي في النص. ثم اجتهدت لربط علاقة بين الاثنين كأنني أبحث عن خطأ في الأمر. فعلا، هو كمال زايت وهو عثمان سناجقي. بعد حوالي نصف الساعة رنّ الهاتف. شقيقي حميد ينقل لي الخبر في صيغة سؤال: سمعت بعثمان سناجقي؟ قلت نعم سمعت. ثم انتهى الكلام بيننا فأنهينا المكالمة. بعد ثلاثة أرباع الساعة تصلني رسالة نصية الى جوّالي. المرسل: خضير بوقايلة من الدوحة. النص (بالفرنسية): عثمان سناجقي دايم ربي.. علمتها الآن. قبيل منتصف النهار يرن الهاتف من جديد. من الجزائر هذه المرة أيضا. في الطرف الآخر من الخط شقيقي الآخر، ياسين: اسمع، سمعت بعثمان سناجقي؟ قلت نعم. قال: أنا الآن في السيارة وعلمت بالأمر من نشرة الأخبار بالإذاعة. قلت ان لديّ علم بالموضوع، لكن لا تفاصيل عندي وإن كنت أتوقع أنها أزمة صحية تغلبت عليه. أوشكت على غلق جوّالي خشية المزيد من المتصلين. تخيّلت نفسي مثل ملاكم محاصر في زاوية الحلبة يتلقى ضربة تلو الأخرى من خصم لا يرحم بينما يعدّ الجمهور الثواني لانهياره. شعرت بحزن عميق لم أشعر بمثله منذ بلغني خبر اغتيال عمر أورتيلان في أكتوبر 1995 وأنا في لندن. عندما تكون بعيدا تتضاعف آلامك، وتختلط بداخلك المشاعر. وفوق الحزن أو الصدمة، هناك نوع من الشعور بالذنب أو التقصير ينتابك. عن خطأ أو صواب، لا يهم. هي حالة انسانية وكفى. أول ما خطر بذهني بعد خروجي من الذهول أن رحل الرجل الذي لم يقل لي لا أبدا. لم أر عثمان منذ آخر أسبوع من شهر ديسمبر .2007 أذكر أدق تفاصيل ذلك اللقاء. كان لقاؤنا سيتكرر الصيف الماضي، لكنه لم يحدث. زرت الجزائر في إجازة سنوية مرهقا جسديا وذهنيا، فقررت أن أعتكف بعيدا عن الصحافة والسياسة وأصحابهما. خشيت أن أدخل دار الصحافة فأغرق في حديث عن أوضاع مهنة أتعبت الجميع وأتعبها الجميع. عندما اقترح كمال زايت أن نتعشى معا ذات مساء، قلت له: خذني أرى عثمان سناجقي. لم تكن بحوزتي سيارة وكان يرعبني التنقل في العاصمة تحت الشمس الحارقة ووسط الرطوبة القاتلة. من بين عشرات الأصدقاء والزملاء.. عابد شارف، محمد بوازدية، عمر كحول، كمال جوزي، محمد علواش، علي بومولة، حدة حزام، مولود مرشدي، فيصل مطاوي، سليمان حميش.. والقائمة الطويلة، شعرت برغبة وحاجة للقاء عثمان دون غيره. قال كمال: نزور عثمان في مكتبه ثم نذهب للعشاء في مكان ما. قلت: نتعشى كلنا معا. ثم نبهني كمال بالقول: فقط إذا رأيته تجنب أن تحدّثه عن صحته والمرض لأنه على ما يبدو يعاني من بعض المتاعب الصحية. لم يُكتب لنا اللقاء لأننا لم نتفق على موعد يناسب ظروفنا جميعا. انتهت الإجازة وعدت الى لندن وبداخلي نوع من الندم لأن التقصير كان مني أولا وربما من كمال ثانيا لأنه لم يلح عليّ. لن أزعم أن عثمان ظل ذلك الصديق الحميم، بسبب سنوات الغربة والبعد. البعيد عن العين بعيد عن القلب، كما يقولون. ورحيلي الى لندن أبعدني عن عينه وأبعده عن عيني. لكن صورة ذلكم الرجل الشهم الصلب بقيت عالقة في ذهني لن تنمحي أبدا. يكفي أنه من صنف الصديق الذي ترتاح وأنت تعرف أنه موجود هناك، إذا احتجت له لن يخذلك. ما يحشّمكش! ولن يُشعرك أبدا بفضل عليك. وإذا لم تحتج له فقد لا يحتاج لك أبدا، ولن يزعجك. في 2008 قلت له لديّ ابن أختي يحتاج الى تدريب على فنون التركيب الصحافي والديزاين وغيره، هل تستطيع مساعدته؟ قال بدون تردد: قللّو يجي! حاولت أن أشرح له بعض التفاصيل فقاطعني: راني نقولك قللّو يجي وقصّ عليّ. بعدها بزمن قصير عدت إليه: قلت عيد ميلاد ابني اقترب وأريد نشر صورته بجريدتكم، هل تنشرها. شعرت به يبتسم في الهاتف، فقال: ابعثها. حاولت أن أشرح له واشكره، فقاطعني: راني نقولك ابعثها وخلاص. كان يعرف أنها قضايا دنيوية تافهة. وكنت ''صامط'' أكثر من اللازم أستغل طيبته الى أبعد الحدود. سألني في لقائنا الأخير عام 2007 واش يا ''ليميغري'' متى ستعود (للجزائر)؟ قلت مازحا: لن أعود إلا واليا على العاصمة وبومرداس وتيبازة مجتمعة.. مثل الملك الفاروق، ملك مصر والسودان. أعجبته العبارة. ثم شد شنبه بيُمناه كعادته، وقال: ريّح وين راك خيرلك! كان هو من ألح عليّ لأكون مراسلا ل''الخبر'' من لندن في النصف الثاني من التسعينات. وعندما ألحّ عليّ لمعاودة التجربة لاحقا، كنت أقول له ''أنت آخر الواقفين وآخر من يتحملني. ولأنني لا أريد أن أخسرك، فلن أوافق على طلبك''. يضحك ويعيد الكرة الى ملعبي: لافوت نتاعك.. واش نديرلك إذا راسك يابس! عرفت عثمان في منتصف سنة .1989 كنت صحافيا مبتدئا في جريدة ''المساء'' وكان هو محرر صفحة البريد بجريدة الشعب. أول مرة لمحته كان شبه مختف خلف كومة من رسائل القراء بقاعة في الطابق الأول من 123 شارع طرابلس حسين داي. تطورت صداقتنا فأصبحنا نترافق كل مساء في العودة الى بيوتنا في سيارة عمر كحول، تلك ''الفيات الباندا'' الحمراء التي كنت أسميها علبة الكبريت. كان عثمان يفضل الجلوس في الخلف، حجته أنه قصير يستوعبه ضيق المقعد الخلفي وأنا طويل لا مكان لي غير المقعد الأمامي. عندما جاءت تجربة ''الخبر'' كنا نمضي ساعات نتجادل في احتمالات نجاحها وفشلها. كان النقاش يحتدم بيني وكحول، بينما يفضل هو التزام صمت محيّر أحيانا متكببا في كرسيه الخلفي، أو يلقي بعبارة تكون مثل وقود إضافي للنقاش ويصمت. مساء الأربعاء كنت بصدد كتابة تهنئة الكترونية بمناسبة السنة الميلادية الجديدة. بعد الانتهاء اخترت قائمة العناوين الى حيث سأرسلها فخرج بينها عنوان عثمان سناجقي. وبسبب انشغالي بالعمل ذلك المساء أجّلت إرسال التهنئة وغادرت المكتب. صباح الخميس نزل الخبر الحزين. مساء الخميس قررت ارسال التهنئة، وفي القلب ألم وفي الحلق غصّة. لم أستطع حذف اسمه من القائمة. كان قد وُريَ الثرى في تلك الأرض الدافئة. عثمان، أعدك بأنني في زيارتي المقبلة سأبذل قصارى جهدي لزيارتك حيث تنام. لن أخذلك هذه المرة يا طيب القلب. وداعا أيها الغالي. توفيق رباحي لندن فجر 31 ديسمبر 2010 لن ننساك أبدا نحن مدينون لثقتك بنا وحرصك على غوصنا في قلب الجزائر العميقة... لقد شقّ عليّ في عديد المرّات أن أكتب عنك، لأنّي صدمت منذ لحظة سماعي نبأ التحاقك بالرّفيق الأعلى، ولازلت في غمرة المصاب الذي أراه مصابا ألمّ بعائلتي وأسرتي، مثلما ألمّ بعائلتك الكريمة وأسرة ''الخبر''. ما عساني أقول أستاذي وأخي الكريم الراحل ''عثمان''، وقد كان آخر حديثي إليك انتظارا لم ترفع سماعة الهاتف خلاله، على عادتك، حين علمت من أخي الفاضل ''رابح خليفي''، بأنّك تصارع المرض الذي حال بيننا، ليعلن خطف روحك إلى الأبد . كم كنت تشجعني ذات صائفة من سنة ,2003 بالتوغل في قلب الجزائر العميقة، ونقل معاناة المواطنين داخل المداشر والقرى