شكل أكثر من ألفي شخص قدموا من مختلف البلدان الأوروبية أمس، سلسلة بشرية الأولى من نوعها أمام جزء من الجدار الفاصل الذي شيده المغرب بالصحراء الغربية في تحرك يهدف إلى الضغط على الرباط لإزالة رمز احتلالها للأراضي الصحراوية· وقد تجاوزت مبادرة التضامن هذه مع الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل تقرير مصيره والتي أعطاها منظموها الإسبان مبدئيا شعار "صف ال 1000"، أهدافها المتوقعة من حيث عدد المشاركين فيها· فقد اصطف متعاطفون باليد في اليد يحملون جنسيات إسبانية وإيطالية وفرنسية وسويسرية وبلجيكية على أكثر من 1 كلم بمدينة محبس الواقعة بشمال الصحراء الغربية وعلى بعد 5 كلم من الجدار المغربي الذي يمكن رؤيته بالأفق الغربي في مبادرة رمزية للتنديد بإقامة جدار العار· ولم يتمكن المتظاهرون من الاقتراب أكثر بسبب الألغام المضادة للأشخاص التي زرعها الجيش المغربي بالآلاف على طول هذا الجدار الذي يقسم الصحراء الغربية وشعبها إلى جزئين وعلى مسافة تفوق 2700كلم· وقدم المشاركون على متن طائرات مستأجرة من بلدانهم إذ اجتازوا على متن سيارات حوالي ال100 كلم التي تفصل بين هذا الجزء من الجدار المغربي ومخيمات اللاجئين الصحراويين أين قضوا أسبوعا كاملاً· وندد المشاركون وهم أعضاء في جمعيات من المجتمع المدني من خلال لافتات بهذا "الرمز الممثل للإستعمار المغربي بالصحراء الغربية"، الذي قارنوه بالجدار الفاصل الإسرائيلي بالضفة الغربية· كما أدانوا رفض الحكومة المغربية لإجراءات الثقة سيما إزالة الألغام من الأراضي المزروعة بها التي اقترحتها منظمة الأممالمتحدة خلال الجولة الرابعة من مفاوضات منهاست (الولاياتالمتحدة) مع جبهة البوليزاريو التي انتهت يوم 18 مارس الماضي· يُذكر أن عدد ضحايا الألغام تجاوز 1000 قتيل وآلاف الجرحى منذ بداية النزاع حول الصحراء الغربية يوم 31 أكتوبر 1975، حسب جبهة البوليزاريو· ومن بين مهام بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء الصحراء الغربية (المينورسو) التي لها موقع للمراقبة بمحبس تعليم الألغام والذخيرة غير المتفجرة التي خلفت ثلاثة جرحى في صفوفها خلال التسعينيات· ويشير القبعات الزرق المتواجدون بالصحراء الغربية منذ 1991 إلى أن المساحة المزروعة بالألغام تقدر ب 100 ألف كيلومتر مربع أي ما يقارب نصف مساحة آخر المستعمرات في القارة الإفريقية· وانضمت جبهة البوليزاريو سنة 2006 لنداء جنيف الذي يُعد بالنسبة للأطراف غير الحكومية امتدادا لمعاهدة أوتاوا التي تمنع الاتجار بالألغام المضادة للأفراد واستعمالها· كما قامت بتدمير كميات كبيرة من الألغام التي استرجعها مقاتلوها من ساحة المعركة في حين لا يزال المغرب يرفض التوقيع على هذه المعاهدة· كما دعا المتظاهرون الأوروبيون إلى "صحراء (غربية) حرة"، مطالبين بتنظيم في أقرب الآجال لاستفتاء تقرير المصير الذي وعدت به منظمة الأممالمتحدة منذ أكثر من 15 سنة· وأدانوا من جهة أخرى "انتهاكات الحكومة المغربية لحقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة التي أصبحت سجنا على الهواء الطلق"· وتم بناء جدار الفضل المغربي بالصحراء الغربية الذي يصفه الصحراويون ب "جدار العار" على ست مراحل منذ بداية الثمانينيات في محاولة لوقف هجومات جيش التحرير الشعبي الصحراوي الجناح المسلح لجبهة البوليزاريو"· وتم نشر حوالي 1600 ألف جندي على طول الجدار حيث تم تنصيب 240 بطارية مدفعية ثقيلة وراء أكثر من 20 ألف كلم من الأسلاك الشائكة وحوالي 6 ملايين من الألغام المضادة للأفراد، حسب تقديرات جيش التحرير الشعبي الصحراوي· ونظمت العديد من المظاهرات منذ سنة 2004 أمام جزء الجدار المغربي لكن "صف ال 1000 التي نظمها طلبة جامعة كوملوتنس بمدريد تعد أكبر هذه المظاهرات"· ومن جهة أخرى وجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان نداءا مُلحا لوزارة العدل المغربية تطالبها فيه بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى الصحراويين المضربين عن الطعام في السجون المغربية منذ قرابة الشهر· ودعا البيان الذي وقعّته رئيسة الجمعية خديجة ريادي وزارة العدل المغربية، إلى الإسراع في اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحفاظ على حياة الأسرى الصحراويين وتحسين ظروف اعتقالهم ودراسة مطالبهم· وأشارت الجمعية في البيان إلى الوضعية المأساوية التي يعاني منها المعتقلون الصحراويون جراء مواصلتهم لإضرابهم عن الطعام والذي أدى إلى تدهور حالتهم الصحية· وكان حوالي 60 سجين رأي صحراوي في المعتقلات المغربية دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ قرابة الشهر احتجاجا على ظروف اعتقالهم التي لا تتماشى ووضعيتهم كسجناء سياسيين·