أكثر من ألف متظاهر أمام جدار العار المغربي للمطالبة بإزالته بشعارات تطالب بحق تقرير المصير وتندد بتواطؤ الحكومة الاسبانية مع المغرب في إطالة مأساة الشعب الصحراوي شكّل ما لا يقل عن ألف متضامن بين أجنبي وصحراوي أول أمس ''سلسلة الألف'' للتنديد بجدار الفصل المغربي للسنة الرابعة على التوالي في خطوة تحسيسية بخطورة بقاء هذا الجدار المحيط بمئات آلاف الألغام المضادة للأشخاص. ووقف المتظاهرون على مسافة قريبة من الجدار الذي أقامه المحتل المغربي ثمانينيات القرن الماضي رافعين شعارات وهتافات مناهضة للحكومة المغربية والاسبانية منها ''لا، لا للحكم الذاتي، استقلال الصحراء آت'' وشعار ''لا بديل، لا بديل عن تقرير المصير، بالكفاح والسلاح نفدي الصحراء بالكفاح''. وإذا بدا تمسك المتظاهرين الصحراويين وخاصة وفد الحقوقيين القادمين من الأراضي المحتلة بحقهم في الحرية والاستقلال واضحا فإن المناصرين للقضية من الأجانب وخاصة الإسبان الذين كان حضورهم قويا في هذه الوقفة التنديدية حملوا مدريد مسؤولية استمرار مأساة الشعب الصحراوي تحت نير الاحتلال المغربي بعد ان تنكرت لمسؤوليتها التاريخية في تسوية النزاع باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة للصحراء الغربية. والتقت ''المساء'' بعدد من المشاركين في هذه الوقفة التنديدية من بينهم بياتريس عضوة في الجمعية المدريدية للتضامن مع الشعب الصحراوي والتي قالت إنها جاءت إلى مخيمات اللاجئين للمشاركة في هذه الوقفة من اجل توعية الرأي العام بعدالة القضية الصحراوية وبضرورة تقديم الدعم اللازم إلى شعب الصحراء الغربية من اجل تمكينه من استرجاع حقوقه المغتصبة. ونددت المتضامنة الاسبانية بتواطؤ حكومة بلادها مع المغرب في دعم طروحات هذا الأخير التي يسعى من خلالها إلى إيهام العالم اجمع بما يدعيه ب''مغربية الصحراء الغربية''. وأرجعت هذا التواطؤ إلى أطماع الحكومة الاسبانية في الخيرات والثروات الطبيعية التي تزخر بها أراضي الصحراء الغربية وعلى رأسها الثروة السمكية. من جانبه تأسف ماركو بالبوني ممثل عن المنظمة الحقوقية الإيطالية غير الحكومية ''سيشب'' لعدم توفر بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية من أجل تقرير المصير ''المينورسو'' لآلية من اجل حماية ومراقبة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. وقال أن جبهة البوليزاريو طالبت مرارا وتكرارا بإدراج هذه المسألة ضمن مهام ''المينورسو'' لكن هذا المطلب لم يلق آذانا صاغية داخل مجلس الأمن الدولي بسبب مواقف بعض الدول وفي مقدمتها فرنسا. وفي رده على سؤال ل''المساء ''حول الدور الذي يمكن أن تلعبه ايطاليا في تسوية القضية الصحراوية اعتبر المتضامن الايطالي أن بلاده لا تولي أهمية كبيرة لهذا النزاع بقناعة أنه يهم اسبانياوفرنسا أكثر لكن ذلك لم يمنعه من التأكيد على أن هناك مسؤولين ايطاليين على دراية بالقضية الصحراوية ويدعمونها. وأشاد الحقوقي الايطالي بدعم الجزائر الدائم والثابت للشعب الصحراوي ودعاها إلى لعب دور اكبر على مستوى الهيئات الدولية كمنظمة الأممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان الاممي من اجل إعطاء نفس لمسار التسوية في الصحراء الغربية. للإشارة فإنه عشية تنظيم الوقفة التنديدية أمام جدار العار المغربي نظمت الحملة الصحراوية لحظر الألغام الأرضية لقاء تحسيسي من اجل توعية المشاركين في ''سلسة الألف'' بخطورة الاقتراب من المناطق التي زرعت بها الألغام المضادة للأشخاص. ووجه بيبات الشيخ هويتي عضو في الحملة نداء إلى مختلف المنظمات المعنية بإزالة الألغام لتقديم الدعم من اجل تطهير المنطقة من هذه القنابل التي راح ضحيتها العديد من الصحراويين ولم تسلم منها حتى الحيوانات. وقال إن المنظمة الصحراوية تعمل بالتنسيق مع منظمات غربية مثل منظمة ''امبيياي'' منظمة المساندة الشعبية النرويجية التي عملت لسنتين في مجال التحسيس إضافة إلى منظمة ''لاند ماي اكشن'' البريطانية وذلك منذ عام 2006 وهي الآن تقوم بعملية استطلاع من اجل تنظيف المنطقة من مخاطر هذه الألغام. لكنه شدد على أن هذا العمل يبقى بحاجة إلى مساعدة اكبر.