حذرت حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' أمس، إسرائيل من مغبة أي تصعيد جديد في قطاع غزة وهي التي كانت أعلنت قبل أسبوع عن تهدئة ميدانية وصفت بالهشة في ظل استمرار التوتر بينهما وبين حكومة الاحتلال. وجاء تحذير حركة حماس بعد استشهاد ثلاثة مقاومين فلسطينيين من كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح للحركة في غارة جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي ليلة الجمعة إلى السبت، ضد السيارة التي كانت تقلهم بالقرب من مدينة خان يونس جنوب القطاع، وتسببت أيضا في إصابة فلسطيني رابع. وأعلنت ''كتائب القسام'' في بيان مقتضب أمس، استشهاد قادتها الميدانيين وقالت أنها ''تزف شهداءها القادة الميدانيين إسماعيل لبد وعبد الله لبد ومحمد الداية الذين سقطوا في جريمة اغتيال صهيونية جبانة'' وأكدت أن ''جريمة الاغتيال تصعيد خطير والعدو يتحمل كافة النتائج التي ستترتب عليها''. يذكر أن إسماعيل لبد كان قد عمل حارسا شخصيا لقائد حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي الذي استشهد في قصف جوي عام 2004 بغزة. واقر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي وقوع الغارة وزعم أنها ''ضربة وقائية استهدفت ناشطين من حماس كانوا يعدون لهجمات ضد سياح إسرائيليين في صحراء سيناء بمناسبة عيد الفصح اليهودي المقبل''. وهي الذرائع التي رفضتها كتائب القسام التي أكدت أن ''الاحتلال يسوق الذرائع لتبرير الجريمة لكننا لن ننجر إلى الرد على هذه الدعاوى الصهيونية''. وتوعدت إسرائيل ''إذا كان العدو يريد اللعب بالنار فسيكتوي بلهيبها''. من جانبه طالب فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس في بيان أمس، الدول العربية والإسلامية ''باتخاذ مواقف وقرارات رادعة لهذا الاحتلال''. وقال إن ''الإدارة الأمريكية مطالبة بوقف كل أشكال الدعم المالي والعسكري لحكومة الاحتلال لأن هذا يعني دعما للإرهاب وقتل الفلسطينيين''. ويهدد القصف الإسرائيلي الهدنة الهشة التي أعلنت عنها حركة حماس نهاية الأسبوع الماضي وطالبت مختلف الفصائل في قطاع غزة باحترامها في مسعى لتفادي تقديم حجة جديدة لإسرائيل لشن عملية عسكرية ضد قطاع غزة كما حدث خلال حرب الثلاثة أسابيع نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 والتي أسفرت عن استشهد ما لا يقل عن 1400 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء. غير أن حكومة الاحتلال يبدو أنها تتعمد مواصلة مسلسل الاغتيالات في صفوف المقاومة الفلسطينية رغم التراجع النسبي لحالة التوتر خلال الأيام القليلة الماضية على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل بعد تصاعد بسبب الصواريخ التي أطلقت بغزارة من شمال غزة على جنوب إسرائيل. وقد ردت حكومة الاحتلال بغارات وقصف في أسوأ تصعيد منذ الحرب الإسرائيلية على غزة قبل عامين ونصف. وأدى ذلك إلى استشهاد عنصر من سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي وإصابة آخر بجروح في غارة جوية إسرائيلية الأربعاء الماضي قرب رفح جنوب القطاع. كما استشهد عنصران من الجهاد الإسلامي الأحد الماضي في غارة نفذتها طائرة إسرائيلية من دون طيار استهدفت سيارتهما قرب مخيم جباليا شمال مدينة غزة. وهددت إسرائيل بالرد ''بقوة كبيرة وبعزم كبير'' على الصواريخ الفلسطينية وذهب بعض مسؤوليها إلى حد إثارة إمكانية لجوء إسرائيل إلى عمليات اغتيال ''محددة الأهداف'' ضد قادة فصائل مسلحة في غزة. وهو ما دفع بحركة حماس إلى إعلان التهدئة لتفادي تصعيد المواجهة مع إسرائيل والانزلاق إلى نزاع جديد واسع النطاق مماثل لعملية ''الرصاص المتدفق''.