عرف جناح الحرفية نجاة بن مية بالصالون المقام احتفالا بيوم المرأة العالمي بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بداية الشهر الجاري، إقبالا ملحوظا من طرف الزائرين لكون الحرفية خرجت بحرفتها الخاصة بالزجاج عن المألوف، فلم تعرض أواني زجاجية ملونة أو أطقما للزجاج المعشّق، بل عرضت صالونات بأكملها وأطقم مرايا منقوشة من الزجاج نفسه على شكل فسيفساء.. أصبح الزجاج الملون أو المعشّق أو الفسيفسائي حاليا من أكثر المواد عصرية في المباني وفي الديكور، الزجاج كان يعتبر مجرد زخرفة لمدة طويلة من الزمن، وهو يخضع اليوم لخطوات أكثر ابتكاراً، وذلك باستغلال التقنيات الحديثة وتطور الفكر الإبداعي والهندسي للحرفيين أنفسهم، وهو ما حدث مع السيدة ''بن مية نجاة'' من حمام بوحجر بولاية عين تيموشنت (أم لستة أطفال) العصامية في الحرفة اليدوية، التي تعلمت فنون الخياطة التقليدية والفتلة والتعمير من أسرتها وهي بعد بنت 15 سنة، ثم اكتشفت ميولها لحرفة الزجاج بعدما زارت عدة معارض جهوية وأخرى وطنية خاصة بالحرفة اليدوية، ''وقفت على ديكورات روتينية ليس فيها أي إبداع أو تجديد.. تعلمت حرف النساء وبعدها اقتحمت عالم الصنعة اليدوية الرجالية''، تقول المتحدثة. عن الزجاج تقول الحرفية ل''المساء'' إن بريقه يخطف الأبصار أينما وجد، ولا يخلو منه منزل أو بيت، أشكاله وألوانه كثيرة ومتنوعة بتنوع خيال الإنسان، واستخداماته اليوم لا تحصى، إذ تمتد من الأدوات المنزلية البسيطة إلى قطع الديكور المميزة. ولأن خيالها الواسع مكنها من رسم تصاميم ''زجاجية'' فقد قررت أخيرا خوض غمار التجربة بأن التحقت بحرفي في الزجاج بمنطقة حمام بوحجر لتتعلم تقنية قص الزجاج التي من خصائصها الدقة في الحسابات الميليمترية بقطعة من الماس. إبداع السيدة بن مية نجاة في صناعة صالون بالزجاج جعلها تستوحي فكرة صناعته من تقنية فسيفساء دمشقية، ''رأيت أن السوريين يصنعون الصالونات بالخشب ويزينونها بالأصداف، أنا أخذت الفكرة واستبدلت الخشب بالزجاج والأصداف بتلوين مربعات الزجاج بألوان مختلفة''، وتضيف محدثتنا أن هذه الفكرة قيد التطوير داخل ورشتها في منزلها بحمام بوحجر، حيث أنها تقدمت لصندوق التأمين على البطالة طلبا للحصول على قرض وهي في أواخر مراحل الحصول عليه، وتتمنى تلقين هذه الحرفة لكل من يرغب في تعلمها كونها تقنية جديدة ولكل حرفي إمكانية تطويرها حسب إبداعاته. جناح السيدة بن مية شد انتباه الزوار بمعرض المرأة الحرفية والمبدعة، ونالت تشجيعات من طرف الكثيرين، منهم إطارات وزارية زارت المعرض وحتى أصحاب فنادق عرضوا عليهم التعاون في تزيين فنادقهم بقطع ''الصالونات الزجاجية'' التي أقل ما يمكن وصفها به أنها فعلا من إبداع حواء..