والأرياف، من خلال تلك ''الربورتاجات'' الميدانية التي أنجزتها بتشجيع منك حول واقع حياة المواطنين في الريف القالمي. أذكر يا ''عثمان'' بأنّك الأستاذ الذي علّمني كيف (أعصر) العمل الصحفي، وكيف استقصي معلوماته حين ذكرت لي ذات مرّة وأنت تستقصي معي أحداثا اندلعت بين طلبة جامعة 08 ماي ,45 حيث قلت لي وبالحرف الواحد: ''علينا أن لا نظلم أحدا وأن نعطي جميع الأطراف حقها...'' لقد تعلّمنا منك الكثير في التنوع في المعالجة، وفي الاكتفاء بنقل الحقائق الخبرية، بعيدا عن التعليق وإبداء الرّأي، وهي ميزة العمل الصحفي التي أقرّ بها العديد من قرّاء ''الخبر''، وشجعتنا على المضي في الاستقصاء والمعاينة الميدانية لجمع الكمّ من الحقائق والمعلومات الذي يفي بتحرير المقال قبل نشره. أذكر يا ''عثمان'' حين اتصلت بي طالبا إنجاز حوار مع المؤرّخ ''بن جامين ستورا''، وأشغال الملتقى الدولي حول مجازر08 ماي 1945 اختتمت، والأستاذ المؤرّخ في الطريق إلى مغادرة الوطن، لتقول لي: ''أنحب حوار مع هذه الشخصية، دبّر راسك...'' وحينها رحت أتدبّر الطريقة التي أنجز بها العمل الذي كلّفتني به، حيث استشطت يمينا وشمالا ، إلى أن ضبطت الموعد معه وحاورته ووافيتك بالعمل. نحن جيل مدين لك ولثقتك بنا، لذا قبلنا العزاء من عشرات القراء الأوفياء في فقدك، لأنّك لست رئيس تحرير جريدتنا فحسب، بل أخا وصديقا وقريبا، ملتاعون في فقده، مضرمون في الحزن عن أفوله. لتنم قريرالعين يا ''عثمان''، فالجزائر العميقة الأمانة التي نظل أوفياء في رعايتها و''الخبر'' العنوان الذي نحرص دوما على الالتزام بتمثيله كسفراء عبر الولايات التي نتواجد بها . فالمة: مراسلكم إبراهيم غمري
التعيس يبكيك يا عثمان كان صباحا مشؤوما ذاك الخميس، لاحت بوادره قبيل الفجر بلحظات عندما وجدتني أصارع النوم، بل أطارده هروبا من كابوس ثقيل. وفي العادة، الكوابيس تفسر نفسها بنفسها، ودون انتظار، قلت محدثا نفسي ''اللهم اجعله خيرا''، ورحت أقصد بقال الحي إلى أن اعترضني زميل مهنة، كان دائما السباق إلى تحية الصباح.. هذه المرة سبقته على غير العادة، وبدل أن يرد عليّ التحية، نطق بصعوبة كبيرة.. عثمان، الله يرحمه.. في تلك اللحظات، عاد بي شريط الحياة إلى نحو خمس عشرة سنة مضت، عندما التقيت الفقيد عثمان سناجقي خلف مكتبه بمقر ''الخبر'' بدار الصحافة، ورحت أسلمه طلبا خطيا لاعتمادي مراسلا للجريدة من القاهرة. وقتها، كنت صحفيا مبتدئا، كثير الطموح وقليل الخبرة، وأذكر جيدا أن أول ما أوصاني به عثمان هو جملة مختصرة قال فيها ''حاول أن تكتب بالمختصر المفيد''. وعندما سألته عن معنى الوصية، قال لي: الصحفي الناجح هو من ينتقي كتاباته، أي يختار المواضيع المفيدة ويتحاشى الإنشاء. مرت الأيام وكنت أهاتفه من القاهرة كلما حانت الفرصة، وفي كل مرة، كان عثمان يكرر الوصية، وكعادته يختمها بالقول: ''اتكل على الله''. عندما عدت من القاهرة للاستقرار في الجزائر، وجدتني أكثر قربا من عثمان. طيلة سبع سنوات من العمل سويا، لم تكن يا عثمان بالنسبة لي رئيس تحرير فقط، كنت الأخ الأكبر ''رغم فارق السن القصير بيننا''، وكنت المعلم الذي استفدت منه كثيرا في مشواري المهني، وكنت المدرسة التي صقلت مواهب الكثير ممن مروا على بيت ''الخبر''. كنت أيضا الرقم السري في معادلة نجاح تجربة ''الخبر''، ليس لأن الآخرين أصغر شأنا منك أو أقل مثابرة وحبا لمدرسة ''الخبر''، ولكن لأن حكمتك في قيادة السفينة وتوجيهها كانت سببا في تكوين أسرة واحدة اسمها أسرة ''الخبر''. كنا شتاتا في الأفكار والإيديولوجيات، وحتى الانتماءات الحزبية، لكن حكمتك وخبرتك جعلت منا حزبا واحدا هو ''حزب الخبر''، وكنت أنا شخصيا أحيانا أناقشك في هذه العقيدة الإعلامية، فتستمع إلى هرائي حتى النهاية، ثم تبتسم ابتسامتك المعهودة وتقول لي عبارتك الشهيرة: ''روح شوف شغلك أيها التعيس''. نعم يا عثمان، اليوم فقط أدركت معنى كلمة ''التعيس'' التي كنت تطلقها عليّ، واليوم فقط اقتنعت أنك لم تكن مجرد رئيس تحرير في صحيفة كبيرة، وستظل كبيرة، وإنما كنت أبا روحيا للتعساء في ربوع وطننا الشاسع. عزاؤنا في فقدانك يا عثمان أنك تركت من بعدك من يواصل مسيرتك، ويحفظ ل''الخبر'' مكانتها، بل ويحفظ لمهنة الصحافة وجهها الناصع في زمن الشعوذة والدجل.. رحمة الله عليك يا عثمان، وإنا لله وإنا إليه راجعون. تلميذك: سعيد مقدم ابن ''كتامة''...رحلت عنا ولم يمهلك القدر قبل أيام رحلت عنا أستاذ عثمان إلى دار الخلود الأبدية، بعدما أصابك من مرض لم يمهلك توديع من تحبه من الأهل والأحباب، ولكن عزائي الوحيد أنك أوصيتني قبل أيام من المصيبة في مكتبك بمبنى جريدة ''الخبر''، لم يمهلك القدر لأن تقول كلمتك الأخيرة في حق نفسك وحق الذين أحببتهم وناضلت لأجلهم. غادرتنا أستاذ ''عثمان'' خالدا في دار لا رجعة منها، وتركت كل من يحبك يسترجع ذكريات ومواقف جمعتك بكل واحد منهم، يشهد لك كل من يذكرك بالرجولة والعزم والطيبة والتواضع، كيف لا وأنت سليل قبيلة ''كتامة'' الأحرار بالجزائر كما أخبرتني. كان أول لقاء جمعني بك، قبل سنة من يومنا هذا، بمكتبك مع السيد كمال جوزي، أذكر تلك اللحظات جيدا، كما كنت حازما كنت أخا أيضا وموجها وأستاذا، أثّر فيّ رحيلك كثيرا خاصة وأنك كنت تسألني باستمرار عن حال والدتي المريضة ولم تتردد في يوم من الأيام أن تطلب مني إدخالها إلى أرقى العيادات الطبية بالعاصمة على أن تتكفل ذلك من مالك الشخصي. رحلت عنا أستاذ وتركت الألم والحسرة على فراقك، كل من يحبك يقول لك نم قرير العين رحمك الله وجعل مثواك الجنة، ولا زالت نبرة صوتك تتردد في مسامعي قبل أن أغادر مكتبك قبل أيام من المصيبة، وأنت توصيني بعدم تصديق كل شيء يقال، أو أن يتخذني الغير طريقا لقاء مصالحهم على حساب عملي المهني. رحمك الله أستاذ ''عثمان'' تلميذك المفجوع ياسين.ب
تعازي ترئيس مجلس الأمة أرسل رئيس مجلس الأمة رسالة تعزية إلى أسرة ''الخبر''، جاء فيها: ''تلقينا ببالغ الأسى نبأ الفاجعة التي ألمت بأسرتكم وبأسرة جريدة الخبر على إثر فقدان الصحفي عثمان سناجقي، أحد الصحفيين البارزين الذين عرفوا بتعلقهم بالمهنة واحترافيته، يبرزها المستوى الذي بلغته جريدة الخبر التي أشرف بكفاءة على رئاسة تحريرها.. وإنني أمام هذا المصاب الأليم، أتوجه إلى العائلة الكريمة وإلى أسرة الخبر بأخلص التعازي وأصدق مشاعر التعاطف والمواساة، داعيا المولى عزّ وجلّ أن يلهم عائلته الكريمة وأسرة الخبر الصبر والسلوان، ويشمل الفقيد برحمته الواسعة ويتغمده في جناته، إنه سميع مجيب''. مدير ديوان رئاسة الجمهورية أرسل مدير الديوان رئيس الجمهورية السيد مولاي محمد قنديل تعزية