أعطى وزير الأشغال العمومية، عمر غول، الشركة اليابانية »كوجال« المكلفة بإنجاز الشطر الشرقي من الطريق السيّار شرق-غرب مهلة إضافية حتى أواخر نوفمبر المقبل من أجل إنهاء الأشغال، وفي حال عدم الالتزام فقد هدّد بتسليط »عقوبات مالية صارمة« عن كل يوم تأخير، معلنا في المقابل أن مقطع الأخضرية سيكون جاهزا خلال شهرين ونصف على الأكثر. دافع وزير الأشغال العمومية عن »المكاسب« التي تحقّقت في إنجاز الطريق السيّار شرق-غرب، مرجعا التأخير الذي حصل في الاستلام النهائي لما كان يُعرف ب »مشروع القرن« إلى بعض المشاكل الجيولوجية المتعلقة بصعوبة التضاريس، وأشار إلى أنه لا يُمكن إغفال أن نسبة 93 بالمائة من هذا المشروع تمّ إنجازها قبل آجالها القانونية، أي في أقل من 36 شهرا المنصوص عليها في دفتر الشروط. وفيما يتعلق بنسبة 7 بالمائة المتبقية، اعترف غول في ردّه على سؤال شفوي أمس الأول بمجلس الأمة بأن شركة »كوجال« اليابانية تواجه صعوبات من قسنطينة وصولا إلى الحدود مع تونس، ويعود ذلك بالأساس إلى مواجهة ما وصفه الوزير ب »أصعب الظروف الجيولوجية« في منطقة الأنفاق بين »جبل الوحش« و »جبل الكنتور« وهو الأمر الذي »دفع بنا إلى المطالبة بإيلاء عناية خاصة بإنجاز الأنفاق«. وأفاد الوزير أن من منطقة عين بوزيان وصولا إلى الحروش بسكيكدة »كلها منطقة انزلاقات كبرى تتطلب معالجة بعمليات دقيقة«، كما أشار إلى منطقة ثالثة تغمرها المياه ويتعلق الأمر بولاية الطارف، وكل هذه المناطق الثلاث تمتد على مسافة 147 كلم قال غول إن المتفق عليه هو أن تُستكمل أشغال الإنجاز قبل نهاية العام الجاري، وتحديدا قبل انقضاء شهر نوفمبر 2011. وعلى هذا الأساس وضع وزير الأشغال العمومية الشركة اليابانية أمام الأمر الواقع بقوله: »العدّاد سيتوقف بانتهاء الآجال التعاقدية في نوفمبر القادم، وحينها كل يوم زائد من التأخير يعني تطبيق عقوبات مالية صارمة على الشركات المعنية بالإنجاز«، قبل أن يوضح في تبرير آخر للتأخير »هذا مشروع القرن ولذلك يجب أن نُنجزه بعقلية القرن وهو يُتابع بكل تفاصيله الدقيقة«. وفيما يخصّ بتساؤل السيناتور بوزيد لزهاري عن مواعيد استلام مقطع »بوزقزة-الأخضرية«، أجاب عمر غول بأن ذلك سيكون في غضون شهرين إلى شهرين ونصف على الأكثر، مشيرا إلى الانتهاء من حفر أربعة أنفاق في جويلية 2010، ولكنه لفت إلى وجود أربع نقاط انزلاقية تمت معالجة ثلاث منها بشكل نهائي في انتظار استكمال عملية تجهيزها كونها تخضع، حسبه، لقوانين صارمة. وفي سياق تقديمه لتبريرات تأجيل استلام كافة أجزاء الطريق السيار من الحدود الشرقية إلى الغربية، ذكّر الوزير أن هذا المشروع يمتد على مسافة 1720 كلم، بالإضافة إلى كونه يمر عبر أصعب منطقة في الوطن من الناحية الجغرافية، زيادة على وجود 16 نفقا في أصعب المناطق جيولوجيا، وفيه كذلك 3000 جسر و200 جسر عملاق. وأعلن غول من جهة أخرى أن انطلاق أشغال إنجاز الطريق السيار للهضاب العليا الذي سيمتد من ولايتي تلمسان إلى تبسة سيكون في السداسي الأول من 2012، مؤكدا أنه سيتم منح المؤسسات الوطنية الأولوية، وأوضح أنه بعد انتهاء الدراسات التفصيلية لهذا المشروع الممتد على مسافة 1020 كلم، سيتم الشروع في إنجاز الشطر الممتد بين تيارت وصولا إلى الحدود مع تونس على مسافة 800 كلم خلال السداسي الأول من 2012، فيما ستنطلق الأشغال في الشطر الرابط بين تيارت حتى الحدود المغربية بمسافة 200 كلم خلال السداسي الثاني من نفس السنة.