تشهد المسابح الجوارية منذ بداية موسم الاصطياف توافدا كبيرا للمواطنين الذين يفضلونها للاستجمام بعيدا عن ضجيج الشواطئ واكتظاظها خاصة عندما تشتد الحرارة، فإذا كان البعض يعشق السباحة في البحر فإن البعض الآخر يفضلها في الفضاءات المغلقة النظيفة والقريبة من مقرات سكناهم، فضلا عن الاستفادة من الخدمات العديدة التي يجتهد مسؤولو المسابح على توفيرها إرضاء للزبائن الذين يتزايد عددهم من يوم الى آخر خاصة منهم آلاف الأطفال الذين كانوا محرومين من الاستمتاع بالسباحة والذين وجدوا في هذه المرافق متنفسا لهم بعيدا عن مخاطر الشارع. ومن المسابح التي أصبحت قبلة لعشاق السباحة والاستجمام مسبح القبة الذي فتح أبوابه في جويلية 2008، والذي يشهد منذ ذلك التاريخ إقبالا كبيرا للمواطنين من الرجال والنساء وحتى الأطفال الذين يفوق سنهم الست سنوات، حيث يلاحظ الزائر لهذا المرفق الهام النظافة التي يتميز بها هذا الأخير ليس داخل المسبح فقط بل خارجه، إذ يعتني عماله عناية فائقة بالأزهار والمحيط الخارجي، فضلا عن نظافة دور المياه والحمامات التي تضمنها أربع عاملات للنظافة، ما جعله فعلا تحفة أعادت النشاط والحيوية لهذا المكان الذين كان وإلى وقت قريب شبه مهجور، الأمر الذي استحسنه سكان القبة الذين أصبحوا لا يفوتون فرصة الاستجمام خاصة في هذا الفصل الحار.وحسب مدير المسبح السيد فؤاد شادي، فإن توافد المواطنين تزايد خلال هذه الفترة ليصل الى 2000 منخرط في جويلية الأخير وبداية أوت الجاري منهم سكان القبة وسكان الأحياء الشعبية من البلديات المجاورة كباش جراح، جسر قسنطينة، وعين النعجة الذين وجدوا فيه متنفسا قريبا عوضا من التنقل الى مسبح أول ماي أو باب الزوار البعيد عن مقرات سكناهم. ويستوعب مسبح القبة 300 طفل في الساعة بينما يصل عدد الكبار الى 120 شخصا، الأمر الذي جعل السلطات المعنية تفتح العديد المسابح تلبية للطلبات المتزايدة لاستيعاب العدد المتزايد للمواطنين من الجنسين ومن مختلف الأعمار والسماح للأطفال بقضاء عطلة مريحة خاصة بالنسبة للعائلات التي لا تسمح لها إمكانياتها بالتنقل يوميا الى شواطئ البحر.وما جلب المواطنين أكثر نحو بعض المسابح الجوارية التي تزايد عددها بالعاصمة مؤخرا هو الأسعار الرمزية التي تم اعتمادها خاصة بالنسبة للأطفال، بينما حدد السعر بالنسبة لمسبح القبة بألف دينار لمرتين في الأسبوع و500 دينار لمرة واحدة للكبار والصغار الذين بإمكانهم اختيار الوقت المناسب طيلة أيام الأسبوع من السابعة والنصف صباحا الى العاشرة ليلا باستثناء يوم الجمعة، فالفترة الصباحية خصصت للأطفال وبعد الظهر يفسح المجال للنساء بينما خصصت فترة ما بعد السادسة للرجال للاستمتاع بالمياه التي تنظف يوميا وتعالج بوسائل خاصة، كما تخضع للتحليل أسبوعيا من قبل الجهات المعنية بولاية الجزائر، بالاضافة الى تحاليل يقوم بها مخبر خاص وهي التحاليل التي يتم نشرها للإطلاع عليها من قبل الزبائن.وحسب بعض الزبائن من النساء اللواتي رافقن أبناءهن في الفترة الصباحية، فإن المسبح يعتبر مكسبا هاما لشباب العاصمة خاصة الأطفال كون هؤلاء في أمس الحاجة لمثل هذه المرافق التي غالبا ما يؤدي غيابها إلى معاناة كبيرة بسبب اضطرار هؤلاء إلى التنقل لمسافات بعيدة الى شواطئ البحر متحملين عناء التنقل، وقد اكتشفنا عند زيارتها لهذا المرفق الهام انه مجهز بأحدث الأجهزة والمرافق منها عيادة مجهزة بالوسائل اللازمة فضلا عن قاعة لرياضة الأيروبيك وقاعة خاصة بتقوية الأجسام. وعكس الاعتقاد السائد، فإن رواد المسابح هم من متوسطي الدخل -حسب مسؤول المسبح- الذين يفضلون اقتصاد جزء من مالهم للاستفادة من الخدمات المتعددة للمسبح الذي اتخذ أيضا كل الإجراءات التي تضمن سلامة وأمن المنخرطين خاصة الأطفال والمبتدئين في ممارسة السباحة حيث يتكفل بذلك 15 مدربا ومربيا مختصين في رياضة السباحة.