ورد فيها: عز علي أن يفارقنا أخي وصديقي عثمان، ذلكم الرجل الجدير بأن نحزن لفراقه. كيف لا ونحن والأسرة الإعلامية الجزائرية نفقد فيه واحدا من خيرة أعضائها، الذين أخلصوا وتفانوا في النهوض على أحسن وجه بالرسالة الإعلامية الشريفة. ولما كان لابد من فقد وفاقد ولا مرد لقضاء الله، لا يسعني إلا أن أدعو نفسي وإياكم إلى التجمل بالصبر أمام هذا الرزء الأليم الذي أصابنا في هذا الأخ الأثير الجدير بجزعنا لفقده، وهو في عز عطائه وتألقه في أداء مهمته التي دأب فيها على خدمة بلاده، وساهم بها أيما إسهام في إعلام سمعة الإعلام الجزائري. لله ما أعطى ولله ما أخذ. أسأله تعالى أن ينزل فقيدنا منزلا مباركا، يرضاه في جنات النعيم. ولنتمسك بحبل الصبر فهو خير أنيس وخير معز وخير مواس. ''إنا لله وإنا إليه راجعون'' وزير الصيد البحري والموارد الصيدية أرسل وزير الصيد البحري والموارد الصيدية السيد عبد الله خنافو، رسالة تعزية ورد فيها: ''ببالغ الحزن والأسى وبتأثر عميق، تلقينا نبأ المغفور له عثمان سناجقي، رئيس تحرير يومية الخبر. وعلى إثر هذه الفاجعة الأليمة، لا يسعني إلا أن أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة إطارات مستخدمي وزارة الصيد البحري والموارد الصيدية ومهنيي القطاع بأخلص التعازي وجميل المواساة لعائلة المرحوم ولزملائه، وإلى كافة الأسرة الإعلامية، ولا يسعني في هذا الظرف العصيب إلا أن أطلب من المولى جلّت عظمته أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه''. الاتحاد الوطني للزوايا عزى رئيس الاتحاد الوطني للزوايا بمعية أعضاء المكتب الوطني وشيوخ الزوايا والطرق الصوفية بالجزائر أسرة الخبر وعائلة الفقيد، إثر هذا المصاب الجلل، داعين الله عزّ وجلّ أن ينعم عليه مع المنعمين عليهم، وأن يلهم أسرة الخبر وذويه جميل الصبر والرضا بقضاء المولى عزّ وجلّ، ممتثلين لحكمه ولا مفر من قضائه. شركة الطباعة بالجزائر أبرق الرئيس المدير العام وكافة إطارات وعمال شركة الطباعة بالجزائر رسالة يتقدم فيها بأصدق التعازي وأخلص عبارات المواساة إلى أسرة الفقيد وإلى الأسرة الإعلامية، راجين من الله عزّ وجلّ أن يتغمد الفقيد برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. الوالي المنتدب لبئر مراد رايس تقدم العفاني صالح، الوالي المنتدب لبئر مراد رايس بالعاصمة، بأخلص تعازيه القلبية في فقدان الابن البار لجريدة ''الخبر'' وأحد أعمدة الصحافة المكتوبة. ودعا أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، وأن يلهم ذويه وأفراد أسرة ''الخبر'' جميل الصبر والسلوان. الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان تلقى مناضلو الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة المغفور له بإذن الله رئيس تحرير الخبر عثمان سناجقي. وبهذا المصاب، يتقدمون لأسرته الصغيرة ولأسرة الجريدة بأخلص عبارات العزاء، راجين من المولى أن يرزق عائلته الصغيرة وأسرة ''الخبر'' الصبر والسلوان، وأن يتغمد المرحوم برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه. جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على إثر رحيل الصحفي المتميز الأستاذ عثمان سناجقي رئيس تحرير وعضو مجلس إدارة جريدة ''الخبر'' وأحد مؤسسيها. وبهذه المصاب