انتقل زوال أمس إلى رحمة الله الدكتور والأديب والناقد عبد الله الركيبي، هذا المعلم الذي تخرجت على يديه أجيال من الأساتذة والمبدعين والأدباء يشاء القدر أن يجعل يوم وفاته هو اليوم الذي خصصته المدرسة العليا للأساتذة وجمعية الكلمة للثقافة والإعلام لتكريمه إلا أن دقائق قبل افتتاح حفل التكريم نزل خبر وفاته وانتقل من جاء لحضور حفل تكريمه إلى بيته لتقديم التعازي. الجزائر تفقد أجد رجالاتها المبرزين في ميدان الفكر والنقد ورجلا من كبار رجالات الثقافة الذين تركوا بصماتهم واضحة ليس فقط على ما تركوه من آثار علمية وأدبية، بل وأيضا الأجيال التي تخرجت على يد هذا الأستاذ الكبير عبد الله الركيبي. الساعة الثانية ونصف زوالا بالمدرسة العليا للإدارة، كل من كان هناك كان منهمكا في التحضير لحفل التكريم من وضع باقة الورود والصورة الكبيرة للدكتور عبد الله الركيبي، كان الأستاذ بن زرقة ومجموعة من الطلبة والطالبات يقومون بالإعداد لهذا الحفل إلا أن الخبر المستعجل بالإعلان عن وفاته لحظات قبل الافتتاح جعل المدعوين والأساتذة بعد الكلمة التأبينية القصيرة التي ألقاها الأستاذ السائحي الصغير وقراءة الفاتحة ينتقلون إلى بيت الراحل عبد الله الركيبي لأداء واجب التعزية. وقد استغلت ''المساء'' وجود الأستاذ محمد صالح حرز الله لتسأله عن كلمة في فقيد الجزائر فقال :''الدكتور عبد الله الركيبي أستاذ جيل كامل من الأدباء الشباب كان له الفضل الكبير في فتح باب اتحاد الكتاب أمام الشباب وأيضا من خلال حصته التلفزيونية، أقلام على الطريق'' المخصصة للعناية بالمبدعين بالإضافة إلى تدريسه وتكوينه لعديد الأساتذة والمبدعين فضلا عن كونه من رواد القصة الأوائل والنقد الأدبي، كان متواضعا وطيبا وأنا شخصيا لم أسمع شخصا واحدا قال فيه كلمة سلبية واحدة وهذه صفة قل ما نجدها في البشر، كنا نود أن يكون هذا اللقاء احتفاليا لكن شاءت الأقدار أن يغادر الحياة قبل لحظات. الأساتذة الذين جاءوا لحضور التكريم ثم انتقلوا للعزاء هم الأستاذ مصطفى قاسي، السائحي الصغير، نور الدين السد، سمير سطوف، محمد الصالح حرز الله وأساتذة من المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، وكان الأستاذ الدكتور الراحل عبد الله الركيبي من الرعيل الأول الذي درس في الجامعة الجزائرية من جيل محمد مصايف، ابو العيد دودو، التلي بن الشيخ، حنفي بن عيسى وغيرهم من الأساتذة الذين حملوا لواء التعليم بجامعة الجزائر المستقلة. الدكتور عبد الله الركيبي رحل عنا إلا أنه ترك أثرا أدبيا وفكريا يزيد على العشرين كتابا في النقد والفكر والثقافة. الركيبي من مواليد سنة 1928 بالجزائر وتشاء الأقدار أن ينتقل يوم 19 أفريل 2011 إلى الرفيق الأعلى، إنا لله وإنا إليه راجعون