من جهته، لا يقل مسبح أول ماي المعروف والذي أنجز عام 1975، أهمية عن باقي المسابح حيث له هو الآخر رواده من الرجال والنساء والأطفال، وإن كانت الحركة به قليلة عند زيارتنا، حيث كان يخضع للتنظيف قبل شروع النساء في السباحة في الفترة الصباحية من خلال ثمانية أروقة وعرض إجمالي للحوض يقدر ب23 مترا. وحسب نائب مدير الحوض السيد زيور توفيق، فإن أربعة أحواض خصصت للذين يحسنون السباحة وذلك في عرض 2.5 متر، بينما خصصت الأربعة أروقة الأخرى والتي لا يتجاوز عرضها 1.25 متر للمبتدين، كما يخضع الحوض للتنظيف اليومي ما جعل مياه السباحة جذابة وتغري محبي السباحة الذين خصصت لهم قاعة لتغيير الملابس واخذ حمام إجباري قبل السباحة حفاظا على نظافة المسبح الذي يستقبل مئة شخص في الحصة الواحدة. ولإرضاء الزبائن أكثر، تم تكوين مدربين لمدة شهرين بفرنسا بتكفل من سفارة هذه الأخيرة بالجزائر بينما تبقى الأسعار هاجس الراغبين في الالتحاق بالمسبح والتي حددت ب2600 دينار للكبار لمرتين في الأسبوع و2000 دينار لمرة واحدة، بينما يدفع الأطفال مبلغ 1600 دينار للسباحة مرتين في الأسبوع. وحسب محدثنا، فإن المسبح يشهد إقبالا كبيرا خلال فترة الصيف حيث يبحث الكثير من المواطنين عن أماكن للاستجمام هروبا من الحرارة. سكان باب الوادي والبلديات المجاورة هم أيضا وجدوا في مسبح الكيتاني متنفسا لهم، حيث يتوافد عليه مئات الأشخاص يوميا ومن مختلف الأعمار للسباحة بعيدا عن الفوضى والاكتظاظ الذي يشهده شاطئ الكيتاني الذي شوهته النفايات المترامية هنا وهناك، ما جعل البعض ينفر منه ويلجأ للمسبح الأكثر نظافة وهدوءا حسب بعض مرتاديه.
أسعار في متناول الجميع وأخرى تقتضي المراجعة وعلى العكس من السعر المحدد للسباحة في مسابح القبة، ساحة أول ماي وباب الزوار، فان السعر المحدد بمسبح كيتاني وهو 30 دينارا يعد رمزيا، ما أتاح الفرصة لأطفال باب الوادي والبلديات المجاورة من القصبة وبولوغين للتمتع بمياه المسبح وخاصة بعض العائلات والنساء اللواتي يفضلن السباحة في الأماكن المغلقة بعيدا عن ضجيج الشواطئ، حيث يشعر هؤلاء بالراحة أثناء السباحة بعيدا عن الأعين وفي مكان نظيف خاصة بعد أشغال التهيئة التي خضع لها المسبح الذي يشهد أيام الخميس والجمعة إقبالا كبيرا، حيث يفوق عدد المتوافدين عليه العدد المحدد خلال بقية أيام الأسبوع والذي يقدر ب500 فرد، كما يواجه العمال صعوبة كبيرة في أداء عملهم أمام رغبة الكثيرين في الدخول مجانا.وقد ساهم هذا المرفق -حسب مسؤوليه- في جذب اهتمام شباب المنطقة من خلال مختلف النشاطات التي ينظمها من اجل إبعادهم عن كل أشكال الانحراف والآفات الاجتماعية التي تنتشر في هذا الحي والأحياء الشعبية القريبة منه. ويسهر فريق طبي على سلامة المتوافدين عليه بالإضافة إلى الأمن الذي تحرص الإدارة عليه نظرا للمشاكل التي يتم تسجيلها بين الحين والآخر من مشاحنات ومشادات وكذا بعض السرقات وتصرفات بعض الأطفال الذين لا يراعون نظافة المكان.وبغض النظر عن المشاكل التي تعرفها المسابح الواقعة بالأحياء الشعبية المعروفة، ينتظر سكان العديد من البلديات تجسيد مشاريع المسابح التي أعلن عنها فيما سبق وجعلها مرافق هامة يلجأون إليها صيفا خاصة أن العديد منها لم ير النور، منها مشروع مسبح عين النعجة الذي انتهت الدراسات الخاصة به في انتظار تحديد موقع انجازه، بالاضافة الى مشاريع أخرى بالدويرة وبوزريعة.