أفاد مصدر أمني من المقاطعة الأمنية لدائرة باب الوادي بوجود شبكات تستغل الأطفال القصر في عمليات الاعتداء والسرقات خاصة على مستوى حي القصبة العريق، حيث تم تسجيل عدد من الشكاوى من المواطنين والعائلات التي طالبت بتوفير حماية أكبر من قبل أعوان الأمن من دون أن تساهم هي بدورها في التبليغ عن رؤوس الشبكات التي تزرع الرعب بأعالي القصبة وأزقتها. وبحسب مصدرنا فإن الظاهرة اتسعت رقعتها وأخذت أبعادا خطيرة منذ مطلع العام الجاري وتحديدا بعد مظاهرات الزيت والسكر التي شهدتها عدة مناطق من الوطن، حيث تشكلت شبكات بقيادة عناصر مسبوقة قضائيا تعمل في الخفاء وتوظف شبابا قصر في عمليات السطو والاعتداءات باستعمال أسلحة بيضاء وعصي، متسببين في حالة من الرعب في أزقة القصبة. وتمكنت مصالح الأمن منذ مطلع شهر فيفري الماضي وانطلاقا من شكاوى المواطنين من توقيف ما لا يقل عن 170 شابا وتقديمهم أمام العدالة بتهمة الاعتداء والسطو باستعمال أسلحة بيضاء وذلك على مستوى أحياء القصبة وساحة الشهداء وتحديدا بالأسواق الشعبية التي تعرف توافدا كبيرا للمواطنين القادمين إليها من كل ضواحي العاصمة وحتى من الولايات الأخرى. غير أن تعاون المواطنين في هذا الشأن اقتصر على التبليغ دون التجرؤ على تحديد هوية الأشخاص المتورطين في الاعتداءات وتحديدا رؤوس الشبكات رغم ضمان توفير الحماية والسرية عن تبليغاتهم، علما أن المتورطين وهم من أبناء القصبة ومعروفون بضلوعهم في العديد من القضايا المتعلقة بالسرقات والاعتداءات وترويج المخدرات غير أنهم وبحكم سجلاتهم القضائية الكثيرة يتفادون الظهور مباشرة والتورط في السرقات والاعتداءات محل الشكوى. ولا يتردد الشباب القاصر في حمل أسلحة بيضاء على غرار السكاكين وتهديد ضحاياهم بها قبل تجريدهم من كل مقتنياتهم وهواتفهم النقالة، فيما تشير بعض العائلات إلى وجود أشخاص يتموقعون بعدد من أزقة القصبة الخالية ويترصدون ضحاياهم قبل أن ينقضوا عليهم وغالبا ما يكونون من مواطني القصبة نساء ورجالا وغيرهم.. وهم مزودون بأكياس تضم تشكيلة مختلفة من الأسلحة. وتفضل الشبكات استغلال الشباب القصر لاستفادتهم مسبقا من حماية قانونية وعدم تعرضهم إلى متابعات قضائية لعدم بلوغهم السن القانونية، فيما تبقى الرؤوس المدبرة محمية حتى من قبل العائلات الشاكية والتي لا تتجرأ على فضح -أبنائها- الضالين والتبليغ عنهم وهي التي قدمت العديد من الشكاوى والتبليغات مرفوقة بقائمة تحمل توقيعات ما لا يقل عن 50 عائلة تقطن بأعالي القصبة كانت ''المساء'' قد تلقت نسخة منها. وأمام هذا الوضع، تطالب مصالح الأمن بضرورة تعاون المواطنين معها لحماية القصبة من جميع أشكال الإجرام وكذا حمايتها كمصدر سياحي يتوافد عليها شهريا ما لا يقل عن 500 سائح أجنبي يحظون بترحاب العائلات والمرافقة الأمنية اللصيقة والتي وإن كانت تؤمن السائحين إلا أنها لا تخدم القطاع السياحي الذي يبقى مقيدا ومسيرا بطوق أمني يلغي العفوية التي ينشدها السياح الأجانب.