الأليم، يتقدم سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأعضاء المكتب الوطني، والأستاذان عبد الحميد عبدوس ورشيد عبدوس، وأسرة البصائر، بأصدق التعازي إلى أسرة الفقيد وأسرة جريدة الخبر راجين من الله، أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يسكنه فسيح الجنان ويرزق ذويه جميل الصبر والسلوان وحسن العوض. إنا لله وإنا إليه راجعون الجاحظية لا نعرف أينا ينبغي أن يعزي الآخر في أخينا جميعا عثمان سناجقي رئيس تحرير ''الخبر'' وأحد فرسان إرساء أسس المجتمع التعددي، والكلمة الحرة الواعية. ولكن ها نحن نكتب لكم تعبيرا عن حزننا العميق بأفول هذا المصباح المنير، فلا مرد لقضاء الله. فصبرا على المصاب الذي سيظل منقوشا على ذاكرة أبرز معالم المسار الإعلامي في الجزائر. نطلب من الله عز وجل إلهام أهله الصبر والسلوان وإسكان الفقيد فسيح جنانه الى جانب المصلحين في الأرض. الأمين العام للإتحاد العام للطلبة الجزائريين أعرب الأمين العام للإتحاد العام للطلبة الجزائريين السيد منذر بودن، عن تأثره العميق لفقدان رئيس التحرير المرحوم عثمان سناجقي، وقال خلال زيارته لمقر الجريدة لتقديم التعازي في مصاب الجريدة، بأن طلبة مختلف الجامعات الجزائرية خسروا إعلاميا متميزا في الدفاع عن مصالح وحقوق عامة الجزائريين ومنهم الطلبة بوجه خاص، لكن الفضائل التي غرسها المرحوم في أجيال الصحفيين الذين تربوا على يديه عبر مسيرة ''الخبر'' الغنية والحافلة، هي عزاء كل المتألمين من المصيبة التي ليست مصيبة ''الخبر'' فقط، وإنما مصيبة عامة الجزائريين، لأن الشمعة التي انطفأت كانت تنير على الجميع وتخفف آلام الجميع. وزير الصناعة الأسبق عزى وزير الصناعة الأسبق السيد عبد السلام بوشوارب، جريدة ''الخبر'' في مصاب وفاة رئيس تحريرها الفقيد عثمان سناجقي. وقال السيد بوشوارب أن الخسارة ليست ل''الخبر'' فقط وليست خسارة الأسرة الإعلامية فقط، وإنما هي خسارة أحس بها عامة الجزائريين، لأن الفقيد كان منارة إعلامية استفاد منها المجتمع الجزائري برمته، ثم أضاف بأن عزاءنا الوحيد في هذا الظرف العصيب هو أن المنارة التي بناها المرحوم مع بقية زملائه ستبقى عالية وشامخة. الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مكتب الجزائر نعزيكم، نعزي أنفسنا، شعب الجزائر برحيل المناضل الشجاع عثمان سناجقي الذي عرفناه مثقفا حرا ورجل الدفاع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وعن فلسطين وشعبها. الرحيل حزين ورحيل كل مناضل حزنا على حزن الشعب والوطن، وجعا على وجع شعبنا تحت الاحتلال واستعمار الاستيطان. لعثمان سناجقي نقول رحلت ولم تكتحل قلوبنا وعيوننا بحرية واستقلال الوطن للشعب المعذب بالنكبة والشتات، النضال خيارنا الكبير، لانتزاع حقوقنا بتقرير المصير، دولة فلسطين المستقلة عاصمتها القدس العربية المحتلة بحدود حزيران/يونيو 7691، حل مأساة الشعب اللاجئ عملا بالقرار الأممي 491 في إطار سلام شامل متوازن تحت سقف قرارات الشرعية الدولية. سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالجزائر ''لقد تلقيت ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة السيد عثمان سناجقي رئيس تحرير جريدتكم الموقرة. وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم إليكم