لأول مرة يحتضن المركز الثقافي عيسى مسعودي بحسين داي معرضا وطنيا للإنتاج الأسري، حيث فتح أبوابه للراغبين في اكتشاف خفايا إبداع الفكر واليد النسوية من 26 إلى 29 مارس الجاري، تحت إشراف جمعية الإرشاد والإصلاح.. لوحات، فخاريات وزجاجيات، أشغال حرفية عرضت على الطاولات وزرابي علقت على الجدران.. أعمال فنية تنشد الحفاظ على التراث وحماية البيئة... والإعجاب نال الكثيرين ممن زاروا المعرض. المعرض في طبعته الأولى، والذي افتتح بحضور ممثلة عن وزارة التضامن الوطني جمع منتجات وكذا عادات وتقاليد 24 ولاية من ولايات الوطن، حاملا شعار ''إبراز المنتوج المحلي حماية للتراث الوطني''. عضو المكتب الوطني لجمعية الإرشاد والإصلاح ورئيس اللجنة الوطنية للمؤسسات ''صالح بن قرون''، كشف أن المعرض هو تأهيل للصالونات الولائية التي دأبت جمعية الإرشاد والإصلاح على تنظيمها، واستغلال لورشات التمهين النسوية المختلفة بمؤسسات الجمعية لفتح الآفاق لكافة الحرفيين والمهتمين بحماية التراث الوطني، ملفتا إلى أنه الفضاء الأنسب لتبادل الخبرات بين الحرفيات. وتميزت التظاهرة ذات الطابع الوطني بطغيان منتجات العنصر النسوي مقارنة بالمنتجات الحرفية الرجالية التي تكاد تعد على الأصابع، وهو ما يعود إلى طبيعة المرأة التي تميل أكثر إلى الصناعات والحرف التقليدية والفنية، بحسب المصدر، تظاهرة المعرض الوطني الأول للإنتاج الأسري استقطبت الراغبين في الاطلاع على المنتجات المحلية، والتي تدخل حلبة المنافسة على مدار أربعة أيام، وفي هذا الصدد أشار السيد صالح بن قرون إلى أن اليوم الاختتامي محطة تكريم الفائزين الثلاث الأوائل في مسابقة أحسن عرض، فضلا عن توزيع شهادات شرفية على الحرفيين المشاركين في المعرض، وأشادت من جهتها السيدة ''فاطمة جومي''، وهي مديرة بوزارة التضامن الوطني والأسرة، بمستوى المنتجات المحلية المعروضة، والتي تعكس بتنوعها الثراء التراثي وتجمع بين طياتها تجارب عدة ولايات. وأضافت أن المنتجات الأسرية لا يجب أن تبقى في مرحلة التكوين، داعية الحرفيين إلى الاتصال بأجهزة الدولة على غرار وزارة التضامن الوطني والأسرة للتعريف بأنفسهم وطرح انشغالاتهم، وعن الفضاء الحرفي الذي أريد له أن يكون فرصة لتثمين الحرف والمهن واكتشاف المواهب جمعنا مجموعة من الانطباعات التي خطرت ببعض العارضين والزائرين للمعرض. ومن عنابة حضرت أستاذة الحلويات ''فوزية بن عيسى'' لتصرح: ''لا شك في أن هذه المبادرة التي كشفت الغطاء عن إبداعات المنخرطات والمتربصات بالجمعية، لفتة إيجابية لتشجيع الإنتاج الأسري، لكن للأسف ضيق الفضاء لم يسمح للعديد من الحرفيين بالمشاركة. عارضة من تيبازة مختصة في صناعة الألبسة التقليدية والطرز، وجدت في المعرض فرصة إيجابية لتسويق منتجات المرأة الماكثة بالبيت وكسب الزبائن. ووصفت مسؤولة ورشات الحلويات، الخياطة والتزيين بالورود والحلاقة ''سامية سعدون'' من (وهران) المبادرة بالممتازة كونها تشجع استمرارية المنتوج الأسري، داعية السلطات المعنية إلى النظر في مشكل التسويق الذي يعد أهم عقبة تعترض المرأة المنتجة. واقترحت المتحدثة تدعيم المرأة المنتجة من خلال استحداث غرفة للحرفيات لتشكل واسطة للتوجيه وتشجيع الإنتاج الأسري. وبالنسبة للحرفية ''الزاهي جمعة'' من ورقلة فإن المعرض فتح آفاقا للتعارف بين مختلف الحرفيين وتبادل الخبرات لتطوير المنتجات المحلية. ومن ضمن جمهور الزوار، أشارت ''فاطمة الزهراء'' من ولاية بومرداس إلى أن أجمل ما في المعرض أنه فتح لها المجال للاطلاع على عادات وتقاليد باقي الولايات التي كانت تجهلها.. وأضافت أنها أعجبت كثيرا بعادات وتقاليد ولاية بوسعادة. وجاء على لسان ''آمال'' طالبة بجامعة باب الزوار أن التظاهرة عنوان لتنوع إبداعات المرأة.. ''أبهرتني لمسات الفن التي تخرج من فكر المرأة، بل وجعلتني أحتقر نفسي، فالشهادة الجامعية برأيي لا تكفي، يجب تدعيمها بصنعة اليد. ومن أكثر ما نال إعجاب ''بسمة'' و''زكية''، شابتان من براقي، قطع الديكور والحلويات، خاصة حلويات ولاية المدية.. ''زيارتنا للمعرض تهدف أساسا إلى اكتشاف أسرار صناعة الحلويات وتعلم بعض الوصفات الجديدة، إضافة إلى التعرف على أنشطة الجمعيات-.