أطلقت الجمعيات المتكفلة بمرضى السرطان أول أمس صرخة استغاثة لتنظر السلطات المعنية في الوضعية الكارثية التي يعاني منها مرضى السرطان نتيجة نقص التكفل وندرة الأدوية، حيث ينتظر 28 ألف مصاب موعد العلاج الإشعاعي. وطالبت رئيسة جمعية ''الأمل'' لمرضى السرطان حميدة كتاب المسؤولين بالتدخل الفوري لإيجاد حلول استعجالية لمرضى السرطان، مقترحة اتخاذ إجراءات استعجالية لإرسال المرضى الذين ينتظرون الخضوع للعلاج الإشعاعي إلى الخارج أو لإيجاد صيغة تعاون ما بين الصندوق الوطني للتأمين ومراكز مكافحة السرطان الخاصة الثلاثة التي ستفتح أبوابها في غضون الأشهر القليلة القادمة، باعتبار أنه ليس بإمكان المرضى دفع تكلفة العلاج الإشعاعي المقدرة ب 500 ألف دج. وقالت رئيسة الجمعية خلال ندوة بمنتدى ''المجاهد'' شاركت فيها عدة جمعيات إن الدولة تخسر أموالا كثيرة لجلب أدوية السرطان الباهظة، إلا أن سوء التسيير والتكفل يجعلها تذهب هباء منثورا، ذلك أن معظم المرضى لا يتابعون حصص العلاج الكيماوي بطريقة صحيحة بحجة ندرة الدواء الذي لا تحضره الصيدلية المركزية في الوقت المناسب. وأضافت المتحدثة أنه ليس من المنطقي أن يخضع استيراد الدواء لنفس القوانين التي تخضع لها المواد الغذائية، فالأمر يتعلق بمرض مرتبط بعامل الوقت، وكل تأخر يؤدي إلى تطور المرض، وهو ما تعكسه الأرقام التي تكشف في كل سنة عن ارتفاع عدد الوفيات والحالات الجديدة، علما أن الإحصائيات المتوفرة تبقى تقريبية في غياب دفتر للسرطان. وتشير الأرقام المسجلة بهذا الخصوص إلى تسجيل آلاف الوفيات جراء السرطان، من ضمنهم 35 ألف حالة سنويا تتعلق بمريضات سرطان الثدي، وارتفاع الحالات الجديدة المكتشفة من 35 ألف حالة سنويا في السنوات الأخيرة إلى 44 ألف حالة، تتعلق 9000 حالة منها بداء سرطان الثدي بحسب تأكيدات السيدة حميدة كتاب. وتأسفت في سياق متصل عن الواقع المزري الذي يتخبط فيه المصابون بداء السرطان، والذي يزيد سوءا في كل مرة، ملفتة إلى أزمة الانتظار الطويل لمرض لا يحتمل الانتظار، بدءا بالتأخر في التشخيص وانتهاء بالتأخر في مباشرة العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي، لاسيما في ظل نقص الكفاءات البشرية المختصة في تسيير الآلات والأجهزة الطبية. ومن جانبه دق ممثل جمعية مرضى السرطان بسيدي بلعباس بارودي ناقوس الخطر حول المشاكل الكثيرة التي تعترض شريحة مرضى السرطان، منها عدم تعويض صندوق التأمين للعديد من الأدوية التي يتناولونها، رغم أن العديد منهم فقراء وبطالون، وأضاف أن عدم التعويض يمس بصفة مباشرة العديد من النسوة الماكثات بالبيت كون أزواجهن غير مؤمنين، منبها إلى أن هذا الأمر يتنافى مع الحق في العلاج الذي يكفله القانون، وعلق ممثل شريحة مرضى السرطان بسيدي بلعباس على الظاهرة قائلا: ''نحن في دولة الشعارات...فالقوانين موجودة والتطبيق غائب.