ببالغ المواساة ووافر العزاء لكم ولأسرة التحرير في مصابها الجلل راجيا لكم ولعائلة الفقيد الصبر والسلوان وله المغفرة والجنان''. مصلحة الإعلام بسفارة ألمانيابالجزائر ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة الأستاذ عثمان سناجقي. وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم كل أعضاء مصلحة الإعلام بالسفارة الألمانية الحاليون وحتى القدامى الذين سبق لهم التعامل مع المفقود، بتعازيهم الخالصة لعائلته وكل زملائه. تعاملنا مع الفقيد سناجقي جعلنا نحترم فيه قيمه الانسانية واحترافيته الكبيرة وحبه لعمله. قناة العربية مكتب الجزائر ببالغ الحزن والأسى وتأثر كبير تلقت أسرة مكتب قناة العربية في الجزائر، نبأ وفاة الأستاذ وفقيد الإعلام الجزائري عثمان سناجقي رئيس تحرير جريدة ''الخبر'' المحترمة. وبهذا المصاب الجلل يتقدم مدير مكتب العربية السيد احمد حرز الله وكل فريقه بأخلص التعازي لعائلة الفقيد وأسرته الإعلامية، راجين من المولى عز وجل أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعونوالي سكيكدة بمزيد من الحزن والأسى، تلقيت نبأ وفاة المغفور له إن شاء الله، المرحوم عثمان سناجقي. وبهذه المناسبة الأليمة، أتقدم باسمي الخاص وباسم إطارات وموظفي الولاية بالتعازي القلبية الخالصة ومواساتي الصادقة متضرعا للمولى عز وجل أن يغمره بلطف مغفرته. الهلال الأحمر الجزائري أبرق رئيس الهلال الأحمر الجزائري حاج حمو بن زقير رسالة تعزية ل''الخبر'' دعا فيها باسمه وباسم أعضاء المجلس الإداري للهلال، أن يتغمد روح عثمان سناجقي الطاهرة برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه. الاتحاد العام الطلابي الحر كما تلقى الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر مصطفى نواسة ببالغ الحزن، نبأ وفاة المغفور له عثمان سناجقي رئيس تحرير ''الخبر'' سائلا العلي القدير أن يتغمد روحه برحمته الواسعة وأن يسكنه في رحاب جنانه ويمن عليه بالرضا والرضوان وأن يلهم الجميع جميل الصبر والسلوان. رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية علمت بمزيد من الحسرة والأسى وفاة عثمان سناجقي، لقد عرفته منذ أن كان صحافيا في جريدة الشعب. هو من هؤلاء الشبان الذين وهبوا أنفسهم لخدمة اللغة العربية لغة البلاد والعباد، قضّى شبابه وهو يرعى الكتابة بالعربية. هو من هؤلاء الشبان الجزائريين الذين ناضلوا تحت راية العربية، وآلوا على أنفسهم ألا يخدموا غيرها، وتمكنوا من جعل الصحافة الوطنية تعبر بصدق عما تفرزه المدرسة الجزائرية التي تعتبر قلعة اللغة العربية عن جدارة، فأوجدوا صحافة بلغة البلاد والعباد تسحب بمئات الآلاف محققين بذلك أمنية شهداء ثورة أول نوفمبر الذين ضحوا من أجل الهوية الوطنية، ولا هوية وطنية بلا لغة وطنية سيدة في ربوع الجزائر.. البروفيسور عبد الرحمان مبتول تلقيت ببالغ الحزن و الأسى رحيل صديقنا الصحفي ورئيس تحرير يومية ''الخبر'' عثمان سناجقي الذي تعرفت عليه خلال الأيام الأولى من ميلاد الجريدة رفقة المرحوم عمر اورتيلان. لا يسعني في مثل هذه الأوقات العصيبة إلا أن أقدم باسمي وباسم الجمعية الجزائرية لتطوير اقتصاد السوق التي أترأسها، خالص التعازي لعائلة الفقيد عثمان وإلى طاقم تحرير الجريدة. إنا لله وإنا إليه راجعون