ظهر اتحاد الحراش في أحسن أحواله خلال المباراة التي لعبها أول أمس ضد تشكيلة سوسطارة، لحساب الجولة العشرين من الرابطة الاحترافية الأولى، وقد أعطى لاعبوه الانطباع على أنهم مستعدون جيدا من الناحية البدنية والمعنوية أيضا، قبل أقل من أسبوع من نهائي كأس الجمهورية الذي سيجمعهم بشبيبة القبائل. وقد ذهب الذين تابعوا هذا اللقاء، إلى القول أن تشكيلة ''الصفراء'' لم تظهر بمستواها الحقيقي واكتفت عناصرها في أغلب مجريات اللقاء بتسيير اللعب وترويض الكرة، وتفادت بشكل خاص الاحتكاك خوفا من تعرضها للإصابة. الفريق الحراشي أخفى كثيرا من الأسرار في طريقة لعبه، وقد كان من الطبيعي أن يلجأ الى هذه الحيلة، من أجل مغالطة الأعين المتربصة بالإستراتيجية التي يسعى مدربه بوعلام شارف إلى اعتمادها يوم أول ماي بمناسبة نهائي كأس. ولعل الفرص الكثيرة التي أهدرها مهاجموه، دليل على أن اتحاد الحراش كان بوسعه الفوز بالمباراة، مثلما أكد ذلك مساعد المدرب ناصر بشوش: ''لقد سيرنا المباراة كيفما شئنا، بل لم نلعب بإمكانياتنا الحقيقية، لأن اللاعبين خشوا كثيرا أن يتعرضوا للإصابات وجعلهم ذلك يخوضون المباراة بكثير من الحذر، لم نلعب من أجل الفوز خوفا من تعميق جراح اتحاد الجزائر الذي كان متخوفا من هاجس الخسارة'' .ولا شك في أن هذه النتيجة التي تحصل عليها اتحاد الحراش خارج دياره في داربي عاصمي، كان مفتوحا على كل الاحتمالات، تؤكد أن طاقمه الفني ولاعبيه ومسيريه رفضوا الحد من طموحات فريقهم في البطولة لمجرد بلوغه نهائي كأس الجمهورية، لا سيما وأنه يكسب من الإمكانيات والطموحات التي تجعله يواصل المنافسة بنفس العزيمة. التفاؤل ساد أيضا صفوف الأنصار الذين خرجوا من ملعب عمر حمادي مطمئنين على صحة الفريق، بعدما خاض اللقاء ضد اتحاد الجزائر بكثير من الثقة. وقد انطلقت عملية استعداد الحراشيين لنهائي كأس الجزائر أمس بفندق الأزرق الكبير بتيبازة، حيث شرع زملاء بوعلام في إنجاز التربص المغلق الذي سيستمر إلى غاية مواجهة شبيبة القبائل. شارف يحضر مفاجأة لشبيبة القبائل وقد ضبط المدرب شارف التعداد الذي سيعتمد عليه في هذا النهائي، والمتكون في غالبيته من العناصر التي خاضت اللقاءات الأخيرة من أطوار البطولة والكأس، حيث لا تسجل صفوف اللاعبين إصابات خطيرة أو عقوبة، وسارعت إدارة النادي إلى إرسال قائمة التعداد المعني بهذا النهائي إلى اتحادية كرة القدم الجزائرية مثلما تمليه قوانين تنظيم هذه المنافسة الشعبية، غير أنه من السابق لأوانه اكتشاف الفريق الذي يريد شارف إقحامه ضد شبيبة القبائل، لا سيما وأن المدرب الحراشي متعود على إحداث تغييرات مفاجئة في التشكيلة الأساسية، على اعتبار أن التنافس سيكون على أشده بين اللاعبين من أجل احتلال بعض المناصب، وهو ما جعل المقربين من الفريق يؤكدون أن شارف بصدد تحضير مفاجأة كبيرة لشبيبة القبائل.